كتاب سبر

رموز من ورق!

السعي إلى رتبة (الرمزية) حق مشروع ومشاع لكل شخص يرى في نفسه الصفات المؤهلة ويعتقد أنه قادر على بز شأو السابقين أو مجاراتهم في هذا المضمار،ولكن رتبة(الرمزية) كغيرها من الأمجاد التي يسعى لها الناس لها طرق وسلالم لا يمكن تجاوزها والوصول إليها دون الترقي على هذه السلالم،ومن ظن أنه يستطيع القفز وإدراك رتبة(الرمزية) في فترة وجيزة لا تؤهلة لارتقاء (العتبة) الأولى فإما أنه مصاب بجنون العظمة أو أن غاية ما يريده أن يسمى رمزاً حتى ولو كان من ورق…!!!

الساحة السياسية التي نعاني من (سفالتها) التي انسحبت على أخلاق الرجال في تويتر والدواوين مليئة بهذه الأصناف التي تسعى للمجد دون فعل يقدّم له وتريد (التكويش) على كل معاني البطولة دون تاريخ يشفع لها،والمؤسف أن هذه الأصناف ليست متصالحة مع نفسها ولا تمتلك شرف الخصومة في التعاطي مع الخصوم فكيف تريد أن تقود الجموع وهي لم تستطع قيادة نفسها نحو الفضيلة وأخلاق الفرسان؟!!!.

والحقيقة أن ذنب هؤلاء في (رقبة) بعض المحيطين بهم،فالإنسان الذي يقضي معظم أوقاته بين جماهير غوغائية مطبلة وبين محبين يخشون قول الحقيقة مخافة فقدان الأصدقاء لا يمكن أن يعرف قدر نفسه أو يهتدي لمواطن الخلل في أداءه خصوصاً إذا كان هذا الشخص يختزل الشرف والنضال في نفسه ومن يؤيده وينظر لكل ناقد من خارج معسكره بعين المتعالي الذي لا يلتفت لأعداء النجاح والمغرضين…!!!.

ولابد أن يعي هؤلاء أن من أراد أن يكون رمزاً فلن يكون!،لأن الرمزية لازالت من الأشياء القليلة التي حافظت على مكانتها بعيدة عن متناول (المتهورين)، ولن ينالها أحد دون استنفاذ السنين والجهد والعمل والتصدي لرموز الفساد (حقيقة) لا دعوى ،ولن ينقص قدر هذه الرتبة ولادة بعض الرموز الورقية التي  لم تنل من (الرمزية) سوى الاسم وأما المضامين…فشتان بين مشرّق ومغربِ…!!!!

تويتر:a_do5y