كتاب سبر

إنـ “سحابة صيف”

تقول الحكاية أنه عندما كان بيل غيتس طالباً في المرحلة الثانوية، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون .. فكتب غيتس أنه يرغب في أن يصبح أغنى رجلاً في العالم ويتمكن من إدخال الكمبيرتر في كل بيت بالعالم !
فأعطاه المدرس درجة ضعيفة جداً مبرراً ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف بعيد كل البعد عن الواقعية، وعندما عرض المدرس على غيتس فرصة أخرى لإعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى ، قال له غيتس : (شكراً يا أستاذ حتفظ أنت بالدرجة ، وسأحتفظ أنا بحلمي)

.. واليوم بيل غيتس هو أغنى رجل بالعالم وله الفضل في دخول الكمبيوتر إلى كل بيت فالعالم.

نحن كشعب لدينا كذلك تطلُعاتنا وآمالُنا المتمثلة في حلمنا بإدخال السعادة إلى كل بيت بعد أن نتمكن من انتزاع حقوقنا في المشاركة بالحكم، وصناعة القرارات، وإدارة المال العام والمحافظة عليه، لذا فـ على السلطة أن (تحتفظ) بالدرجة المتمثلة بسياسة ((تاكلون وتشربون وتنامون بأمن وأمان .. شتبون أكثر؟)) أو أن (تتحفظ) على هذا الأمر .. أو أن تُخلي بيننا وبين حُلُمُنا .. وقد خرجنا رُغم سموم الصيف المشتعلة، وتظاهرنا غير آبهين برطوبة الحر الملتهبة، وعقدنا الندوات في ظِل الشموس الحارقة، إحتجاجاً وإعتراضاً على طقس مارستموه بحقنا لا على طقس تمارسه الطبيعة تجاهنا، فاليوم ولله الحمد من قبل ومن بعد، ارتجلت الحرارة، وستنقشع سحابة الصيف عما قريب، ويدخل فصل الشتاء، وما أدراك ما فصل (الشتاء) .. فليل الشتا طوييييييييل، وبالُنا أطول بكثير !

سنخرج والسماء غائمة، لنقف تحت رذاذ المطر، فننشد ونهتف مع نفحات الأجواء الباردة، بِكلمات حقٍ تغضُ مضاجعكم، سنرتدي المعاطف .. وسترتدون السترات واقية الرصاص، سنتلثم بِشُمغ الأحرار .. الحمراءُ منها و (البرتقالية) وكم أعلم مدى كراهيتكم لهذا اللون، وستتسترون بأقنعة الخُزي والعار، ستتزايد أعدادنا، وستتقلص أعداد زبانيتكم لتصفى على صفقاء ولفته والجاهل والقلابي .. ورهط من السفهاء والرعاع .. وعندئذٍ ……