كتاب سبر

أنتم السبب ولا أحد أو شي غيركم !!

بقلم: خالد سند الفضالة

هي رسالة صادقة قلتها قبل سنوات و استمررت بقولها بكل طريقة ووسيلة ممكنة لعل وعسى تستوعب الاسرة الحاكمة مفادها ومعناها و تعي فحواها. و لكن للأسف قوبلت تلك الرسائل النابعة من قلب يخشى عليكم منكم بالملاحقة السياسية والسجن واطلقتم جميع إعلامكم الفاسد تجاهي، وذلك لم يمنعني يوماً من الاستمرار بتوجيه الرسائل لكم.
 وجميع المحاذير التي بينتها لكم طوال السنوات الماضية أصبحت حقيقة تشاهدونها الان أمام اعينكم. لذلك انتم السبب ولا احد او شي غيركم.
 فقد قلت سابقاً انه حين نصارحكم على وضع الاسرة فهو من حبنا لكم دون نفاق واحترامنا لكم دون تملق ونصحنا لكم بصدق دون تزلف. كما بينت لكم سابقاً ان مصلحة الاسرة لا تكمن بقصائد المدح ولا بالأغاني ولا بصور تعلق على حائط ولا من خلال تسمية الطرق والمناطق إنما من خلال مصارحتكم القول ومعاونتكم على الحق والإشارة إلى مكامن الخلل طالما خرجت عن إطارها.
وأكدت لكم سابقاً ان حديث الناس عن أوضاع الاسرة الحاكمة ليس من باب التدخل بشأن خاص فالأمر لا يتعلق بأحوال شخصية كزواج او ميراث انما عن حاضر أمة و مستقبل اجيال وإدارة بلد. كما بينت لكم ان حديثنا عن الاسرة الحاكمة ليس تطفلاً و لم يخرج للعلن الا عندما خرجت خلافاتكم للعلن وانعكست سلباً على مناحي الحياة من سوء إدارة وتخطيط على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا امر لا يخفى عليكم او على اي مطلع و اصبح حديث المجتمع كله دون استثناء.
 وقلت ايضاً انه بدلاً من ان يكون طموحكم الشخصي المشروع كأسرة حكم مبني على الإنجاز الملموس تحول للأسف الى سباق حجز كراسي ونفوذ ومصالح ضيقة ويكفي ان يقرأ أحدكم او “يشاهد” “صباح” كل “يوم” صحفا 
وقنوات يملكها ابناء عمومتكم بشكل “مباشر” او غير مباشر لتروا عمق المشكلة وتأثيرها على “الوطن” و”المستقبل”.
و حذرتكم سابقاً انه لم يعد مقبولاً ابداً التحجج باعذار واهية لتبرير اخفاقاتكم و فشلكم على جميع الأصعدة و لم يعد مقبولاً أبداً ضرب مكونات المجتمع بمأجورين يعلم الجميع من يدعمهم و يمولهم لتحقيق غايات مريبة. و لم يعد مقبولاً ابداً اتهام كل من يعارضكم بقلب نظام الحكم. و لم يعد مقبولاً أبداً ان يجلس سراق المال العام والعابثين بالصفوف الأمامية. و لم يعد مقبولاً ابداً كسر القوانين فقط لأنكم من الاسرة الحاكمة. و لم يعد مقبولاً ابداً قبولكم بالمناصب السياسية ثم ترمون بدائكم على الشعب.
وبينت لكم سابقاً انه من غير المعقول ان تتقلدوا اهم المناصب السياسية من رئاسة مجلس الوزراء ومختلف الوزارات ثم تتوهمون ان لا يحملكم احد مسؤولية تردي الأوضاع. فمجرد قبولكم لهذه المناصب الوزارية يعرضكم كما غيركم للنقد و المساءلة والمحاسبة السياسية والقانونية.
كما حذرت سابقاً ان العلاقة التي تربط بيننا كشعب وبينكم ليست فقط علاقة سياسية او مواد من الدستور، انما هي ايضاً موروث واعتبار اجتماعي مبني على الثقة و الاحترام المتبادل تناقلته الاجيال من جيل الى جيل.
 فلم أجاملكم حين قلت لكم انه بسبب افعالكم تحولت هذة العلاقة باختياركم انتم الى علاقة سياسية بحتة وباختياركم انتم اضعفتم الموروث والاعتبار الاجتماعي المبني على الثقة و الاحترام المتبادل. و لم اخف عليكم حين قلت ان الكثير من جيل الشباب اليوم وبسبب سوء ادارتكم يرى ان المادة السادسة من الدستور اهم بكثير من المادة الرابعة لان حق الامة بالحرية و العدالة والمساواة و الديمقراطية والحياة الكريمة اهم بكثير من لعبة الكراسي التي تمارسونها اليوم على حساب وطننا و شعبنا والاجيال القادمة. 
فالكرامات اهدرت بسببكم و الحريات انتهكت بسببكم والوحدة الوطنية ضربت بسببكم والتنمية عطلت بسببكم 
والدستور فرغ من محتواه بسببكم والديمقراطية انهارت بسببكم والحاجز الاجتماعي الذي كان يوفر لكم حصانة 
وحماية استثنائية سقطت بسببكم. فالبعد و القيمة الاجتماعية التي تربطنا بكم تساقطت و تآكلت بسبب تصرفاتكم انتم. 
فاذا كان جيل آبائنا و اجدادنا وضع الاعتبار الاجتماعي كطبقة حماية اضافية تجعل اخطاءكم مغتفرة، فاليوم بسبب فعلكم وسوء ادارتكم ازلتم انتم هذة الحماية الاضافية واذا استمر هذا النهج فان جيل اليوم لن يورّث هذا الاعتبار الاجتماعي الى الاجيال القادمة.
ولهذا كله قلت لكم سابقاً و أكرر لكم الان بكل صراحة لم يبقى لكم اليوم غير الدستور. و الأمر لكم و حل الوضع بين أيديكم.
 و اختم بما قيل لغيركم سابقاً: “إذا كنتم قدرنا فليُوفقكم الله وإذا كنا قدركم فليُعنكم الله على أن تتحملوا”.