كتاب سبر

“إلى شباب التيار الوطني”

“إلى شباب التيار الوطني”


حمد العليان
ما يحدث الآن وما حدث عام 2006 فيما يتعلق بموضوع الدوائر الانتخابية لهو “طبق الأصل” في الحالة، عكسه تماما في موقف التيار الوطني.
ففي 2006 نزل شباب التيار الوطني إلى الشارع أيام الدوائر الخمس اعتراضا على طلب استخدام “الحق” المنصوص عليه في المادة الأولى من قانون 14 لسنة 1973 بشأن إنشاء المحكمة الدستورية المتعلق بتفسير مواد الدستور.
والآن في 2012 الحكومة تطلب استخدام “الحق” المنصوص عليه في المادة الرابعة من ذات القانون والمتعلقة بالمنازعات حول دستورية القوانين.
الغريب في الأمر أنه ورغم تطابق الحالتين في 2006 و 2012 وهي “استخدام حقوق”، إلا أن موقف التيار الوطني من ذلك متناقض تماماً، ففي 2006 كان رأيهم أنه لا يجوز استخدام هذا الحق وأن استخدامه كان سبباً كافياً للنزول إلى الشارع بل والمبيت فيه، أما الآن في 2012 فلا نستطيع ولا يحق لنا أبدا أن نعترض على الحكومة لأن هذا الأمر حق أصيل لها لا نملك الاعتراض على استخدامه.
حاليا أنا في غنى عن التدليل على صمت التيار الوطني وصمت رموزه وشبابه تجاه هذا الإجراء الحكومي، فالمواقف ماثلة أمام الجميع.
لكن من المهم أن ننقل “حرفيا” ونقلا من مضبطة جلسة 15/5/2006 التي ناقشت طلب التفسير ما قاله أعضاء التيار الوطني تعليقا على استخدام “حق” أصيل:-
محمد الصقر: إذا بنتكلم عن عدم دستورية كل شي نسويه ترى في أشياء وايد فيها شبه دستورية، وإذا بنفسر كل قانون راح ننقح الدستور.
عبدالله الرومي: هذا عبث هذا مو شغل حكومة مؤتمنة بإدارة بلد، إللي حصل عبث وبربسة، إللي حصل أشد من تنقيح الدستور.
عبدالوهاب الهارون: تقولون غير دستوري تضحكون على منو! تقدمونه أمس واليوم تصوتون وتطعنون في دستوريته.
عادل الصرعاوي: حكومة تأتي بقانون وبعدين تتراجع، أي عبث هذا نسميه!
أحمد المليفي: يأتونا بمشروع ويقولون نشك بدستوريته، ليس من حقهم وإلا يكون هذا عبث وهزل ولعب.
بسبب استخدام “حق” نزلتم يا شباب التيار الوطني في 2006 إلى الشارع وكنتم وقودا جميلا لحملة نبيها خمس مشاركة مع باقي التيارات والكتل. والسؤال أين أنتم الآن!؟ أما آن لكم أن تتحرروا من قيود الرموز!؟ أما آن لكم أن تبتعدوا عن حسابات ربحهم وخسارتهم!؟ أما آن لكم أن يكون قراركم نابعاً من قناعاتكم لا قناعات غيركم!؟
فكروا بهدوء وبروية وبموضوعية، فإما أن تكونوا وقودا لأجندة وطن أو وقودا لأجندة بوعبدالله!!
ختاما .. نمد أيدينا لكم .. ونصر على انضمامكم .. فأنتم شركاؤنا في الحراك .. ولا تنسوا أن الكويت تنادينا وتناديكم
 
@HamadAlOlayan