كتاب سبر

نبيل الفضل .. من الزيف إلى الضلال

أسوأ ما تواجهه (أي فكرة) هو أن يؤمن بها أحمق، ويدافع عنها بكل حماسة .. فمجرد رفضه لها.. أقل تشويهاً من إيمانه بها !
كـ فكرة (خطر) الإخوان على سبيل المثال والاستشهاد .. عموماً، وعلى أية حال .. فالشاهد من هذا وذاك، هو ما نلحظه في الأيام التي يعيشها الأحمق ويستثمر كل دقيقة وثانيةٍ منها في التعقيب والرد على تصريحات أعضاء نهج والغالبية على وجه العموم، والتكتل الشعبي على وجه الخصوص والدقة، وكأنما عزوفهم عن الرد عليه، وانشغالهم بأمور أكبر وأسمى من إلجام نعيق فاهه الكريه، وقوداً يزيد من استشاطة صلعته التواقة لقبلات “الـ (…….) من الكويتيين” الذين يتباشرون لسماع ألفاظه النابية، ويتسامرون على نقاش تصاريحه الهابطة، وحروف مقالاته السوقية، تلك القبلات الموتورة، والتي رأيناها جميعاً تتدافع متسارعةً أمام مدخل قاعة فندق الريجنسي لتبارك للأحمق نجاحه في عضوية مجلس 2012 المبطل، وكأنما قد نجح في  إعادة أراضي الكويت إلى ما قبل اتفاقية العقير ..
 فحال هؤلاء أشبه بحال كفار قريش، يؤمنون بوجود الإلهُ فالسماء، ووجوب عبادته .. ولكنهم يصرون على التقرب منه بطريقتهم الخاصه، آمنوا بضرورة اختيار العقل الراجح الذي يترجم ما يجوب في نفوسهم، وبصوتٍ مدو لا يخاف في الله لومة لائم، فاختاروا اللئيم الذي يصبو إلى أبعد مما يصبون إليه، فبينما يسعون لإقصاء الرموز القبلية النيابية، يسعى هو إلى إقصاء القبائل بمجملها، يمقتون المسلم ومسلم، فيحارب مطير وعتيبة، يتلهفون لسقوط هايف والطبطبائي، فيتعطش للانتقاص من قدر كل ما يمت للمسجد بصلة ..
 ابتغوا الوصول به إلى إلى القمر، فأقلع بهم إلى ما وراء النجوم، حيث المجهول الذي لا يرغب بالوصول إليه أحد، ففي الوقت الذي تصعد به الغالبية سقف مطالبها، وتتأنى فيه الكتلة الشيعية برد فعلها، وتتملص منه الحكومة بمناوراتها، ويلتزم خلاله لوبي التجار والليبرال الحياد النسبي، يشذ الشاذ بشذوذاته عبر تصعيدات إعلامية والله وبالله وتالله لا يبتغي من ورائها سوى خراب البلاد وجر الويلات على العباد .. فهو أولاً وأخيراً ليس بالشخص الذي يفتقر لأمور عديدة وحسب، وإنما ليس لديه شيءٌ يخسره مقارنةً بالعديد من شرفاء ونواب الأمة، وهذا ما يجب أن يعيه الكثيرون منا، فلا يصل بالمرء إلى مرحلة خيانة النفس والوطن، سوى فقده لكل شيء .. وأعني بـ (شيء) شيء لا يدركه سوى الشرفاء !