آراؤهم

متي يتفتح الربيع الإيراني؟

إرهاصات ربيع العرب دقت بعنف أبواب الجيران فى إيران، ولكن السؤال: متي يزهر الربيع فى طهران؟
وإذا كانت شعوب أمثال مصر، ومن قبلها تونس، ومن بعدها اليمن وليبيا وسورية، قد نجحت جزئيا أو كليا، سلميا أو دمويا، فى الإطاحة بطغاتها الديكتاتوريين، فإن الشعب الإيراني العظيم، لازال يتلمس طريق الثورة على نظامه القمعي الرهيب.
لقد شهد شهر “بهمن” – فبراير من عام 2011، إرهاصات انتفاضة شعبية، تمثلت فى وقوع مواجهات شجاعة خاضها معارضون للحكم، فى أكثر من ميدان بالعاصمة، وانطلقت شعارات “الموت للخوميني – الموت لنجاد – الموت للديكتاتور”، وعلى إثرها تم إحراق لافتات ضخمة للخوميني، في تحدٍ هو الأول والأوسع نطاق للإرهاب الذي مارسه الملالي ضد سكان عديد من المدن الإيرانية، على مدي أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما.
بالمقابل، كان الرد “الرسمي” وقحا وجامحا فى آن، مستخدما أقصي درجات العنف ضد معارضين مسالمين وغير مسلحين.
فيم استمرت حرب النظام القذرة ضد رموز المعارضة فى إيران وفي خارجها، وعلى رأسهم رموز جبهة مجاهدي خلق، وما معاناة سكان مخيمي أشرف وليبرتي، ببعيد عن كل راصد محايد لانتهاكات وقمع نظام الملالي بمعاونة أذياله فى نظيره العراقي الذي استولي على الحكم، عبر أبراج الدبابات الأميريكية.
إنه وعلى الرغم من أن الشارع الإيراني يكاد يغلي، رفضا للجرائم والإعدامات الجائرة، التى ارتكبت طويلا وتصاعدت أخيرا ضد أبناء الشعب، لا فرق في ذلك بين رقاب الرجال أو النساء، إلا أن القبضة الحديدية للنظام لازالت قابضة على السلطة، بمساندة من دول عدة، على رأسها روسيا وكوريا الشمالية والعراق، وهو ما أخر – قليلا – انبعاث الربيع الإيراني، في وجه الخريف الذي يعيشه النظام، بعد أن فقدت الثورة الخومينية الكثير من زخمها وقوة دفعها، وتبين للقاصِي والداني أهدافها التوسعية، وأجندتها الطائفية الخبيثة.
الحقيقة الواضحة كالشمس، التى لا ينبغي أن تغيب عن إدراك كل مواطن إيراني في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، أن الثورة الإيرانية التي يسعي الشعب إلى إشعالها، يجب أن يتم حماية الأرض التى ستنبعث منها، فى مواجهة المخططات الدولية الرامية لاستغلال الغضب الشعبي، بغية تحويل مجري أي ثورة فى المنطقة، لكي تصب فى مجري نهر المصالح الأمريكية بالأساس.
إنها المعضلة السياسية والمعادلة الأصعب، التى تواجه أي شعب بات يبحث عن تحرره من ربقة نظام فاشي، كـ: جميع الأنظمة فى المنطقة بأكملها دونما اسثناء.
الهدف دائما إذن: أن تقوم الثورة، لمصلحة الشعب والأرض والأمة، وليس لمصلحة أعداء كل هؤلاء.
إيران قد تصنع المعادلة الصعبة وتحقق المستحيل… هكذا عودنا هذا الشعب الصديق، ذي التاريخ التليد والحضارة الإسلامية الفائقة.
*محلل سياسي مصري
raeseltahreer@gmail.com