كتاب سبر

بذرة الحملة الجويهلية

كثرة ظاهرة المسيرات الليلية والتي يقوم بها شباب صغار السن من فئة الأحداث وجدت لديهم هوى في إقامتها بشكل مستمر وأصبحت بالنسبة لهم وسيلة تسلية لا مخاطره غالية الثمن من خلال  المصادمات مع رجال الأمن والقوات الخاصة تحديدا . 

والملاحظ هنا أن  البعض يضع ذلك ضمن إطار الاعتراض على مرسوم الصوت الواحد وهذا قد يكون صحيحاً ظاهريا كونه قد فجر الموقف ودعا إلى تحركات واحتجاجات واسعة.
 ان ذلك أشبه بالبركان الذي أخرج الحمم من داخله والواقع أن مايحدث هو حصاد السلطة لبذرتها التي زرعتها من سنوات من خلال حمله ” جويهلية ” مدروسة استهدفت القبائل ووصفتهم بأقذر الألفاظ وامتهنت  وطعنت في كراماتهم بشكل علني على رؤوس الأشهاد  إلى حد تخوينهم  وإخراجهم من صفة المواطنة في اعتقاد خاطىء أن ذلك قد يزيد الضغوط  على  المعارضة القبلية بهدف تغيير سياستها تجاه السلطة لكنها فشلت في مقاصدها وهذا زاد من رصيد المعارضة القبلية في الشارع الكويتي.
  إننا أمام  حراك اجتماعي آخر يضاف إلى الحراك السياسي الذي تعيشه البلاد  . هؤلاء الشباب من أصحاب المسيرات الليلية في  مناطق الصباحية وصباح الناصر والجهراء وغيرها من المناطق  نشأوا في فترة هذا الشحن ولذلك منحتهم المعارضة فرصة الخروج للشارع لأنها دعوة وصلتهم إلى باب منازلهم وبالتالي وجدوها مواتية أن يعبروا عما في صدورهم ولو بطريقة خاطئه عن رفضهم وحنقهم  لسياسة السلطه تجاههم لسنوات عدة مستغلة بطبيعة الحال حالة الامتعاض من نتائج المجلس الجديد وحالة الشلل السياسي التي أصابت البلاد في الفترة الماضية.
إن فاتورة ”  الحملة الجويهلية ” بلا شك كبيرة جدا مطلوب سدادها من قبل السلطة  لتهدئة النفوس لكن ذلك لا يكون  ” بالكريدت كارت ” أو بالكاش money  ” بل بتأكيد السلطة على احترام مواطنيها جميعا ,وتأكيدها بسواسية المجتمع , وبتكافؤ الفرص  ,وبمنع ومعاقبة من يتطاول على كرامة أي فرد فيه  وليس حماية مرتكب الجرم  و ممارسة سياسة الإنتقائية , و باحترام حقوقه وحرياته  وأمواله , و أخيرا باحترام الدستور لا انتهاكه كما هو الحال  وكما نرى  أشخاصا يدور حولهم لغط  نشاهدهم نوابا في المجلس الجديد وقد يكونون وزراء في الحكومة الجديدة التي تقول بأنها ستكون حكومة إنجاز كما تدعي لكنه  في النهايه كلام لا يمكن التعويل عليه وسط مؤشرات الفشل الواضحة أمامنا ؟.
 لسلطه أمامها مسؤوليات تتطلب سياسة أفعال لا أقوال   , وسياسة مصالحة وليس خصومة مع الشعب و استبعاد الاستقواء بالخيار الأمني  من حساباتها في مواجهة  كل تجمع , فالقلوب لا تقربها القوة.