محليات

المخيمات والجرائم …”عسى برّك سالم”

* عبدالله الكندري لـ”سبر“: قرارات صدرت من “البلدي” تفتقد التطبيق من الجهات المعنية
* حمد العلي: سبع سنوات لم نر رجال الأمن في بعض أماكن التخييم!!
* عبدالهادي العنزي: لا مبيت في المخيم خشية من مخاطر الطائشين
* ابراهيم الحامد مستغربا: سرقة “الماطور” تؤدي الى جريمة؟!
* محمد المطيري: سبب الجرائم في المناطق التخييم ضعف الدور الأمني
 
منذ سنوات أُطلقت حملة تحت عنوان ” عسى برّك سالم” ، للتوعية والحيلولة دون تكرار السلبيات التي تؤرق رواد البر كل عام وتعكر صفو تخييمهم من حوادث دهس بسبب “غشمرة” الشباب والمراهقين بالبانشي واحيانا بالسيارات، إلا ان حادثتي دهس المواطن العسكري تحت عجلات سيارة صديقه في بر المطلاع، ثم مقتل المصري الذي كان يحرس أحد المخيمات ماثلتان في أذهان الكثيرين من رواد البر وعشاق المخيمات، إذ لم يعد شيء يخيف اللصوص والمنحرفين أو يكف أذاهم عمن أرادوا الانعتاق من أسر المدينة وضجيجها إلى رحابة الصحراء وهدوئها.
قبل أسبوع تقريباً وقعت هاتان الجريمتان وقد سبقتهما جرائم كثيرة في المواسم الماضية تراوحت بين القتل والشروع فيه والسرقة والاعتداء بالضرب والسلب بالقوة، ولعل أروقة المخافر وملفاتها متخمة بحوادث من هذا الصنف.. لكن السؤال الذي يحير الجميع هو : متى يرتدع ممتهنو هذه الحرائم الموسمية؟..
 
ومع حلول فصل الشتاء، بدأ هواة التخيـيم في تجهيز مستــلزمات مخيماتهم، استعــــداداً للتــوجــه إلى البـــر، وهي العـادة السنـوية التي يحرص عليها كثير من الأسر منـذ عقــود طويلـــة، لكونها تجســــد تراث الآبــاء والأجـداد، وهذه العادة سرعان ما شابها الكثير من السلبيات من سرقات وجرائم وقتل، خصوصا في الآونة الأخيرة الى تعرض حارس أحد المخيمات الى الطعن ما أودى بحياته وهذا من أجل حصول الجناة على لوازم المخيم من ماطور وغيرها.

فبعد هذه الحوادث والجرائم بات لدى البعض من رواد وأصحاب المخيمات هاجس الخوف والخشية من القتل والسرقة معا في آن واحد، ما جعل هذه الظواهر السلبية تطفو على السطح والسبب الرئيسي يكمن في غياب الدور الأمني الملحوظ.

فسادت حالة من رواد المخيمات الحذر من الجرائم في عدم المبيت بالاضافة الى عدم اظهار المخيم بالمظهر اللافت للنظر مفضلين اظهاره بالمظهر العادي بعيدا عن الأضواء والـ”فل أوبشن”.

سبر” التقت عددا من مرتادي المخيمات البرية في عدد من المناطق البرية، مؤكدين ان المخيمات باتت لفئة من الشباب الخارجين عن القانون يلجأون اليها وجعلوها مكانا آمنا لممارساتهم الممنوعة، مطالبين الجهات المعنية بوضع نقاط أمنية تحد من الجرائم والسرقات.
 
بداية قال عضو مجلس البلدي عبدالله الكندري: لابد ان تكون هناك نقاط أمنية للحد من الجرائم في المخيمات الربيعية، موضحا انه بعد الحوادث وخصوصا حادثة الحارس الذي تعرض للقتل كانت هناك مجموعة من القرارات من المجلس البلدي اتخذت بخصوص المخيمات في شهر يونيو 2012 وهي قرارات صحيحة وتحقق المصلحة العامة الا انها تفتقد التطبيق من قبل الجهات المعنية، وبهذا القرار يجب ان تكون هناك خطة أمنية فضلا عن توفير سيارات المطافئ والاسعاف ومقرات تابعة للداخلية حتى لو شاليهات تقدم الحماية للاسر ورواد وأصحاب المخيمات وخصوصا في المناطق الجنوبية ففيها ما يقارب 5 آلاف مخيم.

وشدد على الجهات الحكومية ان تكون لديها خطة أمنية في هذه المرحلة ولا تركها كما كانت في الماضي وكذلك تقوم البلدية بدورها في عملية النظافة، مؤكدا ان النظافة معدومة في مناطق التخييم ولم تقوم البلدية بتوفير بأي شيء مثل الحاويات.

وأكد الكندري ان عدم تنفيذ قرارات المجلس البلدي الخاصة بمصلحة المواطنين من قبل الجهاز البلدية ينم عن عدم اهتمام واكتراث وعدم الحرص على المصلحة العامة، وكذلك يدل على عدم جدية الجهاز البلدية ووزير البلدية بسلامة ونظافة المناطق البرية.

بدوره، قال حمد العلي ان الهدف من المخيم هو الاستمتاع باجواء البر والجو البديع البارد في هذا الموسم لكسر الروتين بين الاهل او الاصدقاء، موضحا ان هناك اماكن نظيفة يمكن الاستمتاع بها كالمناطق الشمالية التي تعتبر قبلة لرواد المخيمات.

واستدرك أن هناك اماكن في البر أصبحت للمشبوهين من بعض فئة الشباب الطائش الذي يجد الاماكن البرية مكانا لمزاولة العوامل السلبية، فضلا عن السرقات التي يتعرض لها أصحاب المخيمات وما هي الا عامل لتعكير أجواء الاستمتاع.

وأضاف العلي قائلا: انه في الآونة الأخيرة ظهرت أشياء غريبة في هذه المخيمات من الجرائم من القتل والمشاجرات وغيرها، مشيرا الى ان بعض أماكن التخييم لم يدخلها رجال الأمن خصوصا ان موقع مخيمنا لم نر أي دورية تتجول في البر منذ سبع سنوات، وهذا هو الشيء الذي جعل الخارجين عن القانون يلجأون اليها وجعلها مكانا آمنا لممارساتهم الممنوعة.

أما عبدالهادي العنزي فأكد ان بعد سماع خبر القتل الذي لحق بالمقيم من الجنسية العربية بات الأمر مخيفا في هذه المخيمات والشخص ينتابه الخوف في الجلوس او المبيت في مخيمه تفاديا لتلك المخاطر والحالات من بعض المتهورين الذي يلجأون الى المخيمات للسرقة ما يحلو ويطيب لهم وذلك للتكسب المادي الوضيع، معتقدا في الوقت نفسه ان من يفعل تلك الجرائم في سبيل الحصول على مغتنمات المخيم من “ماطور” وخيم وغيرها من الأدوات الكهربائية وذلك للبيع والحصول على مبتغاة، مستذكرا ان في السنوات الماضية سرق المخيم بأكمله من عدة وخيم وماطور وهذا الأمر ما يجعل بعض المخيمات على وضع وشكل زهيد وبسيط.

وقال العنزي ان المخيمات باتت منطقة خطرة جدا على من يدخلها بسبب تواجد المستهترين والمجرمين، فليس لهم أي عمل غير مراقبة الحراس والعمال والتعرض لهم في الطريق وسرقتهم، موضحا ان بعض هؤلاء من فئة الشباب ويعتبرون تلك الأفعال من البطولات في اخافت المارة وسلب منهم الأموال.

بدوره أكد ابراهيم الحامد أن المخيمات البرية اصبحت تشكل منعطف خطير في الجرائم بعد غياب الأمن الملحوظ، مشيرا الى ان الفرد اصبح لديه الهاجس والخشية من التخييم في المناطق البرية البعيدة التي تمثل للسارقين لقمة سهلة للسرقة نظرا لأن بعض اصحاب المخيمات يهجرونها في أيام الدوام فتسهل عليهم السرقة.

وتساءل الحامد باستغراب: ما الذي يجعل السارقين الى ضرب وقتل حراس المخيمات ألم يعد ذلك العمل اجراما وما هي الدوافع التي دفعتهم الى الفعل المشين في سبيل الحصول على الماكينة الكهربائية او غيرها؟! مدللا على ذلك “من أمن العقوبة أساء الأدب”.

وشدد على وجود نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية التي تؤدي الى مناطق التخييم ولاسيما التشدد في أيام العطل، خصوصا ان هناك من صغار السن يقودون السيارات دون رخصة وأعمارهم تبدو دون السابعة عشر سنة.

وقال محمد المطيري إن ابرز الأسباب الرئيسية لانتشار الجرائم في المخيمات هو ضعف التواجد الأمني في الشوارع والمناطق البرية، وكذلك انتشار الكبير من فئة الشباب المستهترين والجالية الآسيوية.

وتمنى المطيري التعاون والتنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية، لكي تستطيع الوصول الى الهدف المنشود في الحد من الجرائم بمختلف أشكالها، مطالبا بعدم التساهل والتقاعس في القضية الأمنية لمساسها بالأمن في المناطق التي جعلت للمواطنين والمقيمين متنفسا في فترة فصل الشتاء.

من جهته، ذكر فواز الشمري بأنه تعرض الى هجوم ذات ليلة من قبل شباب طائشين يقودون السيارة دون تشغيل الاضاءة للسيارة وكأن الأمر خلسة، مضيفا نزل منها خمسة من الشباب وباعتقادهم ان المخيم لا يوجد به أحد سوى الحارس وعند خروجنا لهم من المخيم لاذا بالفرار، مؤكدا أنهم كانوا يحملون بأيديهم العصي والـ”عجرات” وكأن ثأر يريدون أخذه، مشيرا الى ان نقاط التفتيش تحد من هذه الشباب الطائش ويكون التفتيش حتى على “دبة” السيارة وما يحملوه، وهذا ما يؤدي الى استتاب الأمن في منطقة المخيمات.

أما حسين الشاهر فقال ان هناك الكثير من المشكلات التي يواجهها مرتادي المخيمات وبالاخص منطقة كبد الذين يتعرضون للعديد من الاضرار سواء لمخيماتهم او سياراتهم، فنرى السرقات بشكل مخيف لدرجة يصل الأمر الى القتل وهذا لم نعهده من قبل السنوات الماضية.

وأرجع الشاهر تفاقم تلك المشكلة إلى انعدام الجانب الامني في المناطق البرية، لدرجة نرى أطفالا يقودون السيارات في ساعات متأخرة من الليل مستغلين غياب الرقابة الامنية والاسرية عليهم، داعيا المسؤولين إلى النظر بعين الأهتمام الى مناطق التخييم.