كتاب سبر

شعيرة الأذان

تفاعلاً مع ما نشرته جريدة سبر الغراء فيما سبق عن عدم اهتمام وزارة الاعلام متمثلة في المحطات التلفزيونية  والقنوات الاذاعية سواء كانت العامة أو الخاصة  بالزام تلك القنوات بنشر مواعيد الأذان كاملة دون الاشارة لمواعيد الدخول بأي شكل من الاشكال. لذا اردت أن اعيد نشر مقال شعيرة الأذان الذي تفضلت جريدة سبر مشكوره بنشره قبل عام  لعدم تجاوب وزارة الإعلام وتعاطيها مع هذا الموضوع الحيوي والهام بشكل يؤخذ على محمل الجد.
عندما سأل الطفل والده ،كيف دخلت هذه الثمرة يا أبي إلى قلب زجاجة صغيرة ؟ وكيف لي أن أخرجها ؟ فقال والد الصبي :لقد وضعنا الثمرة عندما كانت صغيرة داخل الزجاجة المتصلة بفرع الشجرة  وعندما كبرت  تعذرت الثمرة عن الخروج من فوهة الزجاجة الصغيرة . هذه الفلسفة البسيطة تدلنا على أن :”ناشئ الفتيان ينشأ على ما تعود عليه منذ الصغر “. فالإنسان من الصعب عليه التخلص من بعض العادات والتقاليد التي تربى ونشأ عليها منذ الصغر لأنها نمت وترعرعت في عقله وأحشائه فيتعذر التخلص منها كما تعذرت الثمرة الخروج من فوهة الزجاجة الصغيرة ،وكذلك نحن عندما نريد أن نغرس تعاليم الإسلام في قلوب أبنائنا ،لابد أولاً أن نعكس ثقافتنا كمراقبين للأمة الإسلامية بأسرها ،وبما يحصل فيها من شرور ومفاسد تعكس الجهل في تطبيق الأسس والمبادئ الحقيقية لديننا الحنيف ،والتي يجب أن ننصاع لها ونطبقها في حياتنا لتكون بمثابة الثمرة الصالحة للأجيال القادمة .
 
 من أحد أهم هذه المبادئ هي شعيرة الأذان فهي مفتاح للخير مغلاق للشر ،وهي دعوة واضحة وصريحة أمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم برفع الأذان للدخول في رحاب الله ،والإيمان به عقيدة وعملاً ،والأذان في معناه المطلق الإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة بألفاظ مخصوصة تشمل مسائل العقيدة والعبادة معاً ،فالأذان يصب في قلوب المؤمنين الطمأنينة والسكينة ويربطهم ربطاً وثيقاً ويشدهم إلى الحق ،إلا أن هناك بعض المسئولين في الإعلام هداهم الله مقصرون في إلزام بعض القنوات الإذاعية والتلفزيونية بنشر هذه الشعيرة – أي الأذان ، فنرى بعض القنوات المحلية تضع شريط أزرق يشير إلى دخول الأذان  ،وبعض القنوات الإذاعية تضع بعض الأصوات كخرير الماء وزغزغة العصافير والبيانو إيذانا بدخول الفقرة الدينية .
 
وهذا ما حذرنا منه في بداية المقال بزرع ثقافة خاطئة عند الصغار والكبار  فينشأ الطفل على هذه الأصوات التي يستدل بها على أنه قد دخل موعد الصلاة ،يقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام :”إذا دخل وقت الصلاة فقولوا مثلما يقول المؤذن ” . فكيف أن يردد المسلم  “الله أكبر” وما يبث في القنوات عكس ذلك! ،” ولو يعلموا ما في النداء والصف الأول  لاستهموا عليه “.  فيا عباد الله علينا الحذر من الوقوع بمثل هذا المنزلق الخطير ،وعلينا تعويد أبنائنا سماع صوت الأذان والإجهار به  ،كما ندعو المسئولين في وزارة الإعلام  الى فرض تعميم نشر الأذان في أوقاته على جميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية .
 
وليد المجني
almujanni@hotmail.com
@AlMujanni
 
 
الموقع الرسمي للمهندس | وليد المجني
  http://www.almujanni.com