عربي وعالمي

تمزيق صورة نصر الله ثمَّ تضارب بالعصي تطور إلى إطلاق نار
إطلاق نار بين مناصرين لشيخ سلفي وآخرين لحزب الله يوقع قتلى وجرحى في لبنان

قتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرون الاحد في اطلاق نار بين مناصرين لشيخ سني سلفي وآخرين مؤيدين لحزب الله الشيعي في مدينة صيدا في جنوب لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر “قتل شخصان وجرح سبعة آخرون جراء اشكال واطلاق نار بين مناصرين للشيخ أحمد الاسير وآخرين مؤيدين لحزب الله” وقع في منطقة تعمير عين الحلوة في مدينة صيدا، مشيرا الى ان احد الجرحى هو “مسؤول حزب الله في المنطقة”.

واشار مراسل فرانس برس في المدينة الى ان الاسير، وهو شيخ سني سلفي مناهض لحزب الله ومؤيد للاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، كان قد وضع الجمعة مهلة زمنية مدتها 48 ساعة لإزالة كل الصور واللافتات في صيدا “التي ترفع شعارات مؤيدة لحزب الله وحلفائه الداعمين للمشروع السوري الايراني”، بحسب تعبيره.

واوضح المراسل ان الحزب قام الاحد برفع هذه الصور والشعارات من داخل المدينة بمواكبة من الجيش اللبناني، الا ان مناصري الاسير دخلوا الى منطقة تعمير عين الحلوة التابعة لصيدا والمجاورة لمخيم عين الحلوة، وهو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

واوضح ان مناصري الشيخ الاسير قاموا بتمزيق صورة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، ما ادى الى تضارب بالعصي تطور الى اطلاق نار. واشارت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية الى ان احد القتيلين هو مرافق للشيخ الاسير. وقال المراسل ان الجيش اللبناني عزز اجراءاته في المنطقة التي تشهد توترا على خلفية الحادث.

كما قام مناصرو الاسير بقطع الطريق الرئيسية بين الجنوب وبيروت لبعض الوقت، واعتدوا على بعض السيارات ومنها سيارة اسعاف تابعة للتنظيم الشعبي الناصري، وهو حزب سني في صيدا حليف لحزب الله.

ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كل الاطراف الى “ضبط النفس”، طالبا من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل دعوة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب الى اجتماع طارئ لمعالجة الحادث واتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الوضع، بحسب ما جاء في بيان لرئاسة الحكومة.

وقال ميقاتي “ندعو الجميع الى الهدوء والتروي وضبط النفس وعدم السماح لأي كان بافتعال أحداث امنية في هذا الظرف الدقيق والحساس”، مؤكدا ان “السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الأمني ومنع العبث بأمن المواطنين”، بحسب البيان.

ويأتي هذا الحادث وسط انقسام الاطراف اللبنانيين بين مؤيدين ومعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا التي تشهد نزاعا منذ نحو 20 شهرا، ما انعكس اشتباكات بين الطرفين ادت الى سقوط قتلى، لا سيما في مدينة طرابلس (شمال) ذات الغالبية السنية.

 كما تسبب اغتيال مسؤول امني بارز بتفجير سيارة مفخخة في شرق بيروت في 19 اكتوبر الماضي، في رفع منسوب التوتر السياسي، مع اتهام المعارضة المناهضة لسوريا دمشق بتنفيذ العملية، ومطالبتها الحكومة بالاستقالة بسبب “تغطية” المرتكبين.

وبرز الاسير على الساحة اللبنانية بسبب مواقفه المؤيدة لاسقاط النظام في سوريا، وهو يتهم حزب الله الشيعي بتلقي الدعم من “المحور السوري الايراني” واستخدام ترسانته العسكرية للتأثير في الشؤون السياسية الداخلية. ويؤكد الحزب ان هذه الترسانة مخصصة لمقاومة اسرائيل، من دون ان يخفي تأييده لنظام الرئيس الاسد في سوريا.

وسبق للامين العام للحزب حسن نصر الله ان اعلن في اكتوبر الماضي ان مؤيدين له مقيمين في اراض سورية على الحدود مع لبنان، يقاتلون في سوريا بمبادرة شخصية منهم “بغرض الدفاع عن النفس”.

 كما يأتي الحادث قبل ايام من احياء الشيعة في لبنان والعالم الاسلامي ذكرى عاشوراء ومقتل الامام الحسين، والتي تعد ذات رمزية عالية. ويقوم حزب الله عادة في هذه المناسبة برفع العديد من اللافتات والشعارات في المناطق التي لديه حضور فيها.