بعض محبيك يسيء لك من حيث أراد نفعك…عندما يفرط في إحسان ظنه فيك ويطلب منك دائماً أن تكون مثالياً…وتتغلب على عواطفك مهما كانت دوافعها وآثارها…ويغض الطرف عن جانب مهم من تكوينك الخلْقي وهو جانب (بشريّتك)!
فأنت مهما تكلّفت المثالية وسعيت لها لن تستطيع تجاوز رتبة (الإنسانية)…إلى (الملائكية)…ولن تستطيع التغلب على المشاعر التي فاقت قدرتك على التحمّل!.
والله عز وجل وهو العليم بمن خلق لم يؤاخذ على الدمعة العارية من التسخط والنوح…لأنها من طبيعة تكوين الإنسان السوي…ومن يسعى لكتمان أمثال هذه المشاعر هو في الحقيقة يسعى لقتل …إنسانيته وتحويل نفسه إلى جماد…وما أجمل قول البارودي:
ومن البليّة أن يُسام أخو الأسى
رعي التجلّد وهو غير جنادِ…؟!!
فالنفوس البشرية لها حظّها الذي لا يُستطاع دفعه…فالإنسياق خلف حظوظها الجبلّيّة -المشروعة-أمر محمود وليس ضعفاً كما يصوره عديمو الأحاسيس…؟!
فليت محبينا الذين أفرطوا في إحسان ظنهم بنا لا يغفلون جوانب إنسانيتنا وتكويننا الخلقي وهم يقيموننا حتى لا يستكثرون منا القليل ويعظمون منا الصغير…؟!.
فالمقال الذي يُكتب تحت سطوة ظرف معين وتحت ضغوط مشاعر ملتهبة ومدفوع من طبيعة بشريّة أُبيح لها الإنتقام لنفسها في حدود المشروع…لا يُقيّم كالمقال الذي يُكتب بصفاء ذهني واعتدال المشاعر…فالمساواة بين المقالين ظلم والنظر للشخص من بُعْد واحد بنظرة لم تراعي فوارق الظروف والمشاعر…نظرة لا تصدر إلا من جاهل أو خاقد…وكلامي هذا موجه لمن أراد انصافي وأمّا المتصيّد فلم (يحرك براسي شعره)…؟!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
أضف تعليق