كتاب سبر

عبارات

شخصياً.. هناك عبارات رنانة تشدني وتذهلني، ولا أبالغ إذا ما قلت تجلعني أسيراً مترنحاً من الثمالة خلال سماعها أو قراءتها عبر وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة والمسموعة، كعبارة : (الأجندات الخارجية) والتي يزعجنا نعيق ونباح الكثير من (جعارية) السلطه بها، ولدرجة أنني تمنيت أن أكون جندياً لتنفيذ هذه الأجندات التي نسمع عنها ونجهل مصدرها وفحواها !  
الشاهد.. اكتشفت لاحقاً وعن طريق الصدفة، عبارة تحمل ذات التأثير والوقع الأفيوني في نفسي، ورغم أنني كنت أسمع ومنذ زمن بهذه العباره لكني لم أدرك تأثيرها الروحي والوجداني إلا بعد أن فشلت في أن أكون جندياً لتنفيذ الأجندات الخارجيه .. 
 
العبارة هي : (قوى الشد العكسي) حسب ما تفضل به الفاضل الفضيل (ذي الصلعه الملساء) .. فـ يا للروعة .. يا للنشوة .. يا للعظمة .. يا للجرأة .. يا للكياسة.. يا للعنفوان .. يا للبلاغة .. يا للصياعة .. يا للمياعة.. يا الحفنة .. والوجوه العفنة.. 
وبالمناسبة هي ليست حكراً عليه وحده، إنها من أكثر العبارات تردداً وتكراراً، على ألسن العاهات خصوصاً وعموماً، إذ أن الرافضين للواقع السياسي السائد مهماً كان وقعه، يتّهمون القوى المتسّيده شعبياً دون تسمية، وبهدف الهروب من المواجهة، فيسمونها (قوى الشد العكسي) وبينما يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء،  يسعى أولئك – أي قوى الشد العكسي- حسب تصنيفهم هم، السير بالمجتمع إلى الأمام، لذا وجد (الساقطون واللاقطون) على حد السواء، ممسحة زفر وشمّاعة فشل سيعلقون عليها تراجعهم المستقبلي، وفشلهم الذريع في تحقيق الوعود والعهود الاصلاحية التي قطعوها سالفاً، وبحجة عرقلة (قوى الشد العكسي) بُغّية إعادتهم إلى المربع الأول، فيكونوا مثل بروميثيوس في الأساطير الأغريقيه، والذي يحاول أن يرفع الصخرة إلى أعلى الجبل، لكن النسور تنهش من كبده، فتقع منه الصخرة الى الأسفل قبل وصوله بقليل، فينزل ويعيد الكرّة .. إلى مالِه آخره ..
أما نحن .. أو بالأصح أنا، فاعتبر إخواننا في (قوى الشد العكسي) القاده الفعليين للمجتمع والواقع السياسي، وعجلة التقدم والرُقي به نحو الأمام وبنجاح منقطع النظير كعادتهم، ولكن (قوى الانشداد المعكوس) والتي قويت في هذا الزمن تُصِّر أن تعرقل مسيرتهم الوطنية، وتحاول أن تودي بالوطن تجاه الهاوية من أجل مصالح شخصية وارتباطات خارجية وأجندات مشبوهة جداً جداً جداً !
وهكذا تضيع في مُخيلة الكثيرين عبارة (قوى الشد العكسي) بين (حانا) المعارضة و (مانا) الموالاة، ولمن لا يعرف القصة، فإن (حانا) و (مانا) زوجات لرجل مطنوخ، فكانت حانا تحب الشعر الأسود على لحية زوجها، لذا تقوم بنتف الشعرات البيضاء في ليلتها المخصصة، أما مانا فكانت تحب الشعرات البيضاء وبالعكس تقوم بنتف الشعرات السوداء في ليلتها المخصصة هي الأخرى .. إلى أن إنتفتت لحية الرجل تماماً من قبل الزوجتين، خلال أسابيع معدوده، فقال عبارته الشهيرة : (بين حانا ومانا ضاعت لحانا) !
لست مهتماً بـ (حانا) ولا بـ (مانا) ولا بلحية (أخانا المنتوفة) فكل ما أريده هو الإستمتاع بالمزيد والمزيد من الثماله والإنسطال بسماع أو قراءة عبارات أخرى ذات نفس الوقت في نفسي، وخصوصاً حينما يكون مصدرها أحد أعضاء (حزب الكنبه) كـ عفتان المطوع، أو نجوى الجسار !