قاتل الله السهر وأفكاره، سهرت وأنا أقرأ عن حراك الشعب الكويتي ضد ظلم حكومته، فشطح بي التفكير كثيرا، ماذا لو نجح هذا الحراك؟
ماذا لو اصبحت الكويت اول دولة محترمة في الخليج الامريكي؟ (لن اقول العربي فتغضب ايران وهو بالتأكيد ليس فارسياً)، مصيبة و”الأصيب” من ذلك ماذا سنفعل نحن الشباب الخليجي ونحن نرى صور أقراننا من الشباب الكويتي على تي شيرتات الفاتنات بدلا من جيفارا؟ وماذا سنقول عندما يتم ذكر اسمائهم مع مانديلا وغاندي؟
صدقا اقولها، سينظر باقي الخليجيين لهم كما جيفارا وغاندي ومانديلا، أولم نقدّر هؤلاء العظماء لانهم حاربوا الظلم ونجحوا؟ حسنا، الشباب الكويتي يمشي في نفس الطريق لكنه لم يصل لخط النهاية بعد.
بالتأكيد ان نجحوا فلن يعودوا خليجيين، نعم لن يعودوا اخوتنا واشقاءنا مثل ذي قبل، سيكسرون كل الروابط المتينة التي كانت تجمعنا، دع عنك من يقول ان روابطنا الخليجية هي الدم واللغة والدين، هذا تخريف او تحريف، سمّه ما شئت، لكنها قطعا ليست الحقيقة.
ما يربطنا نحن الخليجيين اكبر من ذلك بكثير، فرابط الظلم والعبودية والقهر اكبر من من رابط الدم وغيره، فكلنا في الهم (شرق أوسط).. بعد الإذن من شوقي.
إن كسر الكويتيون هذه الروابط لن يعودوا إخوتنا، وستحل الصومال او جيبوتي او النيجر محلهم، او حتى الخرفان الاسترالية، المهم ان يتحقق الشرط الاهم ويكون لديها راعٍ .. مثلنا.
إن نجحوا سيتغير الكثير بلا شك، اولها العادات والتقاليد، فبعد ان كنا نزوجهم ونتزوج منهم، سترفض الحرة الكويتية ان تتزوج من المستضعفين في الارض، ليس ذلك فقط، بل حتى بنات الفرسان في كل الدول الخليجية سيأنفن من الزواج منا، ويطمحن إلى شاب شجاع، وقف في وجه ظالم وقال له: ولدت حرا ولن أرضى بالاستعباد، وسينظرن لنا كما كانت الاوربيات ينظرن للهولنديين، فقد كانوا ينظرون إليهم على أنهم (ليسوا من مواخيذهم).
أكرر، ان نجحوا فسيغيرون هذه العادة وسيصبح الكويتي مثل البريطاني في عصرٍ مضى، هو فارس أحلام الفتيات، أما نحن باقي الخليجيين الذين ورثنا اسماء اجدادنا وقصصهم دون ان نرث صفاتهم فستقبل بنا كل من فاتها القطار فركبت الحمار.
ياااه.. أتخيل زميلي في هذا الجرنال (فالح بن حجري) يجري قرعة كل سنة بين زوجاته الاربع، ليفسح المجال امام زوجة جديدة، وانا الشاب الوسيم انام واصحو ليس لدي ما يقيني برد الشتاء.. يالله دخيلك.
لكن ما ضاقت الا فُرجت، كل هذه الوساويس الملعونة لن تتحقق، وستبقى المقولة الشهيرة (كويت الماضي) حقيقة حاضرة، فأغلب شباب الحراك سابوا الحمار ومسكوا البردعة، تركوا بناء البيت لانهم اختلفوا على لون السجاد، فتركتهم وهم يتناقشون عن اللون الأحمر هل هو جائز ام مكروه؟
فمدت السلطة رجليها، ومسح احد ليبراليو السلطة على خده الأملس وهو ينصحنا بتقوى الله وطاعة ولي الأمر .. جزاه الله خيرا.
على أية حال، إن ارادوا فتوى من مشائخنا الكرام، فأنا العبد الفقير لله على اتم الاستعداد ان احضرها لهم، وأجر التوصيل على الله، بشرط ان يتقيدوا بمنهجنا كاملا، فلا يأخذون بعض الاحكام ويتركون بعضها، واولها (اي الاحكام) ألا ينتقدوا وزراءهم ولا مسؤوليهم، فهم أولياء أمر، ويكتفون -مثلنا- بالدعاء على البطانة الفاسدة..
موافقين؟
أضف تعليق