كتاب سبر

ماكلين شاربين ..مشتومين!

بدل الخدمة هو جزء من فاتورة الحساب فى المطاعم ويقدم نظير خدمات يقوم بها “الجرسون ”  كابتسامة يعلنها من الشق الى الشق فى وجه الزبون حتى يجعله يتشقق من الوناسة او صب الماء فى كأسه مع وقفة استعداد “وندسورية”ملكية او حتى نظير تداول كلمة “سير ” فى بورصة عبارات التفخيم التى تحسس الزبون وكأنه ولا لويس الرابع عشر فى زمانه “الفارساوى ” .
يقال ان هذه الخدمة قد الغيت لأنه لا توجد ضرائب فى الكويت وأقول يقال لان الواقع لدينا كله رسوم فى رسوم وما فيش “ضريبة ” وكذلك لان قانوننا “لك عليه ” حتى يثبت “تطبيقه ” فكم من قانون سمعنا عنه وما شفناه تماما كقانون الوحدة الوطنيه المأسوف على شفافيته !!
شرائح كثيرة من مجتمعنا ما زالت تدفع فواتير خدمة وحدتها الوطنية كاملة فى مقابل العبوس فى وجهها فى كل شاردة تصريح او واردة بيان اوصب زيت الالفاظ على نار كراماتها اومقابل ردح موالد “الطراثيث ” و”المزدوجين ” واللفو” و”الهيلق ” وغيرها من التى تجعل المرء يشك بعد سماعها  بان المقصودين بها قد حصلوا على الجنسية على بند يأجوج مأجوج !! .
نحتاج فعلاً الى ان “نبل” اوراق تاريخنا الماضى ونشرب مائه او “سوره ” لنتخلص من عين الحسود التى حولت وحدتنا  الى مرض “توحد ” يعيش فيه بعض قومنا ظلام عالمهم الخاص فيطبقون قانون “الخصخصة ” الوطنية على الدستور فيؤمنون ببعض مواده  ويكفرون ببعض  !!
كلمة “طرثوث ” قد يظن من يسمعها من القاطنين خارج نطاق “تغطيتنا  وصوتوا ” بان ارض الكويت قد عادت جنات وانهارا فصار الكويتى يطلب من ولده بان يقطف بسرعة الثمار من على غصون اشجار البرتقال والليمون والفراولة المزهرة امام بيتهم قبل ان تلتهمها الزرافة المربوطة امام بيت جارهم او تدهسها قطعان الغزلان القادمة نحو مراعيها فى سافانا خيطان بعد ارتوائها من نهر كبد  !! 
نحن بيئة صحراوية كما درسنا فى المدارس وكما ربتنا شمس هاجرتنا وليس فوق تربتنا من “الحمضيات ” احد !! وكل ما لدينا من نبت وزرع هو طراثيث وسدر وعرفج ورمث وبعض الورد مثل النوير الذى يسير علينا فى الربيع ثم يرحل قبل ان يشرب شاى صيفه !! الطرثوث هو اصل وفصل صحراوى ومن رحم بيئتنا مباشرة  فلم يا ترى حوله مواليد جنيف الى “مسبة ” !! .
وكذلك صفة ” الهيلق ” يقصد بها اناس قدموا قديما من بر فارس تحت وطأة الجوع ,والجوع كما يقال كافر ولكن قد هداه الله على يد افعال الاجداد الاكارم جزاهم الله كل خير ولكن من اتى بعدهم حولوه الى “شتيمة ” فافسدوا صدقات التاريخ بالمن والأذى !! .فليت عرق الكرام كان دساسا وليت عرق المكارم ما زال يسيل هادرا من على جباه الاخلاق بدلا من حربه العرقية العبثيه على جبهات الشتائم !!
عموما دعاوى العنصريين مضحكة جداً وتقطع بطن مشاعر الناموس الدولى  من الضحك لأنه وفقاً لقوانين عالمنا المعاصر سيكون من “الدناءة ” ان يصنف المواطنين بحسب ” الدى ان ايه ” فالدولة ليست قبيلة بل قبلة يستطيع كل من انتسب اليها ان يصلى فى محراب وطنيتها ورحم الله “مواطنا ” عرف قدر وطنه ودفع فاتورة خدمتة حلماً وعقلاً وشيمة وقيمة  حتى ولو من عليه العنصريون بأنه فيه مجرد ماكل وشارب و….مشتوم !! .