كتاب سبر

في غمرة الأحداث .. تغيب شمس البدون

قالوا فاقد الشيء لا يعطيه ورغم فقدانهم للحياة الكريمة إلا ان عطاءهم كرم وحياتهم رغم إغلاق ستائرها تتنفس نوافذهم عزةً وحرية

حاصروهم بالوهم وخدروهم بالوعود ثم .. أرادوهم بلا كرامة ، فرضوا بالأولى مخدوعين وصدقوا الثانية متفائلين وثاروا على الثالثة لأن الأحرار لا يرضون حياة العبيد

مُنحوا تذكرة الانتظار وتصريح عمل التجديف إلى المجهول فلا شراع يسافرون معه ولا بوصلة تحدد لهم الاتجاه
أظلمت منارة العدل فضاع ميناء الحق وهم في سبيل الحياة الكريمة يجدفون
مركبٌ هش حمل همة إصرارهم ، بحرٌ ميتٌ أحياه صِدق عزائمهم وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم

واليوم نسأل : أين قضيتهم .. أين صوت الحق لا يطالب بحقوقهم .. أين ضمير الحرية لا ينتصر لتهميشهم
أين ذاك القلم ليخطهم على صدر الصفحة رافعاً قدرهم من هوامشها كاتباً عنوانهم في أول السطر خاتماً ذيلها بإحقاق الحق موقعاً ذلك بمرسوم ضرورةٍ يُعيد الحياة باسمةً على ثغر طفلةٍ تطمح لمستقبلٍ معلوم
اين جهينة لتعطيهم الخبر اليقين بدل ذاك الطفل المدلل الذي في أنين جراحهم يتمتع بلذيذ “غداء العائلة” وكأنه يغني قضيتهم بأنها رابع المستحيل

أحرقتهم شمس صيف المراسيم وهم ينتظرون ، أغرقتهم وعود الكاذبين ولازالوا آملين
فيا سيدي ارحم من فاق صبره صبر أيوب وطالت لياليه وهو ينتظر قناديل الفرج من عدلك المنشود
فقضيتهم أهم بكثير من برميل نفطٍ يُصرف على لحمٍ فاسد ، وانصافهم مطلبٌ أصيل في عنق كل مؤمنٍ ساجد
تأمل مساكنهم وشاهد الحياة من نوافذها
هناك تجلس ريماس الطفلة التي أغلقت المدرسة أبواب العلم في وجه براءتها لأنها لا تملك شهادة ميلاد لتصرخ دموعها في وجه الطغيان سائلة وكيف لي ان احصل على حقٍ تحرمونني إياه
لتسقط ريماس كما سقطت قبلها ألف ريماس وإنا على حالنا لمحزونون

وهناك تجلس أمٌ حنون .. بكت الليالي من أجل علاج أبنها ولازالت راجيةً رحمة الإنسانية في قلوب المسئولين فكل المستشفيات أوصدت أبوابها من دونها .. لماذا .. لأنها بدون !!

تصفح كتبهم .. تأمل ملامحهم .. وهم الذين في غمرة الأحداث غابت شمسهم ومازالوا على رصيف الأمل ينتظرون
لعل حافلة الحق تقلهم من شارع المجهول إلى شارع المعلوم والذي فيه يعيشون ألواننا ويبصرون الحياة بشمسها وقمر مسائها لتُضيء أيامهم فرحاً بعد نِضالٍ كُتب عليهم ان يعيشوه ولعلهم ينالون

اللهم إنا نسألك ان تلطف بإخواننا البدون وتنتصر لحقهم ولو كره الظالمون

إضاءة:
لطالما أكرمتني الحياة بعطائها .. فمن عشت مراهقتي أتتلمذ على مقالاته ، اليوم يضيفني في تويتر ليتابع ما اكتب وأنا النقطة في بحره وجميل سطوره فشكراً لأستاذي محمد الرطيان

آخر السطر:
شفت يا فهيد .. هذا وهو يطالب بالخمر وخلوه من المبشرين بالجنة
اجل لو يطالب لاعبين المنتخب يلعبون بشورت اسلامي .. وش بصير !

@DHalajmi