آراؤهم

هبوط الكويتية بعد “الصعود”

الوضع المتدهور الذي وصلت إليه مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية في السنوات الأخيرة يدعو للحزن والأسى فهذه المؤسسة العريقة التي تأسست في عام 1954 تكاد تنتهي نهاية حزينة فوضعها يتدهور يوما بعد يوم وسمعتها أصبحت ملوثة بالعديد من الحوادث بعد أن كانت موضع حسد من قبل مؤسسات الخطوط الجوية المنافسة لها من حيث الحداثة والتطور والخدمات التي تقدم.

لقد تكرر سيناريو الهلع والرعب الذي يتعرض له ركاب “الكويتية” وخلال الأسبوع الماضي فقط تعرضت طائرة الخطوط الجوية الكويتية الإيرباص 300 المتجهة إلى جدة لعطل في محركها الرئيسي وهبطت اضطرارياً في مطار المدينة المنورة وبعد أيام قليلة كاد السيناريو أن يتكرر مرة أخرى عندما أكتشف المسؤولون في اللحظات الأخيرة أن طائرة الخطوط الجوية الكويتية الإيرباص 300 المتجهة إلى جدة أيضاً مصابة بعطل فادح قبل إقلاعها ولولا الوصول إلى هذا العطل لحدثت كارثة جوية لا يحمد عقباها.

وفي ظل هذه الحوادث المتكررة التي تتعرض لها مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية قرأت مؤخراً إحصائية تقول أن المؤسسة تتكبد سنوياً 35 مليون دينار لعمليات الصيانة بخلاف أجور المهندسين والتي تصل إلى 80 مليون دينار والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إذا كانت هناك صيانة بهذه المبالغ الضخمة فلماذا تحدث هذه الأعطال وهل صحيح أن المؤسسة بها 13 طائرة عمرها الافتراضي منتهٍ ولماذا السكوت عن هذا الوضع الخطير هل ننتظر وقوع كارثة لاقدر الله حتى نتحرك.

لقد طالب الكثيرون الحكومة بضرورة المضي قدماً في تحديث أسطول هذه المؤسسة الوطنية عن طريق شراء عدد من الطائرات الجديدة ولكن الحكومة تتكاسل وتتحجج بطرح المؤسسة الوطنية للخصخصة الأمر الذي جعل البعض يقول أن هناك متنفذين يريدون تدمير “الكويتية” للإستيلاء عليها بأبخس الأثمان مبدين اندهاشهم مع عدم دعم الحكومة لهذا المرفق الحيوي والسيادي والذي يرفع علم الكويت في كل أنحاء العالم ويعد أحد معالمها الحضارية كما أنه يوفر فرص عمل للمئات من الخبرات والكفاءات الكويتية التي لا يعرف مصيرها بعد تنفيذ خطة الخصخصة التي ستفتح الباب على مصراعيه لخصخصة قطاعات أخرى حيوية ربما تصل إلى مطار الكويت نفسه ووقتها سيقول المستثمرون نحن ومن بعدنا الطوفان ولتذهب الكوادر الكويتية إلى الجحيم.

ويحمل الكثيرون مسؤولية ما آلت إليه مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من تدهور للحكومة والمجلس ويقولون ان الطيارين والمهندسين والفنيين والمضيفين الذين يعملون بالمؤسسة يبذلون جهودهم ليل نهار لتسيير هذا الأسطول المتهالك من الطائرات في حين أن الحكومة والمجلس تسببا في إلغاء صفقات الطائرات الجديدة الواحدة تلو الأخرى كما أن تدخل بعض الجهات الرقابية في أعمال المؤسسة بحجة الحفاظ على المال العام يعيق عملها ويجعلها تتأخر عن باقي مؤسسات وشركات الطيران المنافسة.

لقد حان الوقت أن يضع القائمون على هذه المؤسسة إستراتيجية لتطويرها وتحسينها وانتشالها من حالة الشيخوخة والوهن التي باتت تعاني منها في الآونة الأخيرة لدرجة أن فنيين متخصصين يعملون في هذه المؤسسة يؤكدون أن طائراتها تسير بالبركة والدعاء وأنها أصبحت تشكل عبئاً مالياً يثقل كاهل الدولة بدلاً من أن تكون رافداً مالياً تمد خزينة الدولة بأرباح سنوية كباقي المؤسسات والخطوط الجوية في البلدان الأخرى.
ولكي نكون أكثر إنصافاً في التعامل مع مشاكل الكويتية يجب أن نعترف ونأخذ بعين الاعتبار أن هناك احتمال لوقوع المشاكل الفنية في جميع الطائرات لكافة الشركات فلو ذهبنا إلى دبي سنسمع كثيراً عن مشاكل طيران الإمارات ولو ذهبنا إلى أبوظبي سنسمع عن مشاكل طيران الإتحاد ولو ذهبنا إلى الدوحة سنسمع عن مشاكل طيران القطرية وفي المنامة هناك مشاكل لطيران الخليج وفي مصر أيضاً هناك مشاكل لطيران المصرية ولكن هدفنا من الحديث في هذا الموضوع أن تكون الخطوط الجوية الكويتية في مصاف الخطوط العالمية المتقدمة والمتطورة لأنها تحمل أسم الكويت وترفع علمها في المحافل الدولية.

 

تويترات :
– الحديث عن تعديل الدوائر الانتخابية والأصوات يزيد الفرقة والانقسام بين المؤيدين والمعارضين والأغلبية والأقلية ونتمنى أن تكون هناك انفراجة في أزمات الساحة السياسية خلال الأيام المقبلة.
– مايحدث في بورما (أراكان) إبادة جماعية للمسلمين مثلما حدث من قبل في البوسنة والهرسك وعدد من الدول الأخرى المتعصبة وعلى العالم أن يتدخل لنصرة المسلمين المستضعفين في هذا البلد قبل فوات الأوان

                                                  
meshari.almutrekka@hotmail.com