كتاب سبر

الإسلاميون وقضية البدون

الأحداث في الكويت متشابهة جداً ووصلت في الآونة الأخيرة إلى حد التطابق وخصوصاً أحداث قضية البدون …!
فالتظاهرات هي هي والتخاذل من نفس الأشخاص هو هو  والمساندة من نفس الأشخاص هي هي والقمع من وزارة الداخلية هو هو، والوعود والتبشير بقرب حل القضية هي هي وإستمرار المماطلة وتخدير البدون بالوعود الكاذبة هو هو ولا  تستطيع التفريق بين الأيام وأحداثها إلا في التواريخ فقط ولو كلف شخص ما لاستخراج سبعة اختلافات بين تظاهرة وتظاهرة  وأحداثهما لعجز عن إيجاد اثنين فضلا عن سبعة…!
ما أثار استغرابي ولفت انتباهي إلى هذا التطابق بين الأحداث  هو أنني كنت في صدد كتابة مقال عن تخاذل النواب الإسلاميين عن نصرة قضية البدون والدفاع المستميت الذي تقوم به مجموعة من جمعية حقوق الإنسان وعلى رأسهم دكتورة عرفت بتبني أفكار تصادم ثوابت الدين وتقاليد المجتمع…فتعجبت عندما قرأت مقالاً لي في نفس الموضوع نشرته في جريدة سبر قبل عدة شهور، ووجدتني مضطراً لاقتباس جزء منه ليعلم الجميع أن الكلام في قضية استُهلك  وأن  التخاذل مستمر من نفس الأشخاص…!
قلت في المقال السابق:
(ما حصل من تخاذل النواب الذين كنا نظن بهم خيرًا في قضية الأخوة البدون جعل الساحة فارغة للأشرار، ينالون فيها بطولات وهمية على حساب مشاعر الأخوة البدون وجعل كل من هب ودب يتكسب أمجادًا ورقية على جراح الأخوة البدون!)
أنا ذكرت في مقالات سابقة، بأنني أتبع فتاوى ابن باز وابن عثيمين في حرمة المظاهرات، ولكن نوابنا الأفاضل الذين تعاملوا مع الأحداث في ازدواجية فجة وانتقائية سامجة، لم يسعفهم الوقت؛ لتنطلي أكاذيبهم على الجمهور، فأحداث المظاهرات في ساحة الإرادة التي تصدعت رؤوسنا منها؛ بسبب كثرة خطابات النواب الذين طالبوا بتطبيق القانون وترسية قواعد العدالة، لم يكن بينها وبين أحداث تيماء وقت طويل؛ لذلك تعرت مبادئهم بسرعة وتبخرت شعاراتهم أمام قضية البدون! 
مؤسف جدًا، أن يغيب النواب الذين يناصرون قضايا الدين عن نصرة إخوانهم البدون ويصمتون صمت القبور مع أن نصرة المظلوم من صميم ديننا الحنيف، وأشد أسفا من ذلك ألا يعي نوابنا الأفاضل أن ترك الساحة لبعض الناشطات اللائي يتبنين فكر الإلحاد يستفردن في المطالبات بحقوق المظلومين من الأخوة البدون فيه خطر عظيم على عقائد المسلمين! فنوابنا الأفاضل الذين يقتصرون في زياراتهم على الأخوة الكويتيين فقط ! لا يعلمون ماذا سببت هذه الناشطة من هزة فكرية لكثير من الأخوة وجعلتهم يتساءلون: ما هذا المذهب الذي جعل هذه الدكتورة تأتي لتناصرنا وتقف معنا؟! وأي دين ذاك الذي منع النواب الذي يتصدون للدفاع عنه من مناصرتنا؟!
ونحن لا نلوم الأخوة البدون بقدر لومنا للنواب فالأخوة البدون (غرقانين لآذانهم والغرقان يتعلق بقشرة بصلة)!!
يا نوابنا الأفاضل، الناس ليسوا سواءً في قوة اليقين والإيمان، فينبغي عليكم أن تراعوا تفاوت الناس في ذلك وألا تكونوا فتنة لإخوانكم بتخاذلكم عن نصرة المظلوم، وتتركوا المجال لمبشري الإلحاد (يصطادون بالماء العكر) ويبشرون بمذاهبهم الهدامة تحت ذريعة نصرة المظلوم!.
هذا جزء من مقالي ولك أخي القارئ أن تطابق بين  الأحداث لترى نفس المواقف من نفس الأشخاص ولم يضف شيئاً على الأحداث السابقة إلا أن في الأحداث السابقة كانت ازدواجية التعامل مقصورة على النواب المتخاذلين والأحداث الأخيرة أظهرت ازدواجية الداخلية التي وزعت العصير على رواد ساحة الإرادة بينما وزعت قنابل مسيلة للدموع على رواد ساحة الحرية!!