كتاب سبر

بين الهيبة .. والخيبة

يجهل الكثير من الحكام والمسؤولين المعنى الحقيقي للهيبة التي يُفترض أن يتحلى بها كل قائد، فيعتقدون أنها تعني طاعة الناس لهم خوفاً وإنقيادهم وجلاً وتنفيذ أوامرهم رهبة! رغم أن الهيبة الحقيقية تنبع من حب الناس للحاكم وتقديرهم له اقتناعاً منهم بأنه يستحق تلك المشاعر الإيجابية وهو أهلٌ لها.
إن محاولة فرض المعنى الخاطئ للهيبة لايجلب إلا الخيبة ونتائج عكسية كالكراهية والعناد والانتفاض في وجه أسلوب الإجبار والغصب واستعراض العضلات .. والهراوات!
أسطورة (السيف والمنسف) ذهبت مع الريح إلى غير رجعة، ولم يتبقى لها مكان سوى في عقول العبيد والخانعين والمصابين بمتلازمة ستوكهولم، فالأصحاء والأحرار والسالكين لدرب الكرامة لا يؤمنون إلا بالقانون الإلهي وغيره من دساتير بشرية لا تتعارض مع صريح الدين وثوابت الأمة.
إن ما يحدث هنا وهناك من تحرشات بوليسية بالقبائل أو التجمعات الشعبية لايدل إلا على حماقة المستشار الأمني الذي فُجع بالرد العكسي القاصم لما تبقى من هيبة، فدحر القوات الخاصة خارج المناطق السكنية و (كسب) دروعها وهراوتها ثم ارتفاع سقف النقد في وسائل التواصل الإلكتروني (تويتر) والتواصل الإجتماعي (الدواوين) ماهي إلا دلائل على أن الشعب لا يهاب إذا ضُرِب ولا يخاف إذا قُمِع لكنه قد يُطيع .. إذا احتُرِم.
عبدالله الأعمش
المدونة
Www.ala3mash.blogspot.com