بورتريه

أول مسيحي يتولى وزارة الدفاع منذ وصول "البعث" إلى السلطة
اغتيال راجحة.. يرجح كفة الثورة

بعد خمسة أشهر من اندلاع الثورة السورية، وقع اختيار بشار الأسد على داوود راجحة لتولي حقيبة وزارة الدفاع، أما دوافع هذا الاختيار الظاهرة فهو استجابة لمطالب الثوار، بينما الحقيقة أنه يعكس طبيعة التحالف بين الطائفة العلوية الحاكمة، والطائفة المسيحية التي ينتمي إليها (الوزير الجديد) في مواجهة ما أسموه خروج المخربين على النظام ومحاولتهم زعزعة الاستقرار في سوريا.
ومنذ أن تولى راجحة منصبه وزيراً للدفاع تعرض الشعب السوري لأعنف عمليات القمع ، وارتكب النظام مجازر وحشية كان آخرها مجزرة التريمسة (قبل أسبوع) التي راح ضحيتها نحو 250  شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، عدا عن تخريب القرى وهدم المنازل وإتلاف المزارع وإلقاء الجثث فيها.
وتأتي عملية اغتيال راجحة مع أربعة آخرين من كبار قيادات البعث السوري لتعطي مؤشراً على بداية  انهيار قوة النظام الحاكم، حيث باتت الدائرة المحيطة به مخترقة، بالتوازي مع مايشهده الجيش من حركة انشقاقات متواصلة، مع تنامي قوة الجيش الحر وسيطرته على عدد من المدن، فضلاً عن نجاحه في الوصول إلى قلب العاصمة حيث يخوض معارك ضارية ضد القوات النظامية.
العماد داود عبدالله راجحة (الذي كان ممن قتلوا في تفجير مبنى الامن القومي أمس) درج اسمه على لائحة العقوبات الدولية المفروضة على رموز النظام السوري, وكان يشغل من قبل نائباً لرئيس مجلس الوزراء ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة, كما أنه “اول مسيحي” يصل الى رتبة وزير الدفاع منذ وصول حزب البعث الى الحكم في سوريا عام 1963.  
وقد وصف راجحة في وقت سابق حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مارس 2011 بالـ”مؤامرة” التي تستهدف كيان سوريا، متبنيا مقولة السلطات السورية باتهام الغرب بالوقوف وراء الأحداث الدامية التي تشهدها بلاده.  
ولد راجحة في بلدة عربين بريف دمشق العاصمة عام 1947، وتخرج من الكلية الحربية عام 1968 باختصاص مدفعية ميدان وتابع دورات تأهيلية عسكرية مختلفة بما فيها دورة القيادة والاركان ودورة الاركان العليا وشغل مسؤوليات عسكرية عدة في عدد من الادارات والهيئات داخل القوات المسلحة، عين وزيرا للدفاع في المرة الاولى في الثامن من اغسطس 2011 في حكومة برئاسة عادل سفر بعد خمسة اشهر من اندلاع الحركة الاحتجاجية وكان في حينه رئيسا لهيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة, هو متزوج وله أربعة أبناء . 
وأعيد تعينه في المنصب نفسه في 23 حزيران 2012 في حكومة برئاسة رياض حجاب تم تشكيلها بعد الانتخابات النيابية التي جرت في مارس حتى مقتله, ونال راجحة رتبة عماد عام 2005.