كتاب سبر

” آنا هازاري “

هو ناشط هندي استقطب اهتمام وسائل الاعلام  ووكالات الأنباء ليس في بلاده فقط ولكن في العالم  أجمع وركزت على قضيته وسلطت الضوء عليها , لقد سئم – آنا هازاري –  حالة الفساد في بلاده فقرر اللجؤء إلى ساحة عامه في العاصمة نيودلهي ووضع صورة  الاسطورة المهاتما غاندي والمتيم بشخصيته خلفه وقرر الإضراب عن الطعام احتجاجا على صور الفساد في بلاده ,وعدم جدية الحكومة في محاربته وتطبيق القانون في هذا الجانب  , فما كان إلا أن تجمع الأنصار والمؤيدون حوله ليشدوا من أزره ,  
واستمر في حملته 13 يوما دون طعام بعد حصوله على وعود برلمانية بمتابعة قضية الفساد في البلاد وبعد النجاح الذي تحقق له  , خطب في الجموع الغفيرة التي ملأت الميدان وقال ” إن حركتنا أثبتت أنه يمكننا ان نبني بلدا خاليا من الفساد ” . 
مايمكن قوله هنا ان الإيمان بالقضية إذا لم يصاحبه عمل وتحرك كما عمل السيد هازاري  فإنه لا قيمة له  ولا طائل منه , لذلك عندما يجلس أحدهم محتسيا كوب الشاي  أو فنجان القهوة في بيته أو في الديوانيه  ويقول بأن الحراك السياسي في الكويت فشل  أومات وهو مؤمن ومؤيد له فمن الطبيعي أن يكون رأيه صحيحا لأن مثل هذا الشخص اتكالي وسلبي وهو وغيره معتمد على الاخرين ممن يؤيدون فكره وإيصال صوته ورسالته  على نجاحه ويريد من الاخرين أن يضحي وهو ينتظر ماتسفر عنه الأمور,  
وقد يكون من النوع الانتهازي ومن أجل  ترتيب أوراقه ولمعرفة في أي موقع يريد أن يجلس . رغم كل السلبيات  وحالة التخبط  وبعض القرارات الغير مدروسه في الحراك السياسي فإنني مؤمن بأن هناك الكثيرين سيمضون في طريقهم ولا يعنيهم كم سيستغرق ذلك من جهد أو وقت  أو من بقي في الصفوف أو تخلف فهم لديهم الإيمان  والوعي بقضيتهم ويقرنون القول بالعمل والفكرة بالتنفيذ من أجل أن يرى النور مشروعهم وأحلامهم بالإصلاحات السياسيه من خلال حراك سلمي  , و لا شيء غير السلمي , فالسلحفاة رغم بطء حالة سيرها فإن ذلك لايعيق وصولها للنقطة التي تريد .
عبدالله الفويضل