محليات

شقيقه مشعل لـ ((سبر)) : وضعه النفسي سيء والأطباء عاجزون عن فحص الإصابة
العنف الأمني.. أطفأ النور في عين عبداللطيف الشمري

من أسوأ نتائج “العنف المفرط” الذي لجأ إليه رجال الأمن خلال تعاملهم مع مظاهرة “البدون” في تيماء الثلاثاء الماضي، هو إصابة الشاب عبداللطيف عجيل الشمري في عينه اليمنى عندما ضربتها رصاصة مطاطية (لم تكن طائشة بالتأكيد) فأدى ذلك إلى فقدانها للبصر بشكل كامل ونزيف دموي متواصل بالشكل الذي جعل الأطباء عاجزين حتى عن إجراء الفحص لها في هذا الوقت، نظراً لأن الجرح غائر، والإصابة بالغة. 

ومازال عبداللطيف طريح الفراش في مستشفى البحر، ووضعه النفسي (فضلاً عن وضعه الصحي) سيء للغاية، لا يعلم مالذي ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام، وهل سيعود البصر إلى عينه اليمنى، أم أن هذه العين راحت ثمناً  لمطالبة إخوانه البدون الاخرين بحل لقضيتهم ومنحهم حقوقهم المسلوبة (وأولها حق المواطنة).

لم يكن عبداللطيف إلا واحداً من عابري الطريق في ذلك اليوم، عندما خرج من المسجد الشعبي في منطقة تيماء بعد أن أدى صلاة العصر فيه، وكان متوجها إلى سيارته يريد الذهاب إلى أحد أقربائه، لكن ذلك تزامن مع المظاهرات التي نظمها البدون هناك، وبدء التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين، إذ لم يكتف رجال الأمن باستخدام الهراوات والقنابل الدخانية والصويتة، بل أطلقوا  أيضاً الرصاص المطاطي على حشود المتظاهرين ، وليكون عبداللطيف هو الضحية الأولى،  فقد استقبلت عينه رصاصة من وابل الرصاص المنهمر، سقط على إثرها فاقداً للوعي وقد أخذت الدماء تنزف منه بغزارة.. وتبين أن النزيف من شبكية العين، وأن الرؤية انعدمت فيها تماماً، نقل على إثر ذلك إلى المستشفى العسكري، الذي عجز عن فعل شيء له، وطلب التوجه به إلى مستشفى البحر، وهناك فرض عليه رجال الأمن حراسة مشددة ليومين، ولم يسمحوا لأحد أقربائه بريارته.

ولم تكن عينه وحدها التي أصيبت، فقد تعرضت أجزاء من جسده للحروق في أنحاء متفرقة.

وحسبما يقول شقيقه (مشعل) الذي التقته سبر فإن أسرته تنتظر الفرصة المناسبة لإرسال عبداللطيف إلى العلاج في الخارج، مشيداً ببعض من تبنى إرساله للعلاج، ومنهم النائب السابق خالد الطاحوس الذي تسلم الملف، وكذلك النائب السابق خضير العنزي.

 

هنا تفاصيل اللقاء:

* صف لنا حالة أخيك عبداللطيف الآن؟

الآن حالة أخي عبداللطيف “تعبانة جداً” وسيئة للغاية، من جميع النواحي..  من الناحية النفسية والبدنية والطبية.

* ما هي آخر نتائج التقارير الطبية والفحوصات؟  وكيف جاء تشخيص للطبيب المشرف على حالته؟

في الكشف الصباحي قال لنا الدكتور بأن عين عبداللطيف تعاني من  نزيف ومن المحتمل أن تجرى له عملية جراحية الأسبوع المقبل.. أما من ناحية فقده للبصر فهذا الأمر علمه عند الله عز وجل، ولغاية الآن هناك نزيف في الشبكية وانعدام في الرؤية وهذا الأمر لا يتضح في لحظته بل ينتظر الى ثلاث أشهر اقل تقدير على التأكيد بأن العين تفقد البصر أم لا.


* ما الذي فعله عبداللطيف خلال التجمع بساحة الارادة؟

أخي عبداللطيف كان خارجا من قطعة 8 في تيماء وكان يريد ان يزور أبناء خالته وليس له أي دخل في ذلك التجمع الذي أقيم في ساحة تيماء، وثق تماما أن أخي عبداللطيف أول مرة في حياته يخرج من هذا الطريق ويصادف رجال الأمن.

ففي وقت الصلاة خرج حاله حال الذين أدوا الصلاة، وكانت سيارته موجودة وحتى رجال الداخلية تأكدوا ان سيارته موجودة في مواقف المسجد، وبعد الصلاة رأى المتجمهرين،  فدفعه الفضول لمشاهدة ما يحدث، ولما بدأ رجال الأمن بملاحقة المتجمهرين وبإطلاق الرصاص المطاطي عليهم شاء القدر أن ينال رصاصة، أصابته مباشرة بالعين اليمنى وأدى الى جرح غائر فيها، مع انفجار في مقلة العين، وطبعا الرؤية معدومة فيها ولا يسمح بفحصها بأي طريقة في الوقت الحالي، وللعلم أن عبداللطيف كان يجري مع الناس وضيع سيارته حيث لم يعرف في أي مكان أوقفها.. وهناك صور تبين ان هناك من القنابل الدخانية والصوتية ضربت أخي بكتفه وادت الى حرق الكتف كاملا مع انسلاخ الجلد , وواحدة من الرصاص المطاطي أصابته بيده وأخرى بكتفه.

ولما سقط عبداللطيف انفجرت العين ونزف الدم منها كثيرا وكأن رأسه كان “مفلوعاً” وقد فقد الوعي وأتاه رجال الأمن وضربوه وبعد الضرب كتفوه وأخذوه وأسعفوه الى المستشفى العسكري في منطقة صبحان على أساس لا أحد يذهب اليه نظرا لأنها أخطر اصابة، وأنا أقول ان اخي تعرض لاخطر اصابة منذ خروج “البدون” في التظاهرات لغاية الآن، حيث سببت له هذه الإصابة عاهة مستديمة..

وفي مستشفى العسكري رفض الدكتور هناك ان يعالج الحالة وقال ان هذا الشخص اصابته خطيرة جدا اصابة وقال إنه ليس لده الامكانيات ان يعالج الحالة ولابد ان تذهبوا بها الى مستشفى البحر.. وأتوا به الى مستشفى البحر وأدخلوه سريعا، ولما أتينا له في الليل وجدنا أن عليه حراسة ورفضوا ان ندخل عليه الا من المشاهدة من بعيد، بالاضافة الى انهم نزعوا البطاريات من هاتفي أخي عبداللطيف.

* كم يبلغ عبداللطيف من العمر؟

33 سنة..  وسبحان الله أنه خاطب للتو وعلى وشك الزواج، ولكن شاءت الأقدار ان ان يكون أخي طريح الفراش بالمستشفى فاقد العين ولا يعلم الى أي مدى ستصل به الحالة، وحدث لا حرج في حالة الولدة.. فحالتها النفسية سيئة وهي قلقة كثيراً على أخي عبداللطيف.

* هل لديكم تقارير تفيد بما حدث لعين عبداللطيف؟

طبعا لدينا تقارير وصادرة من المستشفى نفسه، والتقرير مكتوب عليه من مخفر تيماء وكتب عليه الدكتور كما ذكرت لكم.

وعند دخول عبداللطيف المستشفى كانت عليه حراسة من أول يومين ومنعونا ان نزوره وبعدها تركوه دون حراسة ودليل ذلك انهم عرفوا ان اصابته قوية، اضافة الى خشيتهم ان يرفع عليه دعوى ويطالبهم ويقاضيهم لما حصل له.

* وماذا بعد ذلك؟


نحن الآن رفعنا دعوى على وزارة الداخلية للنائب العام.

* هل أوكلتم محامياً.. ومن هو؟

نعم أوكلنا محامياً ولا نستطيع ان نذكر اسمه وهو من أكبر المحامين، فلم تكن هناك ضغوط علينا في التنازل عن القضية.

* هل من النواب من وقف معكم في قضيتكم؟


ان شاء الله… هناك اكثر من نائب ونحن معتمدون على الله عز وجل.

* هل هناك نية او تبني إرسال عبداللطيف للعلاج في الخارج؟

تبنى اكثر من واحد في علاج أخي في الخارج ومنهم النائب خالد الطاحوس والنائب السابق خضير العنزي، وخالد الطاحوس هو من استلم الملف وجزاه الله خيرا.. وأهم ما لدينا ان نبعثه للعلاج في الخارج في الاول وبعد ذلك يفرجها الله.

* هل قال لكم الطبيب كم يوم يسمكث عبداللطيف؟

حالة أخي تأخذ وقتا طويلا وأقل شيء شهران، وفي الاسبوع المقبل سوف يجرون له عملية أخرى.

* هل عبداللطيف باستطاعته ان يتكلم؟

يتكلم ولكن نحن مانعين عنه التحدث، وكذلك هو تعبان نفسيا وعينه المصابة تؤلمه ولا نريد ان أحد يقترب منه، حتى لمجرد زيارة بسيطة، ونحن نخشى عليه من الروائح المعطرة لانها تتعبه.