كتاب سبر

دلو صباحي
كاسك يا وطن !!

قلب الحقائق وتزييف الوقائع صفة لصيقة بالمأجورين الضالين.. الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة ولذلك هم أشد الناس حرصا على تشتيت الصف وتفرقة المجتمع.. ومحاولات التصنيف وخلق حالة من التوتر في العلاقة بين الأطراف ليست المتصارعة وإنما المحاولة لإثبات ان وجهة نظرها هي الأصح والأصلح.
ولهذا لا نستغرب ما قام به أصحاب الذمم الواسعة والنفوس الضعيفة والجيوب الباحثة عن المكاسب على حساب الشعب ومكتساباته.. ولكن ما استغرب له هو أن يصدق الطرف الآخر وأصحاب القرار هؤلاء الأفاقين المنافقين.. الذين حاولوا رسم صورة غريبة عن الأغلبية وأنهم يسعون لقلب نظام الحكم والتخلي عن معتقدات وأعراف عشناها وعاشها أجدادنا منذ عشرات السنين بل المئات منها.
فبعد أحداث يوم الأحد الماضي وعندما وضعت رأسي على وسادتي أخذت استرجع الأحداث المتلاحقة على مدى الأسابيع الماضية ولم أنم ليلتها ليس غيظا من المنافقين والقبيضة وإنما من تصديق السلطة لما يتحدثون عنه والاستماع لهم ولأفكارهم الحاقدة التي لا تريد الخير سواء للسلطة أو الشعب أو أبناء الأسرة.
عجبا أيها الزمان فإرهابيو الأمس أصبحوا وطنيي اليوم.. ومن قام بالتفجيرات أيام الشيخ جابر الصباح رحمه الله وقال انها عمل وطني يتحدث الآن عن الوطنية وعن الأغلبية وأبناء هذا الشعب المخلصين.. وكيف لك أيها السلطة أن تصدقي مثل هذا الدجال الذي تبرأ منه كثيرون من أبناء طائفته لأفكاره الإرهابية والمتعطش دوما للتحريض على أي من كان.
من يا ترى يقف وراء مثل هذه الأفكار التي تم تغذيتها على مدار أشهر بالسموم والأحقاد؟ هل هم بعض أبناء الأسرة ضيقي الأفق أم أصحاب الأجندات الخاصة.. أم أطراف من الخارج كان أملها أن تخلق الفجوة بين السلطة والشعب.
طيب أو غصب.. أسرة آل صباح يربطها بأبناء هذا الشعب رباط يراه كل أصحاب البصيرة.. غصب أو طيب حب آل صباح سيظل عنوان العلاقة بين الشعب وأسرة الحكم.. طيب أو غصب لن يفرق بين الشعب وأسرة الحكم كلمات خرجت من أفواه رائحتها تزكم الأنوف من العفن والكراهية.
لعل مؤتمر جدة خير شاهد على حب الجميع للأسرة الحاكمة المعارضة قبل أي فصيل.. في وقت كان فيه من السهل على أي كويتي أن يقفز على الشرعية وعلى ميثاق الشرف بين الشعب وحكامة وعلى العرف المكتوب وغير المكتوب المؤكد لأن الحكم في الكويت لهذه الأسرة الكريمة التي ما شعرنا يوما أنها حاكم وأن الرعية محكوم.
ولكني أقول هنا أن حبنا لبعضنا واحترامنا لوثيقة الحب التي بين الحاكم والمحكوم لا يعني أننا لا نتمسك بوثيقة الدستور وعقد الاتفاق بيننا.. وحبنا لبعضنا لا يعني أننا نفرط في المكتسبات الشعبية والحرية في الرأي والفكر.. وحبنا لبعضنا يجبرنا أن نؤيد الإصلاح ونرفض الفساد.
حبنا لمن بيده السلطة يجبرنا على التمسك بدستور كان وسيظل أبوه رجلا فذا كالشيخ عبدالله السالم الصباح.. وليعلم المنافقون المغيرون للحقائق أن السلطة لن تقف أبدا ضد الشعب لأن إرادة الشعب لابد وأن تسود في نهاية المطاف شاءت هذه الأفواه أو أبت.. وفي النهاية لابد وأن نشرب من كأسك ياوطن قلب فيه المنافقون الحقائق.. وتعرض فيه المخلصون للعنف من قبل الأجهزة الأمنية على الرغم أنهم هم الساعين للإصلاح ومحاربة الفساد وسيستمرون لأن صلاح هذا البلد في مصلحة الشعب والسلطة وجميع أبناء الأسرة في آن واحد لأن السفينة واحدة.
ونقول للمروجين للتعامل بعنف مع أبناء هذا الشعب.. تبا لأفكاركم المسمومة.. خافوا على هذا البلد فالقاعدة معروفة وتؤكد أن العنف لا يولد سوى العنف.. وسنشرب كاسك يا وطن غصب عنكم.. كاس الحرية والديمقراطية والدستور.. كاس السيادة للأمة.. وبالتحديد كاس عبدالله السالم.
عبدالله المسفر العدواني
almesfer@hotmail.com