تلفزيون الحكومة.. وأتباعها
بقلم: ذعار الرشيدي
بحسب علمي لأول مرة يغطي تلفزيون الكويت أخبار المسيرات بين المناطق، ففي نشرة أخبار بعد منتصف ليل الاثنين الماضي التي بثت على القناة الأولى قدمت فقرة عن أحداث مسيرة الصباحية التي حصلت مساء الاثنين، وحقيقة لا تهمني الطريقة التي عرض فيها الخبر ولا الصياغة التي كتب بموجبها، فقد ركز الخبر على الجمل التالية في النقل «شغب وتكسير» و«استخدام الألعاب النارية» و«إصابة رجل أمن» و«ترويع الآمنين» و«إغلاق الطرقات».
كما أظهرت لقطات الفيديو شخصا يحمل «نباطة»، وللأمانة كان ينقص الخبر وفق القاعدة الإعلامية أن يورد سبب خروج الشباب وهو ما لم يفعله كاتب الخبر أو بالأصح هو ما لم تسمح به وزارة الإعلام، لذا كنت أفضل ألا يبث الخبر أصلا، ما دام سيبث بشكل موجه غير منصف بل وغير حيادي خبريا، وأنا شخصيا وكما سبق وأن ذكرت ضد المسيرات بين المناطق، ولكنني على الجانب الآخر ضد أن يتحول تلفزيون الكويت، والذي هو تلفزيوننا «كلبونا» إلى تلفزيون فئة أو تلفزيون حكومة، وإذا كانت الحكومة تريد أن تحوله إلى تلفزيون خاص بها وبآرائها وتوجهاتها فعليها أن تقوم بتغيير اسمه من «تلفزيون الكويت» إلى «تلفزيون حكومة الكويت» أو أن تقوم الحكومة بالإيعاز لمن يلزم من «نوابها» بالتقدم بقانون إنشاء قناة حكومية خاصة على أن يكون اسمها مثلا «قناة الحكومة والنواب التابعين لها».
الحيادية في الطرح هي القاعدة التي يجب أن يسير عليها «تلفزيون الكويت»، فإما أن يكون حياديا أو لايتورط أصلا في النقل، وهذه الحيادية تأتي فرضا على الحكومة، فميزانية هذا التلفزيون وقنواته تأتي من مالنا العام، لذا منطقيا هو لنا جميعا وليس للحكومة وحتما ليس منبرا لعرض وجهة نظرها، ولا يجوز لها أبدا وتحت أي ظرف أن تحول أي دقيقة بث فيه إلى «خبر هجومي» ضد مسيرة سلمية حتى وإن كنا نرفضها.
وعودة إلى مشهد «صاحب النباطة» الذي بث مع تقرير مسيرة الصباحية، أحب أن أذكر فقط أن هناك مشهدا أكثر من 12 عسكريا يضربون مواطنا بطريقة وحشية تم القبض عليه في مسيرة سلمية، والسؤال أيهما أبلغ خبريا «نباطة واحدة» أم «12 مطاعة».
ومرة أخرى لا هذا الفعل ولا ذاك يرضينا، لا المسيرات بين المناطق ولا التعامل بقسوة مع تلك المسيرات، فالحل الأمني أبدا لم ولن يكون حلا منطقيا للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، الأزمة السياسية حلها.. سياسي فقط.

أضف تعليق