كتاب سبر

قطن وأفيون !

لم يكتشف العلم الحديث الى اليوم سبباً مقنعاً  للتناسب الطردي بين المنح التنموية والمحن السياسية فى الكويت !! ..وطرديا تعيى أنهما يسيران فى خطين متوازيين ..تزيد المحن فتزيد المنح وتقل أخبار المنح لعلة قلة أخبار المحن !! هكذا هما يتطاردان كالعشاق فى حديقة السياسة ويتقاذفان باقات الزهور ويشمانها فتعطس المنح لتقول لها المحن يرحمك الله، فترد المنح شاهقة والهة يرحمنى ويرحمك الله ثم يتعانقان ويبكيان وهما يسحان دموع الشوق . 
وكم كان بودي ان تكون العلاقة فيما بيننا نحن المقاطعين البرتقالية  مع إخواننا من المشاركين الزرق كعلاقة  المحن والمنح الحميمة فنعيش اجواء ليايى العلاقات الطردية التفاعلية تماما كما حدث مرة بين جيش الاتحاد الشمالى وجيش الاتحاد الجنوبى  خلال الحرب الاهلية الامريكية حيث كان الجنوبيون يملكون القطن الذى تصنع منه ملابس الجنود بشكل يفيض عن حاجتهم بينما يفتقرون فى المقابل  الى الأفيون لتخفيف الام جرحاهم ,أما حال الشماليين فعكسهم تماماً يمتلكون فائضاً من الافيون وينقصهم القطن !! فحصلت رغم الصراع الدامي عمليات مقايضه كثيرة بين الجيشين .
إخواننا الزرق انتم تملكون أفيون المنح وتنثرونها أحلاماً وأمايى فوق رؤوس الناخبين ونحن وكما تدعون نملك قطن التأزيم الذى نحيك منه ملابس الاحتقان السياسي، وسأغض النظر عن حقيقة أن (لو) تفتح عمل الشيطان وأقول انه لولانا نحن آل برتقال المشؤومين لكانت الكويت الآن تعيش عصرها الذهبى حتى آخر قطرة !! ولكانت تزين عنقها  بعقد حاجاتها التنموية (الماسة) !! ولكانت كل صباح تقول لمرآة إنجازاتها : مرآتى ..يا مرآتى من أجمل تنمية فى الكون ؟! فترد عليها : تنميتك أنت ما فيه كلام !! ودعونا نصدق ان نفراً قليلاً يستطيع وقف حال تنميه بلد وهو يجلس مرتاحاً واضعاً رجلاً على رجل وامرأةً  على امرأة وطفلاً على طفل فى زحمة مسيراته !!  
دعونا نصدقكم بأننا نحن سبب غلاء الاسعار وبأننا سبب فوائد القروض وبأننا سبب تراكم الطلبات الاسكانية وبأننا سبب رئيس لإمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة والعنقز وابو صفار  وووو…الخ  .
سنصدقكم ونكذب أنفسنا  فهل تبادلوننا فوائضكم من افيون المنح بفوائضنا من قطن المحن ولكم علينا ان لكم الخيار الكامل والكوسة المحشية بان لا نمنعكم من حرقه وذر رماده فى أعين حقيقتنا ,ولن نقف فى وجه قراركم  بأن تجعلوه ممسحة لبلاط مطابخكم السياسية  او “كودريا” لزجاج سياراتكم المغيم عن الواقع, كل هذا لا يهم ولكن أعطونا فقط مقابل قطننا منحة واحدة وهى الدستور ونعدكم بأننا سنضع جمال منحكم كلها بما حملت فى علبته المزخرفة الفاخرة المغلفة بأوراق فخر نصوصه ومواده لنقدم إليكم بدل علاقتكم الطردية هدية علاقة وطنيه تطارد فقط حلماً يسمى ….الكويت .