أقلامهم

عبدالرحمن بوهندي: ليس دخولا في النوايا، لكن معنى سكوتهم رضاهم عن الكوارث التي تحدث في الطيران الكويتي

حقيقة الخطوط الجوية الكويتية! 
عبدالرحمن بوهندي
قبل عامين تقريبا، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية متجهة إلى دبي، وبالفعل، وصلت الطائرة إلى الأجواء الإماراتية، فأراد قائدها أن يُنزل عجلاتها للهبوط، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ لم تستجب العجلات للنزول! 
فشعر الركاب بذلك الأمر، فراح الأول يتشهد، وراح الآخر يذكر الله، حتى أصبحت الطائرة كما كانت «حلقات التحفيظ».. الكل يذكر الله، آملا أن يغفر لهم، لأن نهايتهم اقتربت.. العجلات  لا تستجيب، والناس في حالة خوف ورعب، فقام قائد تلك الرحلة المحنك، واسمه علي التوم، بسكب البنزين الموجود في الخزان بالبحر.. كانت خطوة سكب البنزين ذكية جدا، لأنه -قائد الطائرة- إن لم يقم بتلك الخطوة لانفجرت الطائرة أثناء الهبوط بفعل احتكاك جسمها بأرضية المطار، وبعد أن سكب البنزين، أخذ يهبط بالطائرة شيئا فشيئا، والركاب تتعالى صيحاتهم، فقد تحولت حياتهم في لحظة من سعادة إلى جحيم، غير أنها تمكنت من الهبوط بسلام، بفضل الله، وسط صدمة الركاب الذين لم يصدقوا بقاءهم على قيد الحياة حتى تلك اللحظة.
وكالعادة، بعد فيلم الرعب ذلك، يقوم العاملون في تلك الخطوط بتوزيع العصائر على الركاب كهدية لهم عقب المشاركة في ذلك الفيلم السينمائي، الذي أدوا فيه دور الضحية، وذلك كان برعاية الخطوط الكويتية التي كانت محتضنة لذلك الفيلم السينمائي المنتج من قبل شركة «كويتوود»، (على وزن هوليوود)، وبرواية أخرى مؤسسة الخطوط الكويتية!
عندما نشاهد الأفلام التي تقوم شركة هوليوود بإنتاجها، فإن البطل توم كروز عادة -مع العلم بأنني لم أعرف سوى ذلك الممثل- غير..
البطل في ذلك الفيلم يدعى «علي كروز»، ذلك القائد المحنك الذي تمكن، بفضل الله، من الهبوط بالطائرة بسلام!  بعدها قام «علي كروز» بعقد مؤتمر صحافي، أوضح فيه هذه الحادثة الغريبة، وانتهت القصة!
 قبل 3 أيام.. وقع حادث مشابه لطائرة تابعة للجوية الكويتية المتجهة إلى جدة فقد كادت تحصل كارثة، لولا حفظ الله لمن بداخلها!..
 كادت.. تقع… ولو وقعت فما الذي ستتوقعون حدوثه بعد ذلك؟
 أريد فقط أن يتخيل أحد هؤلاء المسؤولين التابعين للمؤسسة تخيلا -فقط- الوضع وكأنهم داخل الطيارة وليس الركاب!
كيف سيكون الوضع؟
 سأقولها، وبكل جرأة وصراحة، إن المسؤولين يريدون وقوع كارثة لهؤلاء المساكين الذين يركبون على خطوطهم! 
ليس دخولا في النوايا، لكن معنى سكوتهم رضاهم عن الكوارث التي تحدث في الطيران الكويتي الذي بات معروفا للجميع، لدرجة أنني شخصيا أفضل ركوب الطيارة السنغالية أو السيلانية أو غيرها، على أن أركب طيارة تابعة للمؤسسة!
 لقد أصبح أغلب الناس يتجنبون السفر على خطوطهم ذات الأدراج المكسرة والأجنحة المنفرة والتي تبدو لمن يشاهدها من بعيد!..
إنني آمل أن تكون هناك استجابة من مسؤولي الخطوط الجوية الكويتية، ليتم تدارك الفساد الواقع فيها، لترجع كما عهدناها صقر السماء الكاسر، لا كحمام ساحة الصفاة الذي كان الأطفال يسعدون  بضربه بالأحذية -تكرمون- أيام السبعينيات من القرن الماضي!