كتاب سبر

الشرير ذياب !!

” أخاطب ذرية مبارك باستثناء سمو الأمير وسمو ولي العهد ..تبون الحكم ولا ماتبونه؟ قولوا لنا إذا ماتبونه خل الناس تستعد للقادم ….وأقولها صراحة هناك شرير من ذريتكم يعمل مع جماعة معينة لن تظهر إلا بالفصل الأخير من الانقلاب على الدولة “. 
هذه المقتطفات السابقة لو كانت مجرد حلم  لأحد المواطنين البسطاء واحتاج  مفسراً ليفسره له لقال له المفسر : حلمك نزغة من نزعات الشياطين يا ولدي ومنا لأمن الدولة !..ولو صرح بها مواطن بسيط تلميحاً فقط  لكان الموضوع الرئيسى فى نشرة اخبار الثامنة ولنشر غسيل تاريخه على رؤوس الاشهاد فى نشرة اخبار التاسعة!! ولو كان عبارة عن عصير تغريدة ” سانكيست ” 10 % منها الكلام اعلاة و70% مواد ادعية حافظة و 20% نكهات لتعزيز ” الدفان” والتورية “لتحبّل” له معشر مغردي ” الفلورز” ونصبوا له ” فخاخ” الهاشتقات فى كل ارجاء التويتر ولغرد فى صباح اليوم التالى من خلال قضبان السجن وهو منتوف الريش مهيض الجناح !! . 
علمونا فى الرياضيات ان  توحيد المقامات هو اساس حل مسائل جمع وطرح الاعداد الكسرية فبدونها كما افتى معلمونا لا يمكن اجتياز الاختبارات أبداً, وتجاوزنا تلك المراحل الدراسية لنقع فى معضلة المرحلة الدستورية والتى  لم نصل من خلالها  لمحاسن “الأسف” الى طريقة ما لتوحيد مقامات المواطنين, فبقينا عاجزين الى اليوم عن اجتياز اختبار الديموقراطية!! 
السيد مرزوق الغانم لا يملك تلك الخيارات فى يده ليعرضها على ذرية مبارك المصان حقها دستورياً، والمسألة الدستورية ليست حوار اطفال : تبون او ما تبون !! والدولة لن تكون يوما سوقاً  يساوم فيه بائعها شاريها بل هي صرح مؤسسات فيه بين البائع والشاري يفتح “الدستور”..كما ان تخيير ذرية مبارك لم يكن يوماً خيارا شعبيا ابدا وحتى من يوصفون من قبل الغانم وتحالفه بالغوغاء والقافزين على حواجز القوانين لم يطرحوا هذا الخيار ابدا فى كل مراحل ” غوغائيتهم ” المجيدة، فمن أين اتى مرزوق الغانم بصندوق ” خياره” هذا؟ وكيف لم يرد عليه الجمهور الحاضر الغائب ممن يدعون انهم سور النظام ودرع الدستور الحامى ليوقفه عند حده؟, ولم لم تتحرك مؤسسات الدولة الامنية  لتستفهم منه عن معنى كلامه الخطير جدا؟!. 
“العبط” ابتلاء من الله تعالى اما ” الاستعباط” فهو نعمة عظيمة من الله ( نعمة بالمعنى اللغوى وليس الحكومى طبعاً) فسيد القوم كما قالت العرب المتغابى ومعنى الشرير الذى فى بطن  مشاعر خطاب الغانم لا اظن احدا من الشعب الكويتى لا يعرفه فنحن شعب وبقضل الله تعالى جيناتنا ” ذيبانية ” كما اننا قد حفظنا نشيدة التحالف الوطنى ” صم” ونستطيع تسميعها لمن بإذنه ” صمم”  قبل ان يرد لفم أساطين التحالف طرفه ونفهم انها كلمة والسلام متوافقة مع ابيات مشاعر التحالف او معلقاتهم الدونكوتشية التى يعلقونها على جدار الطواحين التى اشغلونا واشغلوا البلد بحربهم العبثيه معها.
رئيس الوزراء اللبانى الراحل سامي الصلح لنا فيه اسوة حسنة ان اردنا حل لغز الشرير فقد كان الصلح مبتلى بشخص اسمه ذياب المقشمر كان يسعى للحصول على وظيفة فى بلدية بيروت ولذلك كان يرابط يوميا امام باب بيت الصلح الذى ما ان يخرج حتى يبادره قائلاً : خلينى على بالك بك, محسوبك ذياب المقشمر , حتى اصبح  هذا الذياب الهم اليومى للصلح.
 وفى احد الايام صرح سفير بولونيا بانه يود زيارة الصلح فطلب الرئيس الصلح من معاونيه معلومات عن ألبانيا بطريق الخطأ لتشابه الاسمين: البانيا وبولونيا، ولم ينتبه المعاونين لخطأ الرئيس !! وفى اليوم الموعود حضر السفير البولونى فبدا الصلح يقرأ من قصاصة الورق التى اعدها معاونوه كيف ان البانيا كانت تسمى ببلد الارناؤوط وانها سميت بالجبل الاسود كما سمى لبنان بالجبل الابيض وان السلطان مراد الخامس قال يوما: هذان الجبلان، الجبل الابيض والجبل الاسود ..صداع فى رأس الدوله !! والعجيب ان السفير اعجبته قصص الصلح فكان يقول من وقت لآخر : جميل , رائع !
وبعد انصراف السفير تنبه الصلح لخطئه الفادح فاتصل بالسفير ليدعوه الى زيارة اخرى وما ان تلاقى الرجلان حتى بدا الصلح المبتسم حديثه بقوله : بولونيا بلاد عظيمة لها تاريخ مجيد …..” ولكن السفير قاطعه بلطف وقال له: ارجوك سيدى لا تحدثنى عما اعلمه وقص علي قصة الجبلين الابيض والاسود ولكن ارجوك قبلا ان تذكرنى باسم السلطان العثمانى الذى وصف الجبلبين بالصداع فقد نسيته !! ..واسقط فى يدي الصلح فقد نسيه ايضا ً ولكنه تدارك الموقف وقال بسرعة الاسم الذى لا يمكن له ان ينساه : اسمه السلطان ” ذياب المقشمر ” .
يا الله كم انت شرير يا ذياب المقشمر !! .