رياضة

نهائي مثالي لـ(خليجي 21) .. بين الإمارات والعراق

تسدل دورة كأس الخليج لكرة القدم غداً الجمعة الستار على نسختها 21 التي تستضيفها البحرين بلقاء المباراة النهائية بين منتخبي الإمارات والعراق اللذين لفتا الأنظار منذ البداية وتصدّرا دائرة الترشيحات للقب.
ولم يكن المسار الذي خاضه كلّ من المنتخبين للوصول إلى المباراة النهائية سهلاً على الإطلاق بوجود مجموعتين قويتين كان يصعب التكهّن بهوية المتأهّلين منهما إلى الدور نصف النهائي.
لكن “الأبيض” الإماراتي ومنتخب “أسود الرافدين” العراقي كانا محط الأنظار في هذا الدورة منذ الجولة الأولى، فقدما إلى الكرة الخليجية أسماء جديدة تعِد بمستقبل باهر، وأداءٍ فنيٍّ جيدٍ منحهما علامات التفوّق على الآخرين بوضوح.
نهائي المدرّبين المحلّيين
كلّ هذا بقيادة مدرّبين وطنيين، الإماراتي مهدي علي صاحب الإنجازات الكبيرة مع نفس الجيل من اللاعبين في منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، والعراقي حكيم شاكر القادم من إنجاز المركز الثاني آسيوياً مع منتخب شباب، ما دفع بالاتّحاد العراقي إلى إسناد المهمّة إليه بعد الاستقالة المفاجئة للبرازيلي زيكو.
“الأبيض” الساحر
 
قدّم منتخب الإمارات أفضل العروض الفنية في “خليجي 21” حتى الآن، بفضل انسجام لاعبيه ومهاراتهم وخصوصاً عمر عبدالرحمن.
ويحظى المدرّب مهدي علي أيضاً بلاعبين قادرين على تحويل مجرى المباراة في أي لحظة كالمهاجمين علي مبخوت (سجّل هدفين) وأحمد خليل (يتصدّر ترتيب الهدّافين بثلاثة أهداف)، فضلاً عن عناصر متمكّنة في جميع المراكز كحمدان الكمالي واسماعيل الحمادي وعبدالعزيز هيكل ومهند العنزي وحبيب الفردان وخميس اسماعيل وغيرهم.
مسيرة الإمارات
بدأ منتخب الامارات البطولة تحت ضغط إنجازاته السابقة التي حقّقها مع مهدي علي ومع معظم عناصره مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، فكان عند حسن الظن وتغلّب على قطر في الجولة الأولى 3-1.
أكّد الإماراتيون علو كعبهم في المباراة الثانية ضدّ منتخب البحرين، فاعتمدوا تكتيكاً حذراً أمام أصحاب الأرض الذين يجيدون بدورهم السيطرة على الكرة وبناء الهجمات، لكنهم عرفوا طريقهم إلى الفوز 2-1 وحجزوا أولى بطاقات التأهّل إلى نصف النهائي.
أراح مهدي علي العديد من اللاعبين الأساسيين ومنح الفرصة لآخرين لخوض المباراة الثالثة أمام عمان، فكانوا على قدر المسؤولية أيضاً ليخرج المنتخب بالعلامة الكاملة بعد هدفين لأحمد خليل.
ارتفعت وتيرة الضغط الإعلامي والجماهيري في دور الأربعة بمواجهة من العيار الثقيل بين الإمارات والكويت، مع وجود نحو 7 آلاف إماراتي حضروا إلى المنامة عبر الطائرات التي وضعت تحت تصرّف الجماهير، وأيضاً عبر البر.
أدى المنتخب الإماراتي جيداً أمام “الأزرق” الكويتي صاحب الألقاب العشرة في البطولة، وكان المبادر إلى الهجوم وأحكم سيطرته شبه التامة على المجريات مهدراً العديد من الفرص، إلى أن خطف أحمد خليل هدفاً قاتلاً إثر تمريرة عرضية في الدقيقة قبل الأخيرة مانحاً فريقه بطاقة التأهّل إلى المباراة النهائية.

مهدي: “اللاعبون ينفّذون التعليمات”
 
يقول مهدي علي: “إن لاعبي الإمارات ينفّذون التعليمات المطلوبة منهم جيداً، وهذا ما حصل أمام الكويت”، وأعد “بحمل كأس البطولة إلى الإمارات”.
وأشاد المدرّب بقدرات أحمد خليل قائلاً: “أنا سعيد جدّاً لأجله، إنه لاعب رائع وله مستقبل كبير وآمل أن يحصل على فرصته بشكل أفضل في المستقبل”.
طموح “أسود الرافدين”
 
حصد منتخب العراق العلامة كاملة أيضاً في الدور الأوّل في مجموعة ضمّت منتخبين كبيرين هما الكويتي والسعودي، فضلاً عن المنتخب اليمني حديث العهد في دورات الخليج والمتواضع الطموح حتى الآن.
كانت البداية مع “الأخضر” بقيادة المدرّب الهولندي فرانك ريكارد الذي أُقيل من منصبه أمس الأربعاء، فعرف حكيم شاكر كيف يظهر مستوى لاعبيه الذين كانوا الأفضل في الانتشار والسيطرة على المجريات وخرجوا بهدفين نظيفين.
أعادت المباراة الثانية مع الكويت ذكريات قديمة بين المنتخبين، لكن العراقيين أكّدوا تفوّقهم بهدف وحيد ضمنوا به التأهّل إلى دور الأربعة، وفي المباراة الثالثة مع اليمن أضافوا الفوز الثالث بهدفين دون ردّ، ليؤكّدوا الترشيحات التي أهّلتهم مع الإماراتيين إلى المباراة النهائية.
وخلافاً للدور الأوّل، لم يقدّم منتخب “أسود الرافدين” المستوى المطلوب، على الأقل من الناحية الهجومية، أمام منتخب البحرين صاحب الأرض والجمهور في نصف النهائي، فبعد أن تقدّم عبر يونس محمود، تحمّل ضغطاً كبيراً وهجمات بالجملة لتهتز شباك الحارس نور صبري للمرّة الأولى في البطولة.
كشف الشوط الثاني هبوط مستوى اللياقة البدنية عند العراقيين، والتي قد تلعب دوراً غداً أمام الإمارات وذلك بعد أن خاضوا شوطين إضافيين، ثم ركلات ترجيح حملتهم إلى النهائي بعد تألّق نور صبري في صدّ ركلتين وتصدّيه لتنفيذ الركلة الخامسة، حيث نجح بوضع الكرة في شباك حارس البحرين سيد محمد جعفر.
وكما هي حال المنتخب الإماراتي، فإن العراقيين يمتلكون جيلاً واعداً من اللاعبين أمثال أحمد إبراهيم وعلي عدنان كاظم وأحمد ياسين وهمام طارق وحمادي أحمد، هذا فضلاً عن الحارس نور صبري والمهاجم يونس محمود وسلام شاكر وعلاء عبد الزهرة وعلي حسين رحيمة وغيرهم.

شاكر: “لم نأتِ للقب”
 
ويقول حكيم شاكر: “جئنا في بادئ الأمر إلى المنامة لغرض رفع مستويات أعداد المنتخب وتحضيره بشكل أفضل من خلال هذه البطولة إلى باقي مشوار تصفيات مونديال البرازيل 2014”.. وأضاف: “لكن الآن تغيّرت الحال، لقد حقّقنا أهدافاً أوّلية وبدأت التطلّعات تنصبّ باتجاه اللقب”.
وتابع شاكر: “إذا كان هناك حلم لتحقيق اللقب الرابع والعودة بالكأس إلى العاصمة بغداد، فإن هذه التطلّعات تستند على الدافع المعنوي والنفسي والتاريخي الذي نشعر به عندما نتذكّر المدرّب الراحل عمو بابا”.
وأضاف: “العراق حقّق ثلاثة ألقاب ونستمدّ إصرارنا ومعنوياتنا من الراحل عمو بابا لإحراز اللقب الرابع، فهو الدافع المعنوي لنا وهذا الجيل تحدّر من مدرسته الكروية”.
وأوضح: “المهم أننا تأهّلنا إلى النهائي بعد مباراة صعبة على أكثر من صعيد وسط أجواء عانينا فيها من ضغط الجمهور وصاحب الأرض”.
لقاءات سابقة
لم يلتقِ المنتخبان سوى في سبع مباريات في دورات الخليج، ففاز العراق مرّتين وتعادلا خمس مرّات.