كتاب سبر

التمييز السلطوي والاستيلاء على العرش

 
 

 

 

يقول المولى جل شأنه في محكم كتابه : ( ولا تنازعوا فتفشلوا  وتذهب ريحكم واصبروا  إن الله مع الصابرين ). نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع ،مبينًا في ذلك الشيخ الشنقيطي في تفسيره أن التنازع سبب الفشل ،وذهاب القوة ،ونهى عن الفرقة أيضًا في مواضع أخر كقوله: ‏{‏واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ‏}‏ ،ونحوها من الآيات ،وقوله في هذه ألآية :‏ {‏وتذهب ريحكم ‏}‏ أي قوتكم ‏.‏ وقال بعض العلماء  نصركم ‏ ،كما تقول العرب الريح لفلان إذا كان غالبًا ،ومنه قوله‏:‏ إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل عاصفة سكون .

 

حينما ينعم الحاكم في أي دولة بالترف والنعمة ، تلك الأمور تستقطب إليه ثلة من المرتزقين والوصوليين الذين يحجبونه عن الشعب، ويحجبون الشعب عنه ، فيصلون له من الأخبار أكذبها  ويصدون عنه الأخبار الصادقة التي تتعلق بما يعاني منه الشعب، وقد يقول قائل إن حملة الأغلبية قد تؤدي إلى الاستقرار السياسي إذا تصدت للحكومة في تغييرها للدوائر الانتخابية وتعددية الأصوات، وفيما يبدو من الجانب الآخر أن هناك أيضاً من يقول إن الحكومة هي التي تبحث جدياً عن الاصلاح السياسي وإرساء مبادئ العدالة في النظام الانتخابي والتوزيع العادل للأصوات، وبينما  يشد كلا الطرفين حبل السياسة  لا بد أن نتذكر أن الإصلاح لا يقف فقط عند تحديد الدوائر سواء كانت خمساً أم واحدة  ومن الأفضل قبل الشروع في التجزئة السياسية أن نكون أمة واحدة متلاحمة كي نستطيع أن نحدد الاستراتيجية المطلوبة لمستقبل الكويت القادم.. خسر من خسر وفاز من فاز، المهم أن يمضي قطار التنمية وتعود الكويت درة الخليج .

 

لا بد من القول إن مشكلة الاصلاح تتطلب مبادرة فعلية من قبل الطرفين وقد سبق لي أن وصفت انطباعاتي حول فك النزعة الرامية بين السلطتين من خلال خطوات  أولها  أن يتبني الطرف الأقوى أي – الحكومة – إلقاء اول حجر في بحيرة الاصلاح من خلال دعوة مفتوحة بمثابة مؤتمر وطني يحدد من خلاله آلية حل البرلمان وشكل التنظيم السياسي في الدولة وتحديد الدوائر خارج سدة البرلمان ، بدلاً من دق طبول الحركات الشبابية واستنزاف طاقاتهم وغسيل عقولهم في البرامج السياسية وتجنيدهم لنيل حريتهم  لأي موقف سلبي من قبل الطرفين ، ولهذه الاسباب تكون الحكومة زرعت في نفوس الشباب موقفا عدائيا يتمثل بأن الحق تصحبه القوة رافعين شعار ( إننا نحارب، إذن نحن موجودون) حيث أصبحت اللغة السائدة لدى الشباب العالم لا يحترم الضعفاء، لذا  توجه الشباب لساحة الارادة  فارضين مطالبهم خوفا على مستقبلهم ممن يعبثون في أمن البلاد . ولكن السؤال الذي يتبادر إلي اذهاننا جميعا ماذا ننتظر للإصلاح وكل مقومات النجاح تملكها الدولة..  شعب مخلص وأمن مستقر وفائض في الميزانية ؟! هل  يكمن الخلل في حب السُلطه والاستيلاء على العرش؟!

@AlMujanni