بورتريه

الأمير مقرن … من ساحة “العسكرية” إلى مركز القرار

كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعيين شقيقه الأمير “مقرن” نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء مفاجئاً للشارع الخليجي (وليس السعودي وحسب).. سواء في توقيته أو في الشخصية التي وقع عليها الاختيار، فقد جاء (القرار ) متجاوزاً أسماءً لها الأسبقية في التسلسل العمري ضمن العائلة المالكة.

والمنصب الذي أسند للأمير مقرن هو الأهم بعد ولاية العهد ، ويأتي بعد عدد من المناصب المهمة والحساسة التي شغلها من قبل.. فقد سبق له أن ترأس الاستخبارات العامة السعودية، ولم يكن حضوره في ساحة القرار مقتصراً على الجانب الأمني، بل انه شغل عدداً من المناصب الإدارية حين تولى على سبيل المثال إمارة حائل ، وإمارة المدينة المنورة، قبل ترؤوسه الاستخابارات العامة ثم تعيينه مستشاراً ومبعوثاً خاصاً للعاهل السعودي.
ولد الأمير مقرن الذي في مدينة الرياض 1364، التحق مبكرا بالحياة العسكرية، ففي الثامنة عشرة من عمره دخل القوات الجوية، بعد أن تلقى تعليمه في معهد العاصمة النموذجي، ليكمل دراسته بالمملكة المتحدة وعاد منها برتـبة مـلازم طيار.
وبعد أن أمضى 16 عاماً في الخدمة العسكرية، صدر أمر ملكي بتعيينه في 1400، أميراً لمنطقة حائل، واستمر في منصبه ذاك عشرين عاما، قبل أن يعين أميرا لمنطقة المدينة المنورة لمدة 6 أعوام، ثم عين لاحقا رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة، وأخيرا تم تعيينه مستشارا ومبعوثا خاصا للملك عبدالله. قبل أن يصدر الأمر الملكي الاخير، بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء.
“العسكرية” ألصق الصفات  بالأمير مقرن، ففي الثامنة عشرة من عمره التحق الأمير مقرن بالقوات الجوية الملكية السعودية، بعد أن تلقى تعليمه في معهد العاصمة النموذجي ليطير من هناك إلى المملكة المتحدة مكملاً دراسته في علوم الطيران ليعود من هناك برتبة ملازم طيار.
وفي العام 1977 عين الأمير مقرن مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيساً لقسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية، بعد مسيرة متقدمة من التدريب المستمر، والتحصيل العلمي المتواصل التحق خلالها بدورات متقدمة في التدريب على الطائرات المقاتلة في قاعدة الظهران الجوية، إضافة إلى عمله في السرب الثاني للطيران، ليعود منها إلى بريطانيا مرة أخرى منتظماً في دورة المدربين، وطار منها إلى الولايات المتحدة ملتحقاً بدورة أركان حرب، توجها بحصوله على درجة الدبلوم، وهي درجة موازية لدرجة الماجستير.
تحول الأمير مقرن بعد ذلك إلى العمل الإداري وكان ذلك في الثاني من جمادى الأولى في العام 1400 الموافق للعام 1980، إثر تعيينه أميراً لمنطقة حائل، ومن حائل إلى المدينة المنورة، وتماماً بعد 20 عاماً قضاها أميراً لحائل، انتقل الأمير مقرن إلى المدينة المنورة متولياً إمارتها، في السادس عشر من شهر شعبان عام 1420هـ ، واستمر فيها 6 أعوام، ليودعها منتقلاً إلى جهاز الاستخبارات العامة، بعد اختيار خادم الحرمين الشريفين له ليخلف شقيقه الأمير نواف بن عبد العزيز، في إدارة أحد أهم الأجهزة الأمنية في المملكة.