مشاغبات قلم
عراب التحالف الوطني
كتب علي العجيل
طريقة لعب التحالف الوطني أصبحت مكشوفة، وقد ذكرت هذا مرارا وتكرارا في أكثر من مناسبة فالتحالف الوطني “يسوق الهبل على الشيطنة” كما يقول أبناء المحروسة وغرامة من بين كل الألوان التي خلقها الله في الطبيعة اللون الرمادي! حتى أني بدأت أشك أنهم هم من اختار لباس المدارس للبنين ولقوة نفوذهم لم يتغير هذا اللباس منذ أن كان الإسكندر المقدوني يدرس في جامعة “ فيلكا “إلى يومنا هذا مع أن لباس البنات تغير وأصبح أقرب إلى لباس الخدم! ولكنه على الأقل تغير .
ما أردت قوله هو أن التحالف الوطني يعشق اللون الرمادي في كل مواقفه، لذالك عندما يدعون لتحديد موقفهم في قضية ما تجدهم يلوون رؤوسهم ويماطلون ويجادلون ويقدمون ثم يحجمون ثم يعدون من الواحد إلى المئة ثم العكس من المئة إلى الواحد قبل أن يطلقوا أي تصريح ، وإذا هداهم الله وأطلقوا تصريحا بعد طول انتظار أخذناه وقلبناه بين أيدينا ونظرنا من فوقه ومن تحته ويمينه ويساره لعلنا نفهم منه أي شيء ومع الأسف نجد أنفسنا مثل الأطرش في الزفة فأما أنهم يتكلمون اللغة “ الهيروغليفية “ أو أننا لا نجيد اللغة العربية! .
وعلى سبيل المثال لا الحصر قال النائب السابق مرزوق الغانم- لا فض فوه ومات حاسدوه في الندوة “ اللي بالي بالكم “هناك قطب أعطى وزيار فاسدا- وكأننا سنعرفه من هذه الصفة الدقيقة حيث لا يوجد وزير فاسد في الحكومة غيره – مبلغ عشرة ملايين دينار لضخها في الانتخابات طبعا هو ضخم الجملة وزينها وغلفها غلافا فاخرا يتناسب مع الحدث ولكن بعد تحليل الجملة وفتح العلبة الفاخرة التي وضعها بداخلها نجد أنه لم يذكر شيئا محددا غير رقم المبلغ عشرة ملايين دينار فقط لا غير! والباقي كله إيحاءات وكلام طالع نازل لا فائدة منه ولا معلومة ذات قيمة تجدها في طياته ويستطيع لحسه في جزء من الثانية وكأنه لم يقله! ومع هذا ولو تعالينا على أنفسنا وسلمنا عقولنا على سبيل الإعارة له ألا يمكن أن ينطلق سؤال ولو بالخطأ مفاده كيف عرفت بهذا يا سعادة النائب “الجمس بوندي”؟؟ هل كنت تجلس في طرف الديوان عندما استلم الوزير المال ولم ينتبهوا لوجودك! أم أن حضرتك تتعامل مع الشياطين!! الذين يقفزون من هنا وهناك يلقطون رزقهم ، ولماذا لم تبلغ النائب العام بهذه المعلومة الخطيرة!! فالناس الذين أبلغتهم ليسوا جهة معنية كما أظن ، ثم ماذا تعني لك هذه المعلومة ، هل تريد أن تقول أن هذه العشرة ملايين دفعت خصيصا لتكون ثمن سقوطك في الانتخابات!! إن كان هذا ما ترمي إليه لا أستطيع أن أقول لك إلا “ اتقي الله يا أخي “! فربع هذا المبلغ لو كان ما تقوله صحيحا سينزلك من كرسي البرلمان وينزل معك اثنين من اختيارك فوق البيعة! . ولكن لا أقول إلا أننا وصلنا إلى حال لا يعلم بها إلا الله فرمي التهم جزافا والغمز واللمز على كبار الأسرة أصبح وسيلة للتكسب الانتخابي .
ختاما
أصبحت لدي حساسية مفرطة من كل ما ينتهي بكلمة “وطني” سواء أكان تحالفا أم مؤتمرا أم مؤسسة تجارية أم غيرها من تلك الوطنيات التي لا تمت للوطنية بصلة.

أضف تعليق