ما هكذا كنا نريدك أن تفعله بنا يا وطن ، وما تخططه لنا من مؤامرات ودسائس ضد شعبك البريء والمسالم ، فما الذي تفعله الان بأبنائك وشعبك هو بحد ذاته أكبر مصيبة ، فشعبك الذي عشقك منذ الصغر ، وتربي بأحضان دفئك وترابك الغالي ، والذي عاش مرفوع الرأس بجواز سفرك الازرق الذي يلمع كالسماء الصافية ، والذي كان يهابه كل العالم ، ويحسب له ألف حساب فللاسف تغير حاله من سيئ إلى أسوأ ، فما الذي تغير الان واختلف ، أهو الغدر أم النوايا الخبيثة التى تبث فيها سمومك لشعبك المسكين ؟
لقد خلقت فينا كل أنواع الفتن ، ورميت سهام العنصرية والتفرقة بيننا ، وأخذت تمسح فينا كل المبادئ والقيم التى انتهجناها منذ الأزل ، فما نراه من مصائب في وقتنا الحالي أنت الذي زرعتها لينمو شعبك ويعيش بخوف واستبداد ، فعلا يا وطن إنك لئيم وخبيث ، فما الذي صنعته لنهضة شعبك ؟ وما الذي قدمته لازدهار وتقدم شعبك غير الخزي ؟
فعلا إننا نعيش في أجواء حكومة فاشلة ، وقيادات لا تخاف الله ، لئيمة ومتكبرة ، أين الجامعات التي وعدتنا بها يا وطن لنربي بها أجيالنا القادمة ، أم أنك تضحك علينا بوعودك الكاذبة والخبيثة ، وأين المستشفيات الحكومية الجديدة التي قلت بأنها ستكون ملجأ لكل كويتى غير مقتدر لتلقي العلاج المجاني بها ، أم انه ضحك على الذقون ؟
وأين حكمة سياستنا الخارجية التي كنا نتباهى بها ، أم إنها أصبحت أو بالمعنى الصحيح صارت فاشلة إلى حد النخاع ، والتي تخاف من ظلها بالتعامل مع دول الجوار ودول العالم ، سياسية خاضعة خبيثة ليست مبنية على الاحترام المتبادل ، أو التعامل بالمثل ، فعلا يا وطن إنك بحاجة ماسة إلى النظر في صلاحياتك المنتهية .
وهنا أتذكر قول الشاعر الشريف قتادة أبو عزيز بن أدريس حينما قال ” بلادى وإن جارت علي ..” اعذرني أيها الشاعر فربما في وقتنا الحالي ليست عزيزة بل قاسية على شعبها وظالمة لحقوق مواطنيها ، لا تعرف أين تتوجه ، ولا تعرف من يقف معها أو ضدها ، فأرجوك يا وطن أن ترحم جيلك القادم ، فهو لا يعرف مدى خبثك ومكرك ، فربما سيأتي يوما عليك ستجنى ما فعلته بشعبك الاعزل ، وحين ذاك صدقني يا وطن لا ينفع الندم ولا البكاء ، فالتخلق لشعبك كل معاني القيم والكرامة والحرية ، حتى يتذكرونك بالخير ، ويدافعوا عنك بالغالي ، وامسح دموع المظلومين من أبنائك ، وازرع البسمة والسرور على وجه كل شريف على أرض الكويت ، فربما حين ذاك قد يتغنى شعبك يوما ما بك .
adel_alqanaie@hotmail.com
أضف تعليق