كتاب سبر

الجمال في البساطة والقبح في التعقيد

ما الحياة إلا سلسلة من الفرص لحل المشكلات ،والمشاكل التي تواجهك إما أن تهزمك ،وإما أن تطور قدراتك،يتوقف ذلك على طريقة استجابتك للمشاكل .رحلتنا حول النجاح قد يستصعبها البعض لأنها تتطلب فلسفة ونهج يختاره الإنسان كي يدفعه للاتجاه نحو الايجابية ،أو يحدد من خلاله كيف يكون إيجابياً في حياته ليتخلص من التعقيد والمعاناة ، منذ أيام استمعت لسلسلة من الإيجابيات للدكتور صلاح الراشد في برنامجه الإذاعي مهمة سلام وفي الحقيقة  استفدت كثيراً من الأفكار والطرح البسيط الذي تفضل به الدكتور للوصول إلى السلام مع الذات وتنميتها نحو الأفضل ، وقد لفت انتباهي حرصه وتشديده على فلسفة التبسيط  والتي أردت أن تكون هي البعد الرابع بعد أن تطرقت في المقالات السابقة عن أهمية التركيز على الايجابيات ومعالجة الإحباط وزرع الابتسامة ، يقول كبار السن بلهجتنا المحلية الهون أبرك ما يكون أو هونها وتهون ، فعلاً كلما دققت على معنى هذه الكلمة ستجد ما أشار إليه الدكتور بقوله : ” الجمال في البساطة والقبح في التعقيد ” أي كلما سهلت وبسطت حياتك كلما ارتاح من حولك ،وكلما وضعت قيود وتعقيدات أكثر وذهبت للامعقول كلما كانت حياتك مزعجة مريرة يملؤها التعقيد .
المحك الفعلي للشخص الناجح ليس قدرته على حل المشاكل قبل أن تحدث ،بل حين تحدث فعلاً اعبر الجسور حين تبلغها ،لا قبلها وبشكل مبسط ” فالبساطة توجد الكمال ” ،وجميعنا يشعر عندما يكون على طبيعته دون تكليف أو تلوين سيوفر على نفسه عناء التعقيد في علاقاته مع الآخرين وحياته بشكل عام ، من واقع التبسيط  عندما تريد أن تجدد بطاقتك المدنية اليوم ماعليك إلا الاتصال بالخدمة الهاتفية وأنت جالس في منزلك وتدخل رقمك المدني بكل يسر حتى يحدد لك رقم الجهاز لاستلام بطاقتك دون أي  تعقيد  وقبل كم سنة عندما نريد تجديد نفس البطاقة تضطر للخروج من المنزل والذهاب إلى مقر الهيئة وتقديم مليون ورقة والانتظار في طابور طويل  كل هذا يسمى تعقيد في تعقيد ، فكل الشكر لمن ساهم في عملية تبسيط الإجراءات في جميع مؤسسات الدولة، و نحن اليوم نحتاج أن يكون لدينا نماذج حية في التبسيط على البشر مثل مؤسسة التأمينات الاجتماعية والبطاقة المدنية ، كما أدعو كل مسئول إلى استخدام فن التهوين وليس فن التهويل وتحجيم المسائل الكبيرة فالتهوين مدرسة خاصة في البساطة التي كان يتحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ،عزيزي القارئ كلما حاولنا أن ننشئ نظام يبسط الإجراءات على مستوى الدولة في معاملاتنا اليومية كلما كانت الحياة  أكثر سلاسة وحيوية ،وبلا شك هذه الفلسفة سوف تخدمك في تنظيم وتحسين علاقاتك مع نفسك أولاً ومع الآخرين ثانياً ،وتذكر دائماً أن هناك طريقة واحدة للنجاح في أي شيء ،وهي أن نعطي هذا الشيء كل ما لدينا .