آراؤهم

الوهم في وجوب المشاركة بانتخابات 2012 الثانية

بعد قرار إجراء الانتخابات الكويتية بنظام الصوت الواحد وخمس دوائر قاطعت معظم القوى الشعبية والسياسية والشبابية ومعظم القبائل الانتخابات القادمة لما في هذا القرار من:
-سلب لحق الأمة والشعب في إقرار نظامه الانتخابي

-تقليل نسبة الاختيار للناخب من أربع أصوات 40% من الناجحين في دائرته إلى صوت واحد أي 10%

-مخالفة دستورية لأنه بنص المادة 71 ان مراسيم الضرورة تكون لأمور لا تحتمل التأجيل وكل ما أثير عن الحاجة للمرسوم غير مبرر مثل الطائفية والقبلية التي كانت موجودة قبل المرسوم بأكثر من انتخابات بنفس النظام وأيضا من خلال الفترة الماضية لم تختفي هذه الظاهرة حتى عند مرشحي الصوت الواحد .

– إعطاء مبرر للسلطة ان كلما تسلب حق من حقوق الشعب تراه يستجيب .
وأسلوب المقاطعة السلمية والاعتراض من الأساليب الراقية المسموح بها قانونا وموجودة في كل الدول الديمقراطية.

وبعدما بدأت المعارضة بحملتها قامت الحكومة ومؤيدين الصوت الواحد بحملة شرسة جدا في صد الطرف المعارض بكل النواحي فأول مره بتاريخ الكويت تدخل مؤسسات الدولة صراعاً مباشراً مع المعارضة من خلال وزارة الإعلام بكافة وسائلها ووزارة الأوقاف وللأسف تم استغلال المنبر استغلال سيئ جداً للتحريض ضد المعارضة والدعوة للمشاركة بل ووجوبها عند البعض !! ، وحتى تم اللجوء للطرق المحرمة عند البعض مثل شراء الأصوات وتمويل المرشحين والتخوين والكذب .

ومن العجيب ان يظهر لنا مجموعة من الأفاضل وغير الأفاضل من طلبة العلم والمشايخ ويحثون الناس شرعاً على المشاركة بالانتخابات ووجوبها وطاعة ولي الأمر في ذلك !! ووصل بهم الأمر إلى استغلال الفتاوى القديمة من علماء الأمة مثل ابن عثيمين وبن باز رحمهما الله وغيرهما في وجوب المشاركة بالانتخابات مع ان هذه الفتاوى ليست لهذا المشهد والحدث الحالي وغير ذلك من ان العلماء هؤلاء لا يعلمون نوازل هذا البلد ودستوره وقانونه ونرد عليهم بأمور:

– ان طاعة ولي الأمر في المعروف فقط كما نصت الأدلة الشرعية جميعاً وليست مطلقة .

– الدستور الكويتي عقد بين الحاكم والمحكوم وقد جاءت الشريعة بوجوب احترام العقود من الكل .

– الإنكار العلني مشروع وهذا الأمر دل عليه ما فعله الصحابة والتابعين والسلف الصالح من حوادث كثيرة كالإنكار على عمر ومعاوية وإنكار الحسين ومعاذ بن جبل وإنكار احمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن والإمام مالك في إضرابه عن التدريس حتى يقتل شخص والإمام ابوحنيفة وقصته مع القضاء وغيرها كثير لا يسع المقام ذكره .

-الاستدلال بفتوى ابن عثيمين تزوير وخدعة للناس فالأمر الآن مختلف والحادثة اليوم ليست امراً طبيعياً ينطبق على تلك الظروف العادية التي في وقت الفتوى، وابن عثيمين رحمه الله اشترط في فتواه كما اسند ذلك لكلام لابن القيم رحمه الله في تغيير المنكر فذكر أربع مراتب والتي رآها تناسب الواقع وهي ان لا يزول المنكر ولكن يقل فمن خلال ما نراه من أوضاع ونظام انتخابي كهذا

فمن سيفوز ؟
وكم من المرشحين الذين سيغيرون المنكر ويقللون وينشرون الفضيلة والعدل ويحاربون الفساد ؟
ويحافظون على كرامة الناس ؟
فهل هم من تضخمت أرصدتهم بشهادة النيابة؟
ام من عليهم أحكام في أمور بالأمانة والأخلاق ؟
ام النواب الصفويين الذين تم تصميم النظام لهم ؟
مع ان كثير من الشيعة الأفاضل قاطعوا الانتخابات وانحازوا لمصلحة البلد
ام الذين يشترون الأصوات وساعدهم هذا النظام الحالي بسهولة الفوز بصوت واحد لان رقم النجاح اقل ؟
ام من تتلاعب فيهم المصالح فكل يوم لهم رأي ؟

وهنا السؤال هل هذا النظام يسمح بخروج أغلبية إصلاحية ؟
وهل أهل الصلاح الذين يخوضون الانتخابات سيصل عددهم إلى أكثر من 25 نائب ؟

هذه أسئلة للتفكير نقولها لمن يرفع شعارات الدين وفتاوى أهل العلم في غير مكانها ومحلها ويرهب من يخالفه كأنه فعل كبيرة عظيمه !! وكأنه خصم للدين والثوابت

– أفتى كثير من أهل العلم بالكويت بعدم الوجوب للتصويت وبعضهم أفتى بالمقاطعة ومنهم الشيخ عجيل النشمي والشيخ ناظم المسباح والشيخ محمد الطبطبائي والشيخ عدنان عبدالقادر والشيخ شافي العجمي والشيخ ناصر شمس الدين وغيرهم.

– الشيخ ناظم المسباح قال ان أهل البلاد اعلم بالنوازل من غيرهم فهم أحق بالإفتاء فيها

وهنا اسأل بعض الاخوة الذين يروجون هذه الأمور ومنهم الفاضل بومحمد احمد باقر ما الفرق بين مقاطعتك للمجلس الوطني والنزول بدواوين الاثنين في مواجهة السلطة وما يحدث اليوم ؟

ونأمل ان تصل هذه الوقفات إلى الاخوة الذين يختلفون معنا ونتحاور فيها بعلم وأدب وأقول ان ما تمر به بلادنا من أمر كبير سيذكر التاريخ من وقف ضد العبث .

@bom6r

Bomo6ar@gmail.com