كتاب سبر

أما بعد .. !!

أما بعد .. !!

سعد السريّع
ما يحدث من حراك يسبق انتخابات الزور هو حراك خجول لا يتناسب  مع جسامة الحدث، وخطورة تبعاته، مازال الأمر يفتقد للجدية قبل الثلاث ليالي الأخيرة، حين أيقن الجناح البرتقالي أن الوعيد والتصاريح والندوات وحدها لا تكفي لردع تمادي السلطة، إن تشكيل الخلايا العاملة على مستوى الدوائر هو العمود الفقري لهذه المرحلة وهو من سيحقق النتائج المرجوة من المقاطعة.
سبق وأن ذكرت إن العزلة في الساحات ليس الحل الامثل لتصل رسائلك إلى عامة الشعب، إنما يجب أن ينصهر الحراك الشعبي في الدوائر الخمس، وأن يعي كل فرد إن حماية الدستور وإرادة الامة واجب يقع على عاتقه شخصيًا.
للأسف.. إن النظام لم يترك مساحة للنوايا الحسنة، لذلك حتى تفهم تحرك السلطة، عليك أن تلغي هذا المبدأ من تفكيرك، ولعلّ ما حدث في مسرحية الشطب الأخيرة له عدة تفسيرات، فإما إن هؤلاء الأشخاص انتهت صلاحية استخدامهم، ولم يعودوا ذوي أهمية للسلطة، فالبدائل متاحة.. وبذلك تكون ضربت عصفورًا آخر بذات الحجر، حيث ستظهر للشعب أن هذه الانتخابات على درجات عالية من النزاهة لتدفع المترددين إلى المشاركة في هذه الانتخابات الباطلة، وإما ان السلطة تريد استقرار المجلس القادم ولم تعد بحاجة عناصر التأزيم السابقة، وتحتاج أن تخرج بواجهة جديدة وحلفاء جدد تصنعهم على عينها، وربما أرادت أن تؤسس مبدأ السلطة التقديرية للمفوضية العليا للانتخابات، فمعيار قالة السوء وسوء السمعة بلا ضابط ولا إطار ثابت له، وقد تستخدمه مستقبلًا مع من يختلف معها.
ما أردت التحدّث فيه أمانةً والمهم بالنسبة لي، ماذا بعد المقاطعة؟ وماذا بعد وصول هذا المجلس الهزلي القادم؟ هنا بيت القصيد، لايخفى على أحد إن السلطة متمسكة في هذا المجلس، وتنتظره كمن ينتظر وليدًا بعد يأس، ولعلّ على رأس قرارات المجلس القادم الاتفاقية القمعية الخليجية وقانون التجمعات، فبعد هبّة تشرين واقتراب زحف الربيع العربي ومع الخرافات التي يصنعها أزلام السلطة كفكرة الانقلاب وخطر الاخوان المسلمين، اصبح التخبّط واضح في نهج الأنظمة الخليجية، ورُفع شعار الحل الأمني ونود أن نذكّر أنظمتنا العزيزة ان الانسان في تونس وفي مصر وسوريا والأردن وليبيا، هو ذات الإنسان في دول مجلس التعاون، الاختلاف فقط في تعامل الدولة معه ومع مطالباته، لم يكن الخيار الأمني أبدًا عائقًا أمام كرامة الإنسان وإرادته، لذلك الواجب على الشعب أن يعي إنه مقبل على عهد مرير إن قبل بالمشاركة ورضي في هذا التزوير، وستستمر السلطة في عبثها إن لم تجد شعب واعي يرسم لها حدود صلاحياتها، المطلوب اليوم من كل مواطن الحث على مقاطعة هذه الانتخابات، وإن المقاطعة ليست آخر المطاف، بل إننا سنستمر في حراكنا حتى تسقط هذه المراسيم الباطلة ويعود الحق الأصيل لأصحابه.
سعد السريّع
@alsrye3