كتاب سبر

أما قبل … أما بعد

أما قبل :
تابعت كما تابع كثيرون غيري ما حدث يوم أمس من منع الكاتبة السعودية المقيمة في دبي “بدرية البشر” صاحبة رواية “هند والعسكر” من دخول البلاد ، كما تابعت آراء الكثيرين والذين انقسموا بين مؤيد يرى أن في هذا الإجراء انتصار للعقيدة السليمة والتي خدشتها “بدرية” في روايتها “هند والعسكر” ، وبين معارض يرى أن هذا الأمر معيب في بلد المؤسسات والديموقراطية .
من جهتي أعلم يقيناً مدى ما تحمله بدرية البشر من أفكار أراها مخالفة للشريعة الإسلامية لا سيما ما ورد في روايتها “هند والعسكر” والتي فشلت فشلاً ذريعاً في تبرير ما جاء فيها من أخطاء خلال اتصالها الهاتفي ببرنامج “توك شوك” مع المتألق محمد الوشيحي وكان أجمل ما قالت هو : “أعوذ بالله أن أتطاول على الذات الإلهية” ، لكنني في المقابل أرفض رفضاً قاطعاً الانتقائية والمزاجية والفردية في اتخاذ قرارت المنع من دخول البلاد ، وما ذلك إلا لأنني أعلم علم يقين أن مثل هذه القرارات “خبط عشواء” إن أصابت اليوم من يستحقها فستصيب غداً من لا يستحق مثل هذا المنع وحينها سأكون أول المدافعين وأول والواقعين في شرّ “تناقضي” ، لذلك يجب أن يكون المنع ضمن قواعد وأسس ثابتة لا خاضعاً للمزاجية والانتقائية ، خصوصاً وأن أبواب الكويت كانت مشرعة لمن تعتبر “بدرية” نقطة في بحرهم اللجي المتلاطم بالطوام ، وما زيارة “الصدر” عنّا ببعيد .
أما بعد :
اليوم سيكون هناك “مسيرة” مشهودة بلا شكّ ، لأنها مرخّصة وتم الإعداد لها جيّداً ، ولأنها تأتي “بعد” حلقة توك شوك النارية مع مسلّم البراك والذي زأر فيها بكل ما أوتي من قوّة وبين بعضاً من تخبّطات وتناقضات الحكومة في تعاطيها مع بعض القضايا لا سيما القضايا التي يكون طرفاً فيها مسلّم البراك نفسه ليوضّح أن المقصود هو شخص مسلّم البرّاك لا شئ غيره ، ولأنها تأتي “قبل” الانتخابات ذات الشكل الجديد والمثير للجدل بيوم واحد ، ويرغب المقاطعون للانتخابات أن يوصلوا أصواتهم عن طريق هذه المسيرة “المرخّصة” لا عن طريق صناديق الاقتراع ، لذا أرجو من الله عزّ وجل أن يلهم اصحاب القرار للنظر إلى الحشود التي سيضيق بها الأفق على أنها استفتاء “غير رسمي” على مرسوم تغيير الأصوات ، لعلّ الله عزّ وجلّ أن يؤلف القلوب ويوحّد الصفوف .
قبل الختام :
في كل سنة ” انتخابات” ، يرقبون بعيون ملؤها الحزن ، وقلوب ملؤها القهر ، يملكون صوت المطالبة بالحق لكنهم لا يملكون صوتاً يمكّنهم من إيصال من ينصفهم أو يساهم في إنصافهم إلى كرسي البرلمان ، فيبقون أسرى في سجون المتابعة فقط ، تطربهم وعود بعض المرشّحين ، ويزعجهم وعيد البعض الآخر ، يقلقهم الخوف ويقتلهم الحزن ، ولا يملكون حيال ذلك كله إلا الجلوس في الزوايا المظلمة والبكاء على مستقبل بلد يحبونه بكل ما أوتوا من قوة ، لكنه لا يبادلهم ذلك الحب بنفس تلك القوة ، إنّهم “البدون” .
 
منصور الغايب