كتاب سبر

حقوق و (إنسان)

كثيرة هي أحلامنا نأمل وبالفطرة تحويلها الى واقع.. نعم هذا هو حق كل (إنسان) وهكذا تعلمنا وهذا ما أوهمونا به
فقد جُبلنا على “ان الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين”(م29 دستور الكويت)..



هذا هو قولكم وهي تلك المبادئ التي أصررتم على زرعها في نفوسنا، فما بالكم اليوم بعد ان كبرنا ونضجت عقولنا تناقضون ماجعلتموه مبدأ لدينا وتُصرون على استخفاف عقولنا بمحاولاتكم تحوير المواد والتلاعب بالألفاظ ؟ بعد ان آمنا بأن حقوق الإنسان مكفوله له لمجرّد كونه إنساناً.. وأن اصطلاح إنسان عام ينطبق على كل إنسان دون قيد أو شَرط.



عدتم لتُعَدّلوا ثقافتنا اللغوية بأن المقصود بلفظ إنسان الفرد (الكويتي) فقط!.. ماذا نفعل بتلك المواد والنصوص القانونية والمعاهدات الدولية التي قضينا سنوات دراستنا مؤمنين ان المصادقة عليها تجعلها قانوناً داخلياً واجب التطبيق!!.. هل كنتم مؤمنين بما أقنعتمونا به؟.


أم انكم كنتم تتظاهرون مثلما تظاهرتم بمصادقتكم على تلك المعاهدات والمواثيق الدولية للحصول على مقاعد لدى الأمم المتحدة فتظهرون بمظهر الدول المتحضرة التي تحترم حقوق الإنسان وتكفلها؟!.



بماذا كنتم تنتظرون ان تتم عودة حقوقكم وأرضكم التي سُلبت منكم يوماً وبأي صفة كنتم تناشدون العالم بمساندتكم ودعم قضيتكم؟.. أبصفة الإنسان؟.. إنسان له حقوق وحريات لمجرَد أنه إنسان؟
أم بصفتكم كويتيين وبالتالي يجب على المجتمع الدولي استنكار حرمانكم من حقوقكم فقط لأنكم كويتيون؟



لو سار المجتمع الدولي على ما تسيرون عليه اليوم واتبع منهجكم في التمييز بين البشر وفق معايير تقييمكم لاستحقاق الإنسان للحقوق لما حصلنا على حريتنا يوماً.. فحمداً لله الذي خلق الإنسان وكَرّمه،، الإنسان والإنسان فقط لمجرد كونه انساناً”.


ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر”.(الإسراء70)