رياضة

قطر تبحث عن لقبها الثالث .. بـ(خليجي 21)

يبدو المنتخب القطري لكرة القدم مؤهلاً للمنافسة بقوة علي لقب دورة كأس الخليج الحادية والعشرين التي تستضيفها البحرين من 5 الى 18 كانون الثاني/يناير الجاري رغم نتائجه غير المرضية في النسخة الاخيرة في اليمن بعد خروجه من الدور الاول.
وبات المنتخب القطري يتمتع بالخبرة الكافية التي تساعده لان يكون من المرشحين بقوة على اللقب، كما استعاد نجومه الكبار مستواهم المعروف وفي مقدمتهم خلفان ابراهيم افضل لاعب في آسيا عام 2006، فضلا عن لاعبي الارتكاز وسام رزق وطلال البلوشي، والمهاجم السريع يوسف احمد، كما استعاد هدافه سيباستيان سوريا مستواه وخطورته بتصدره قائمة هدافي الدوري برصيد 9 اهداف في 12 مباراة.
ومن المؤكد ان المنتخب القطري سيكون في افضل حالاته في “خليجي 21” اذا ظل هؤلاء النجوم على مستواهم، واذا ظهروا بأدائهم المعروف والجيد.
ورغم مشاركة هؤلاء النجوم في النسخ الاخيرة من دورات كأس الخليج، فانهم لم يقودوا المنتخب القطري الى اللقب الا على ملعبهم وبين جماهيرهم عام 2004 في النسخة السابعة عشرة، وكان اللقب الثاني لقطر في الدورة، ولا يزال هناك من حقق اللقب ضمن صفوف المنتخب الحالي لا سيما وسام رزق ويوسف احمد وابراهيم الغانم وبلال محمد بالإضافة الى حارس المرمى قاسم برهان.
اضافة الى كل ذلك، فان وجود المدرب البرازيلي باولو اوتوري علي رأس الجهاز الفني يمنح اللاعبين والجماهير الثقة، فهو مدرب كفء واثبت نجاحا كبيرا عندما كان مدربا للريان ثم للمنتخب الاوليمبي، واخيرا مع المنتخب الاول حيث يقوده حاليا في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 التي تعتبر حلم الجماهير القطرية وحلم نجومهم ومدربهم ايضا.
 
وسيكون “العنابي” قادرا على المنافسة على لقب “خليجي 21” اذا تعامل اوتوري بواقعية مع البطولة بعيدا عن الافكار التي تراوده في بعض الاحيان وتجعله يقدم على بعض التغييرات وعلى ايجاد تشكيلة غير متجانسة ما يتسبب في بعض المشاكل.
المنتخب القطري خاض استعدادات عادية ل”خليجي 21″ بالتدريب لمدة 12 يوما فقط بدأت في 23 من الشهر الماضي وتنتهي في الثالث من الشهر الجاري بالسفر الى المنامة، وخاض الفريق مباراة ودية واحدة مع نظيره المصري بطل افريقيا السابق في الدوحة خسرها 0-2.
وسيعلن اوتوري القائمة النهائية غدا الاربعاء عقب المباراة الودية مع مصر وربما تشهد القائمة وجوه جديدة للمرة الاولي بعد ان ضم اوتوري 4 لاعبين جدد في القائمة خرج واحد منهم هو عبد الكريم سالم العلي بسبب الاصابة وبقي موسي العلاق مهاجم قطر والمهدي صالح مدافع السد وخالد عبد الرؤوف لاعب وسط الجيش، اضافة الى علي حسن عفيف العائد بعد فترة طويلة الي صفوف المنتخب.
لكن اوتوري استبعد اربعة لاعبين بسبب الاصابة وهم عادل لامي وفابيو سيزار وخالد المفتاح وعبد الكريم العلي.
ويأمل المنتخب القطري ان يحقق اللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد ان فاز به مرتين في الدوحة عامي 1992 و2004 في “خليجي 11 و17″، وافضل نتيجة له خارج ارضه كانت المركز الثاني 4 مرات اعوام 84 و90 و96 و2002.
واوقعت القرعة الفريق في المجموعة الاولى بجانب الامارات والبحرين وعمان بطلة 2009، وقد اختلفت الاراء حول قوة المجموعة، ففي الوقت الذي رأى البعض انها جيدة ومناسبة، اعتبر البعض الاخر انها صعبة وقوية خاصة بعد التغييرات التي طرأت على منتخبي الامارات والبحرين.
وقد اكد باولو اوتوري في تصريحات لوكالة فرانس برس “ان سقف طموحات المنتخب القطري عال، وان اي بطولة يشارك فيها يتم وضع اللقب في الحسبان”، واشار الى انه “يعي مدى أهمية بطولة الخليج والمكانة الخاصة التي تحتلها لدى دول المنطقة”.
واضاف “في اي بطولة اشارك فيها اضع تصوراتي الخاصة حيث لا بد أن نضع في عين الاعتبار بأن اللاعبين سيخوضون ثلاث مباريات في غضون سبعة أيام وبالتالي لا بد من وجود تصور للطريق الذي قد يسلكه المنتخب خلال المنافسات سواء كان جيدا أم عكس ذلك”.
وحول المجموعة التي وقع فيها المنتخب القطري مع منتخبات البحرين والامارات وعمان قال المدرب البرازيلي “أفضلية الاستعداد وجاهزية اللاعبين قد تصب في مصلحة المنتخبين القطري والعماني كونهما في سباق على حصد بطاقة التأهل لمونديال البرازيل بجانب المنتخب العراقي، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأنهما سيتأهلان للدور الثاني، فالمنتخب الاماراتي يعتبر من المنتخبات المتجددة والتي تطورت بشكل كبير مع المدرب مهدي علي الذي مزج بين العناصر الشابة واصحاب الخبرة، كما أن المنتخب البحريني يسعى لتحقيق اللقب للمرة الاولى ويتسلح بعاملي الارض والجمهور، لذلك فإن الأمور مفتوحة للجميع للمنافسة على بطاقتي المجموعة”. وتابع “اذا ما ظهر الفريق بشكل جيد خلال هذه البطولة فإن هذا الامر سينعكس بشكل إيجابي على اللاعبين وسيزيد ثقتهم بأنفسهم قبل المواجهات الآسيوية المقبلة خصوصا تلك التي ستكون في كوريا”.
وبالنسبة للمباراة الافتتاحية امام الامارات قال اوتوري “انها مباراة مهمة خصوصا وانها تأتي في بداية مشوارنا في البطولة، وكما ذكرت فإن المنتخب الاماراتي متطور للغاية ويمتلك عناصر مميزة”.
وعن الفرق التي يرشحها للمنافسة على اللقب اوضح “جميع المنتخبات تمتلك فرصا متساوية لنيل اللقب، فالمستويات متقاربة جدا بين دول المنطقة، إلا أن استعدادات المنتخبات تختلف عن بعضها حيث هناك من لا يزال يخوض تصفيات كأس العالم وهو ما قد يساعدها لان تخوض مباريات تنافسية على نسق مرتفع، وبين مدارس مختلفه تختلف كليا عن الاستعدادات الودية والمباريات التجريبية”.
وختم اوتوري حديثه قائلا “ان استعدادات المنتخب القطري تسير نحو الطريق الصحيح والجميع يعكف على ان يقدم المنتخب مستويات طيبة فيهذه البطولة”، مثمنا “دور رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفه الذي لم يدخر جهدا في توفير كل شيء للمنتخبات القطرية”.
سجل العنابي
كان المنتخب القطري حاضرا منذ الدورة الاولى لكأس الخليج في كرة القدم التي استضافتها البحرين عام 1970 الى جانب البلد المضيف والكويت والسعودية، وحل حينها رابعا واخيرا.
سجل الهدف الاول للعنابي في البطولة الخليجية مبارك فرج من ضربة جزاء وكان في مرمى البحرين.
وفي الدورة الثانية في السعودية عام 1972 بقي المنتخب القطري رابعا قبل البحرين الاخيرة من دون نقاط بعد ان ارتفع عدد المنتخبات المشاركة الى خمسة.
وفي الدورة الثالثة في الكويت عام 74، حسّن العنابي مركزه وصعد الى الثالث بين ستة منتخبات بعد انضمام عمان، واختير محمد غانم الرميحي افضل لاعب فيها. وبقي ثالثا في الدورة الرابعة في قطر عام 76 التي انضم فيها العراق ايضا ليرتفع العدد الى سبعة.
وفي “خليجي 5” في العراق عام 79، تراجع منتخب قطر الى المركز الخامس، واحتفظ بمركزه في الدورة السادسة في الامارات عام 82، قبل ان يحقق قفزة نوعية في الدورة التالية في عمان عام 84 حين تقدم الى المركز الثاني خلف العراق وكان على وشك احراز لقبه الاول عندما تساوى معه برصيد 9 نقاط لكل منهما، فخاض المنتخبان مباراة فاصلة وفقا لنظام البطولة انتهت بالتعادل 1-1 قبل ان يحسم العراق الموقف بضربات الترجيح 3-2 وبفوز باللقب للمرة الثانية.
وفي “خليجي 8” في البحرين عام 86، عاد المنتخب القطري ليحتل المركز الرابع، ثم تراجع الى المركز السادس في الدورة التاسعة في السعودية عام 88 قبل ان يعود ويتنزع المركز الثاني في الدورة العاشرة في الكويت عام 90.
وكان المركز الثاني دافعا للعنابي هذه المرة الى المضي قدما والمنافسة على اللقب في الدورة الحادية عشرة التي استضافها على ارضه وبين جمهوره عام 92، فكان على الموعد لانتزاع اللقب للمرة الاولى.
بدأ المنتخب القطري الدورة بقوة بفوز على نظيره العماني بهدفين سجلهما مبارك مصطفى، ثم فاز على البحرين بهدف وحيد، قبل ان يحقق فوزا كبيرا على الكويت بأربعة اهداف نظيفة تناوب على تسجيلها عادل الملا وعادل خميس ومحمود صوفي ومبارك مصطفى.
وتابع العنابي انتصاراته وتغلب على الامارات بهدف سجله محمود صوفي كان كافيا لتتويجه بطلا قبل ختام البطولة، لتكون المباراة الاخيرة له مع السعودية من باب تأدية الواجب ليس الا فخسرها 0-1.
وحصل مبارك مصطفى على لقب هداف الدورة برصيد ثلاثة اهداف، كما اختير احمد خليل افضل حارس فيها، وكان هدف السعودية في المباراة الاخيرة الوحيد الذي دخل شباكه فمنعه من تكرار انجاز حارس الكويت احمد الطرابلسي الذي انهى الدورة الثالثة من دون ان تهتز شباكه.
وتراجع العنابي مجددا الى المركز الرابع في الدورة الثانية عشرة في الامارات عام 94، قبل ان يعود الى المقدمة في الدورة التالية في عمان عام 96 عندما حل ثانيا بعد الكويت بقيادة المدرب الهولندي جو بونفرير.
واختير الحارس القطري يونس احمد افضل حارس في الدورة.
وكانت نتيجة المنتخب القطري في الدورة الرابعة عشرة في البحرين عام 98 الاسوأ له في تاريخ مشاركاته في دورات كأس الخليج عندما حل سادسا واخيرا.
وكان “العنابي” قريبا جدا من اللقب في “خليجي 15” في الرياض عام 2002 حين وصل الى الجولة الاخيرة الحاسمة متقدما بالنقاط عن جميع منافسيه، وكان بحاجة الى تعادل فقط مع نظيره السعودي، وليس هذا فقط، بل ان التعادل كان مسيطرا حتى ربع الساعة الاخير قبل ان يسجل اصحاب الارض فوزا 3-1 تاركين للقطرين المركز الثاني.
وفي “خليجي 16” في الكويت عام 2004، حلت قطر ثالثة بعد فوز على الكويت 2-1 وثلاثة تعادلات مع السعودية والبحرين والامارات بنتيجة واحدة 0-0، وفوز على اليمن 3-0، وخسارة امام عمان 0-2.
اما في النسخة السابعة عشرة في الدوحة عام 2004 فأحرزت قطر لقبها الثاني في دورات الخليج، فقد تعادلت مع الامارات 2-2 والعراق 3-3 ثم فازت على عمان ورافقتها الى نصف النهائي، حيث تغلبت على الكويت 2-0، قبل ان تفوز على عمان في النهائي بضربات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي 1-1.
وفي الدورة الثامنة عشرة في ابو ظبي مطلع عام 2007، وقعت قطر في مجموعة حديدية تضم السعودية والعراق والبحرين، فخسرت امام العراق 0-1، وتعادلت مع السعودية 1-1، قبل ان تسقط امام البحرين 1-2 وتفقد لقبها بخروجها من الدور الاول.
وفي “خليجي 19” في مسقط مطلع 2009، تأهلت قطر الى نصف النهائي بعد تعادلهما مع السعودية والامارات 0-0 وفوزها على اليمن 2-1، ثم سقطت امام عمان في دور الاربعة 0-1.
وفي النسخة الاخيرة في مدينة عدن اليمنية اواخر 2010، خرجت قطر من الدور الاول بخسارتها امام الكويت 0-1 وفوزها على اليمن 2-1 وتعادلهما مع السعودية 1-1.