كتاب سبر

فلا نامت أعين الجبناء

اعتقد “مؤيدو” و “وأنصار” استخدام المادة 71 من الدستور وبعبقرية مفرطة أنهم سيتمكنون من جعل العقول تقف “متحجرة” ما إن يتم إعلان مراسيم الضرورة، ففاتهم أن الأمة تقف متأهبة على ذمة انتظار إعلانها رسمياً، كذلك ظن هؤلاء الأغبياء أن انتهاج هذه السياسة يضع مزلاجاً فولاذياً على الماء، وقفلاً حديدياً على الهواء، وباسوورداً مشفراً للسماء !
وليكن ..فإن حدث، ولن يحدث .. سنظل نمارس فضح من تدارون عنا فسادهم، سنرسمهم .. سندون أسماءهم الرباعية على ابواب دورات المياه، وعلى جدران المقار الحكومية، وفوق مقاعد الباصات، وعلى ظهوركم الآفله، وبواطن كفوفهم وأنتم تصفقون، وعلى جفونكم وأنتم مغمضون، سنقوم بحفر الكلمات على أعمدة الإنارة، ودسها بين معدات شركاتكم، ورميها في طريق طلبة وطالبات المدارس، وعلى الأرصفه واللوحات الإرشادية، سنكتب رفضنا على أبواب قصوركم، وننقشها على خواصرنا الموجوعة منكم، نعدكم أن تكون كلماتنا أكثر حرفية .. ووحشية .. وشراسة وقساوة مما ستقرأون أو تسمعون .. أو تتصورون ..
لن نترك بقعة في هذه الأرض إلا ونحرثها بمطلب، أو نزرعها برأي، أو نسقيها باحتجاج .. لن نترك حجراً إلا ونجعله ينطق حرفاً ليسمعكم أن هذا الوطن ليس “وكالة حصرية” لكي تسعرون مواطنيه متى شئتم .. فالحرية هي براقنا الذي نسري عليه للوطن، ومنه نعرج إلى السماء، فهل تعرفون أيها الرعاع كم يبعد الوطن عن السماء ؟
تريدون ان تحاكموا أفكارنا حسب قوانين عقولكم ؟
نحن ايضاَ نريد أن نقاضيكم بذات المنطق .. فـ كم خبراً دلّستم علينا، وكم حقيقةً زوّرتم باسمنا، وكم نفياً “رشّيتم” علينا، وكم مرةً قايضتم علينا .. وكم وعداً ضحكتم علينا به .. ثم تستكثرون علينا مصطلح (لن نسمح) !
عندما كان أجدادنا يسمعون أحداً من المتحدّثين يسرف في استعراض مراجله أو يفرط في وعوده يقولون :
(الحكي ما عليه جمرك) !


وكلامكم ووعودكم من الآن فصاعداً سيكون عليها جمارك .. وجمارك مضاعفة كذلك !


حضروا “اسطول الكرامة”.. فمنذ اليوم “منبرنا” الشارع !