آراؤهم

الإحكام بما كان عليه صدّام

انتشرت في الآونة الاخيرة في تويتر وغيره من المواقع الاجتماعيه، قضية صدام وهل كان بطلا فعلا؟، اثار هذه القضية، المسلسل الكويتي الذي لا افقه عنه شيئا سوى اسمه” ساهر الليل” وتقليد الممثل الكويتي داود حسين لصدام والسخرية منه، استغربت استغراب البريء من هالات التقديس لصدام وجعله ذخرًا للامة واننا -الامة الاسلامية- ضِعنا بعد “استشهاده”، فحاولت مناقشة البعض حول، ماذا يعجبه في صدام لكي يقدسه ويعظمه بهذا الشكل؟ فكنت استمع الى اجابات غريبة جدًا، اكثرها، بأنه كان يقتل الشيعة، حاولت ان اساير منهاجه الفكري، فقلت ان بعض من قُتل من الشيعة كان بريئًا ولم يؤذ نملة، قال لي “عادي، اهم شيء انه شيعي”، همهمت قليلًا وقلت الم تسمع بما قاله الله في كتابه: ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) ؟ ، لو لم تكن بيننا شاشة، اعتقد والله اعلم، انه وجه لي نظرة احتقار، وولى مدبرًا يمجد في صدام وكأن آية لم تُقرأ ومن الامور الغريبة التي سمعتها، في حواراتي، بأن سبب دخول صدام الكويت  هو ان احد الكويتين شتم نساء العراق، فلم يحتمل صدام ذلك وهجم على الكويت! وغيرها الكثير من الامور والمعلومات التي لا تصدق، وهذا ان دل  يدل على عدة امور، ضعف ثقافة المتحدث، واطلاعه، ، وايضا ثقافة النظر الى القشور دون النظر الى ما وراءها، وقد يكون ايضًا الشعور بالنقص، فيبحث عن شخصية بارزة لكي يفتخر بها، ويعظمها، عمومًا، ومهما كانت الاسباب، فانه -وكما قال احد المفكرين- الاستعداد للاستعباد.

 

انا هنا ياعزيزي القارئ لست بصدد استعراض تاريخي، او فقهي، او حتى مهاجمة صدام وغيره، لكني اتعجب فعلًا بهالات التقديس لصدام، وايضًا الجهل العظيم المقابل لها، نصيحة لمحبي صدام، أن يبحثوا عن الحقيقة، ولا يعمدوا في احاديثهم على رسائل منتشرة بلا مصدر ولا دليل موثّق، ابحثوا وفكروا واستنتجوا..

 

وفي النهاية، لا اترحم على صدام، ولا ألعنه، وانما اقول، اللهم ارحم من كان عادلًا تقيّا، والعن من كان ظالمًا عصيّا .