حوارات

صلاح العنزي ثاني ثلاثة عادوا بشهادة الطب : أخشى أن أتوظف بها في البيت!

  • سر النجاح “لا تؤجل عمل اليوم الى الغد”
  • السفارة الكويتية بمصر عاملتنا وكأننا لسنا من الكويت
  • وجدنا صعوبة في استخراج الجواز مادة 17 
  • للشيخ فهد سالم العلي بصمة وجهود كبيرة في تخفيف معاناة الدارسين البدون
  • وزارة الأوقاف تساعد الطلبة من جميع الجنسيات 
  • بعضنا كان يفضل البقاء في مصر لتوفير قيمة التذكرة!
  • كل سنة تشهد ارتفاعا بالمصاريف ألف او الفي دولار
  • 20 من طلبة الاسنان والصيدلة تخرجوا والى الآن جالسين  في المنزل
  • نعتب على مؤسسات المجتمع المدني بعدم تهنئتنا او استقبالنا
  •  مجموعة 29 الصوت الوحيد في دعم قضية البدون
  •  لا أستطيع ان أحمل والدي المتكفل بمعيشتنا تكاليف دراسة “الماستر”


صلاح العنزي ثاني ثلاثة من الدكاترة البدون الذين عادوا لتوهم من مصر حاملين شهادة الطب ، وكل أملهم في وظيفة تقر بها اعين ذويهم وتحقق احلامهم التي انتظروا تحقيقها طوال مسيرتهم الدراسية التي لم تكن سهلة على اي حال ، يقول العنزي عن هاجسه بهذا الشأن”  طلبة الاسنان والصيدلة تخرجوا ولكن الى الآن لم يقبلوهم وعددهم أكثر من 20 دكتورا،كان مصيرهم المكوث والجلوس في المنزل”، إذن فالعنزي يخشى مواجهة المصير ذاته ، بان يكون البيت مستقره بعد سنوات من المصاريف التي أرهقت الأسرة والغربة ومعاناتها ، ومن هنا كان لزاما على وزارة الصحة التي تستورد الاطباء من كل فج عميق ان تعطي الاولوية لهؤلاء الذين لا يعرفون وطنا غير الكويت.
عن سر نجاحه في الحصول على شهادة الطب يكشف العنزي ” طبقت المثل (لا تؤجل عمل اليوم الى الغد) فكل دروسي التي آخذها في الفصل كنت أذاكرها أولا بأول”.
واول صعوبة واجهها في الدارسة بالخارج “استخراج الجواز مادة 17 ” ، الا ان عمل ابيه في السلك العسكري سهل اجراءات الجواز ، فكانت معاناته اقل من غيره في هذا الشأن.
 وما يتأسف له بخصوص دراسة البدون في مصر “عدم اهتمام السفارة الكويتية بمصر بنا وكأننا لسنا من الكويت”، لافتا الى دور الشيخ فهد سالم العلي “الذي كان له بصمة وجهود كبيرة في مخاطبة اتحاد الطلبة باستخراج بطاقة العلاج (التأمين الصحي) “.
واثنى على  وزارة الأوقاف التي كانت تساعد جميع الطلبة ومن جميع الجنسيات ،” إلا ان المساعدات غير كافية واضطر بعض الطلبة  الى البقاء في مصر خشية الوقوع في الضيق والضنك المادي، ولتوفير قيمة التذكرة حتى تعينهم وتساعدهم في الاستمرار بالمعيشة في الغربة”.
في البداية سألته سبر
* حدثنا عن مسيرتك الدراسية، وهل هناك من ساندك في الدراسة من الصغر الى الكبر؟

كنت طالبا مجتهدا من الصغر ومحبا للدراسة، وكنت أعمل جاهدا في تطبيق المثل “لا تؤجل عمل اليوم الى الغد” فكل دروسي التي آخذها في الفصل كنت أذاكرها أولا بأول بالاضافة الى حل الواجبات والمذاكرة المتكررة حتى يثبت الدرس في ذاكرتي بعيدا عن النسيان.

وبالطبع من ساندني في المثابرة والاجتهاد في طلب العلم هما الوالدان اللذان لا أنسى فضلهما علي بعد الله عز وجل.
ولا يخفى عليكم أن الدراسة في المدرسة كنت أشعر بالفرق بأن الطلبة الكويتيين يدرسون بالمدارس الحكومية وانا أدرس في المدارس الخاصة خصوصا بعدها عن البيت وكانت وسيلة التنقل الباص الذي يأخذ وقتا طويلا للوصول للمدرسة، فهذه من الظروف التي أتعبتني قليلا من الارهاق في التنقل.

وبكل أمانة لم افكر في الدراسة بالجامعة في مرحلتي المتوسطة والثانوية وعند دخولي الثانوية العامة بدأ التفكير بالجامعة، وخصوصا ان دور الأسرة من الوالد والوالدة هما الذين شجعاني على ذلك.

وعندما فكرنا بأن ندرس بالجامعة وجدنا صعوبة في استخراج الجواز مادة 17 وعند اصدار الجواز سافرنا الى مصر.

* ما هي أبرز المشاكل التي واجهتك في دراستك بجامعة ستة أكتوبر المصرية؟

من أبرز المشاكل والتي عانى منها أغلب الطلبة من فئة “البدون” هي صعوبة استخراج جواز مادة “17” ، وكذلك المصاريف ورسوم الدارسة كان المتكفل بدفعها هو الوالد.

ومن الأمور التي استغربنا منها عدم اهتمام السفارة الكويتية بمصر بنا وكأننا لسنا من الكويت، فأي مشكلة تحصل أو أي احتياجات لك تحتاجها سواء من الكويت او من مصر سواء علاج أو غيرها من الأمور لا تجد مساعدة من السفارة ، ولكن تحرك اخواننا في اتحاد الطلبة لحل مشاكلنا وكان للشيخ فهد سالم العلي بصمة وجهود كبيرة في مخاطبة اتحاد الطلبة باستخراج بطاقة العلاج “التأمين الصحي” وهذه في آخر سنتين،وكان في السابق على معالجتنا على حسابنا الشخصي، وتكون مراجعتنا الى العيادات الخاصة وليس الحكومية بالاضافة الى عدم فتح ملف في التعليم العالي وهذا الامر يحفظ حقنا لو سمح الله في أي ظرف يحصل لي أمر ما.

ولا أنسى موضوع الاقامة في مصر لابد ان تضع اقامة على أساس ان تمارس حياتك في مصر عكس تماما أخواننا الخليجيين لم يطلب منهم الاقامة.

وكذلك سحب الجواز من المطار عند عودتي الى الكويت وعند استرجاع الجواز مرة أخرى تحتاج الى مراجعة وهذه المراجعة تحتاج الى أوراق معينة حتى تسترجع الجواز مرة أخرى.

* قلت ان اجراءات استرجاع الجواز تحتاج الى مراجعة واستحضار أوراق خاصة، فهل هذه الامور أخرتك عن السفر للالتحاق بالكورس الدراسي؟

طبعا بالنسبة لي لم تكن فيها تأخير كون الوالد يعمل في السلك العسكري، فكانت الامور والروتين بالمراجعة طبيعية وفيها سهولة، ولكن بعض الطلبة الذين كانوا معنا واجهتهم الصعوبات باستخراج الجواز مرة أخرى،على سبيل المثال من والدته ليست كويتية أو والده لا يعمل بالسلك العسكري أو لا يحمل احصاء 65 فهؤلاء تواجههم بعض الصعوبات باستخراج الجواز.

* هل هناك طلبة معكم تأخروا بالالتحاق بالكورس الدراسي بسبب استخراج الجواز؟

نعم، هناك طلبة معنا تأخروا أسبوع او أسبوعين والسبب اجراءات استخراج الجواز.

* هل هناك من يدعمكم بالمصاريف سواء الدراسية او ايجار الشقة وغيرها؟

لا، لم نجد أي داعم في المصاريف التي نصرفها، ولكن في آخر سنوات كانت وزارة الأوقاف تساعد جميع الطلبة ومن جميع الجنسيات بثلث المبلغ تقريبا،  ونحن نشكرها على جهودها المبذولة تجاه الطلبة في دعمها والاهتمام بهم.

* تكلفة السفر ذهابا وايابا وشراء الكتب الدراسية وغيرها من الأمور…. ألا تظن أنها عبء عليكم؟

بالطبع وبكل تأكيد هذه الأمور تشكل علينا عبئا ماديا ما تجعلنا في ضيق بالمصاريف، وليس فقط الكتب وتذاكر بل هناك مصاريف أخرى، فنحن قاطنون في بلد آخر وبغربة فتحتاج الى كل شيء.

وكذلك الاجازة الصيفية ما بين الكورس الدراسي تشتري تذاكر السفر حتى لاتكون التكلفة عالية وهناك من الطلبة لا يسافرون بل فضلوا البقاء في مصر خشية الوقوع في الضيق والضنك المادي، ففضلوا توفير قيمة تكلفة التذكرة حتى تعينهم وتساعدهم في الاستمرار بالمعيشة في الغربة.

* يعني هناك مشاكل  مادية واجهتك فكيف تغلبت عليها؟

طبعا الأسرة وعلى رأسهم الوالد هو كان المعين لي في توفير كل ما أحتاجه، ولم يقصر معي، ولله الحمد كانت الأمور تسير بالنسبة لي على ما يرام.

* لماذا اخترتم مصر بالذات؟

دول الاسكندنافية مثل اوكرانيا والسويد وروسيا  ليس فيها قبول وشهاداتها غير معترف فلا أستطيع أن أذهب اليها، ودول اوروبا تكلفة الدراسة فيها غالية جدا، فضلا عن صعوبة استخراج الفيزا، فما كان لنا خيار غير مصر لهذا ترى أن أغلب طلبة “البدون” يدرسون في مصر.

* هل تكلفة الدراسة في مصر باهظة الثمن أو مناسبة لك؟

تكلفة الدراسة هناك كل سنة بارتفاع، والزيادة كل سنة ألف او الفين دولار.

* هل وجدتم الظروف الملائمة هناك بالدراسة؟

الحمد لله كان هناك الكثير من طلبة الكويتيين والبدون المتواجدين في مصر فهذا الأمر يشجعنا على الدراسة في مصر أفضل من الدول الاجنبية، واضافة الى ذلك أن من الأسباب كان عمري 18 سنة فلا أعرف أي شيء هناك ولكن بمصر هناك من يعرفك بالدولة التي تدرس فيها.

* بعد التخرج من الجامعة مؤكد انك تبحث عن وظيفة تلائم تخصصك الدراسي، فهل تعتقد ان الظروف مهيأة لك بالحصول على ذلك؟

نأمل ان يقبلونا ويوفروا لنا وظيفة تلائم تخصصنا، وبالبداية غير الوظيفة سنة الامتياز والسنة التدريبية، فهناك من طلبة الاسنان والصيدلة تخرجوا ولكن الى الآن لم يقبلوا بهم فكان عددهم أكثر من 20 دكتورا، مصيرهم المكوث والجلوس في المنزل دون الحصول على أي وظيفة تناسبهم وتؤمن مستقبلهم الاجتماعي والأسري، والسبب أنهم من طلبة البدون وكذلك أطباء الأسنان في الكويت لديهم اكتفاء، ومن الممكن ان يدخل دورة تدريبية ويستلم عليها 200 دينار ولا تقدر له سنة امتياز.

* ألا تخشى ان يكون مصيرك مصير هؤلاء الدكاترة الذين لم يحصلوا على أي وظيفة؟

بكل صراحة أتمنى من الجهات المعنية ان ينظروا في موضوع التوظيف، وان يوفروا لنا وظيفة تلائم تخصصنا حتى لا يذهب جهدنا ودراستنا هباء منثورا.

وكذلك أفضل مع احترامنا لأخواننا المقيمين من الدكاترة الذين يأتوا بهم من الدول الأخرى ولكن يظل ابن الوطن أولى، خصوصا أننا تربينا وولدنا في الكويت وعشنا فيها، وخيرها علينا فمن هذا المنطق أحببنا ان نخدم الوطن ونقدم له الجميل.

أتمنى ان نحصل على وظيفة مناسبة تؤمن مستقبلنا وفي هذه الوظيفة نخدم بلدنا فنحن سافرنا من أجل الدراسة برسالة معينة في الحصول على شهادة علمية راقية ووصلتها فالمفترض ان يكون بالمقابل تقديرنا.

* هل المؤسسات المجتمع المدني استقبلتكم بالمطار او هنئتكم او كرمتكم؟

لا نرى أي اتصال ولا أي اهتمام، ما عدا مجموعة 29 هي التي استقبلتنا في المطار وكان لهم تواجد في المطار، فهي الجهة الوحيدة التي استقبلتنا، ونعتب على هذه المؤسسات المجتمع المدني فأقل شيء من المفترض ان يقوموا بتهنئتنا لاعطائنا نوعا من التشجيع وكذلك اعطاؤنا شعور الاهتمام، لكن الحمد لله نحن متشجعين من غير أي أحد لحبنا على المحافظة على مستقبلنا والتطلع الى الحصول لما كنا متأملين له.

ولا ننسى نشكر مجموعة 29 واعتبرها الصوت الوحيد للبدون ورأينا جهودها الحثيثة والمستمرة في دعم قضية البدون لكونها قضية انسانية، وهي دائما تجدها مع صف اخواننا البدون وتطالب بمنح حقوقهم الانسانية والمدنية وغيرها، ولم نر أي اهتمام مقابل اهتمام مجموعة 29 حتى بعض النشطاء الذين يطالبون بمنح البدون حقوقهم من تجنيسهم والحقوق المدنية ولكن سرعان ما يختفي هؤلاء من الناشطين في المطالبة وكأن ظهوره فقط اعلامي وليس دعم للقضية.

وابعث شكري لهم وعلى رأسهم الدكتورة ابتهال الخطيب والدكتورة رنا العبدالرزاق والدكتورة شيخة المحارب.

* اتحاد الطلبة هل لهم جهود مبذولة باتجاهكم؟

اتحاد الطلبة في آخر سنتين لمسنا منه التحرك باتجاهنا ولكن في أول السنة لم نر منهم أي شيء رغم أننا نصوت وكان هناك تكسب انتخابي وكنا نصوت للقوائم، ولكن آخر سنتين استخرجوا لنا التأمين الصحي وهذه الشيء الوحيد الذي قاموا به.

* هل ترى ان هناك صعوبة في تكملة مشوارك التعليمي في التخصص؟

طبعا وبكل تأكيد، والصعوبة تكمن في تكملة المشوار أكثر من صعوبة التي واجهناها في البداية، واذا أردت ان اكمل “ماستر” تكون التكاليف ضعف التكاليف التي درستها، فلا أستطيع ان أحمل والدي تكاليف الدراسة مرة أخرى، فوالدي يعيل أسرتي وأخواني بالاضافة الى تكاليف البيت وما يحتاجه من مستلزمات وغيرها، وحتى اذا حصلت على وظيفة فالراتب الذي استمله لا يكفي على تكملة الدراسة في الخارج، فالدكتور الكويتي يدرس على حساب الحكومة.

نحن تعبنا وفيه الكفاية واجتهدنا وثابرنا ونجحنا في دراستنا ورفعنا رأس الكويت في الخارج أكثر من مرة، الطلبة البدون في الخارج هم المتفوقين، واكثر الطلبة المتفوقين في الكويت هم البدون.

* ماذا تقول عن الآلية التي تقدم بها الجهاز المركزي بتصنيف البدون الى اربع شرائح وكل شريحة بلون معين؟

أرى وبكل صراحة تأخير نوعا ما في حل قضية البدون من غير أي داع، اعتقد ان قضية البدون لابد ان تنتهي، وأي شخص مطلع او غير مطلع على قضية البدون يستطيع ان يعطي الحلول المناسبة لانها قضية واضحة، واللجنة المركزية عارفين في ملفات البدون ولديهم جميع الدلائل والاوراق وكل شيء موجود عندهم، ولا أرى ان التقسيمة تفيد البدون بل بالعكس أتوقع انها تزيد المشكلة والصعوبة، وعندما تقسم البدون الى فئات من المحتمل ان تقع في ظلم الآخرين، ومن يظلم من عليه قيد أمني والقيد الأمني منها مصطنع فلا أتوقع ان في الكويت شيء اسمه قيد أمني.

كلمة أخيرة…

اشكر الوالدين وهما أصحاب الفضل الكبير علي بعد الله سبحانه وتعالى، فهما ساعدوني وساندوني رغم التعب وألم الفراق والغربة، فكانا هم العامل الوحيد بعد الله عز وجل.

أتمنى ان يكون هناك مساواة في مجال التوظيف من حيث الأجر والكادر ونهاية الخدمة وبالتعيين وبالأولوية وبالكفاءة، فغير المعقول ان يكون البدون آخر شيء في التعيين او اذا حصل نقص في جهة معينة.

وأحب أشكر مجموعة 29 خصوصا المتواجدين في المطار دكتورة رنا العبدالرزاق ودكتورة شيخة المحارب والدكتور فلاح الثويني، وأتمنى من والدنا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد  بان ينظر لنا نظرة عطوفة ورحيمة نظرة الاب للابن بالتوظيف.