آراؤهم

البدون” ما بين العطف والهياط !

تعددت المسميات و تبقى المعاناة واحدة .. 
اختلفت وجهات النظر .. منهم من كان لموقفه الضد ومنهم من استغل الموضوع ليفرغ فيه فلسفاته ونظرياته وقلة قليلة اخرى تعاطفت فكان لموقفهم الإيجاب .. 
لكن حتما كلهم بل كلنا قصّرنا بحقهم .. صار من يتبنى ملفهم يتبناه لمكاسب شخصية واخرى انتخابية .. لم نجد من هو جدّي في أمرهم وقضيتهم التي تعد قضية انسانية بالدرجة الأولى ..
ولن نجد من يحتضن هذه الفئة بروح الأخوة والمحبة .. ذلك لأن “بعضاً” من المواطنين الكويتيين اليوم أصبحوا يفرّقون بينهم وبين أقربائهم او اصدقائهم كل حسب مادته في الجنسية ! بل وأدهى من ذلك صار الأغلبية منهم يرى نفسه الأحق بالكويت ومن تختلف مادته عن الأولى الأوْلّى به ان “يضف وجهه” لأنها ديرة أصحاب المادة الاولى فقط كما يعتقدون !! 
بل امتدت هذه النعرة لتشمل من هو ابن المادة الأولى لكن أمه غير كويتية – فصار يلقب بولد السورية او ولد المصرية و هلم جرا !! 
وكأنما عقلية الكويتيين اقتصرت فقط على مواد الجنسية والتركيز عليها بشكل يشكك بوطنيتنا كمواطنين من نفس الجنسية والعقيدة  وإلخ .
فكيف  بأولئك  أن يتبنوا قضية قد تعارض “بريستيج” عقلياتهم ليُجنس فيها عديم الجنسية والذي يشككون – أصلا – بولائه في حين ان اغلب هذه الفئة خلقت وتربت وعاشت على ارض الكويت لكنه دفع ثمن تقاعس جد جده في طلب الجنسية او خطأ قام به احد آبائه هو لا ذنب له فيه سوى انه وُلد على ارض كويتنا الطيبة و ترعرع فيها ونمى قلبه على حب هذا الوطن لا غيره.. 
شيء واحد يجعلك تشعر بمعاناتهم هو ان تضع نفسك مكانهم .. 
تخيل .. تأمل .. و قرر ! 
القضية ليست مجرد ملف عالق وحقوق واجبه بل هي اكبر من ذلك .. 
كوْني انا وانت من عائلة كويتية معروفة لا يعني اننا وحدنا أحق بالكويت .. ولا يعني تكبرك على من هم سواك ! 
لم اختر عائلتي بل خلقت لأم وأب ربي شاء أن أحمل اسماءهم وجيناتهم .. 
تخيل لو شاءت الأقدار ان تُخلق عديمًا للجنسية فيُعاملونك وينظرون لك كما تنظر انت الآن لهذه الفئة واكثر من ذلك هم يشككون بولائك لأرض لم ترَ غيرها بل ان اكثرهم لم يسافروا عنها !! 
يرحم والديكم قبل ان تحكموا على الأشخاص فتُصنفوا متطلباتهم على حسب اهوائكم لتحكموا على هذا بعدم الولاء وغيره بعدم احقيته كونه متجنس وغيرها من الأمور التي امتدت لتتدخل في شئون الناس الخاصة ..
((( ضع نفسك مكانه ))) ! 
الغريب في الأمر انه لا دولة سوى الكويت تصنف ولاءآت مواطنيها كلٌ بحسب مادته في الجنسية .. بل امتد الأمر إلى أبعد من هذا .. 
بعضهم “يهايط” بمادته الأولى وكأن الفضل يرجع له وحده بإكتشاف الكويت ! فهو بالتالي الأصيل و دونه دخيل لا أصل له ! 
وكأنما أرض الكويت أثمرت شتلات كويتية بالصدفة .. 
هم كذلك ولّدتهم الأرض وأرضعهتم بدون أي عوامل مناخية اخرى ! 
يجهلون أن ما من دولة في الكرة الأرضية إلا وتكونت من مجاميع مهاجرة من الناس .. 
والكويت كمثال تحتوي على مهاجرين من السعودية – العراق وإيران ! 
فعلى أي اساس يزعم هؤلاء أن مهاجرين السعودية ( النيادة ) هم فقط كويتيين ! أما مهاجرين العراق وايران هم  “فالصو” ؟؟ 
وكيف نرجئ من هؤلاء أن يرتقوا بتفكيرهم ليُجنسوا البدون في نظرهم ! ؟؟ او أقلةً ان يقبلوا بفكرة احتوائهم ؟؟ 
وكيف نأمل بتنمية وتطور وازدهار وعقولنا يشوبها النقصان و النرجسية وشوفة الحال ؟؟ 
قيل أن الثغرة الاساسية في الكويت ترجع للحكومة والبعض يلوم المجلس ! أما أنا فإضافةً إلى هؤلاء ألوم عقليات الناس في الكويت ! 
ارتقي يا اخي وحب لأخيك ما تحب لنفسك .. و دع عنك الهياط .. 
كلنا من تراب للتراب لا عايلة ولا جنسية تنفعنا فلا تحرم من لا حول لهم ولا قوة من الاستمتاع في حياته .. فالحياة ديّن وستحرم أنت من رحمة ربك يوم لا رحمة لك تنصرك سواه ! 
تهاني الرفاعي 
www.QanoonKw.com