كتاب سبر

فالنتين المضرى ولوبركس اليمانى !!

فى عرف التجارة هناك يوم فى السنة يطلق عليه “يوم الجرد ” وهو يوم يقوم به العاملون بعد البضائع من على الارفف  لمعرفة ما بيع منها وما لم يبع ومقارنتها تالياُ بالفواتير المسجلة لمعرفة الربح والخسارة .
وفى عرف الحضارة هناك ايضا ايام للجرد تتشابه مع طريقة التجارة فى طريقة العد وتختلف فى المعدود ففى جرد التجارة تعد البضائع وفى جرد المجتمعات تعد “المُضغ ” او القلوب كما وصفها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه .
عيد الحب او الفانتين هو يوم من ايام الجرد الحضارى المعتبرة فان شئت فاجرد فيها القلوب “المتفلتنه ” الحمراء وراقب تقلبها فى اسواق “الاستحمار” الثقافى  لتحسب تالياً نتائج الوهن فى هذه الامة وفقاً لمذهب مولانا ابن خلدون الذى يقول بان الامم المغلوبة تُقلد دوما الامم المنتصرة !!
قد استسيغ فكرة ان  يهزمنا الغرب تكنولوجيا فنرفع امامه الرايات البيضاء ولكن ان يهزمنا ثقافيا فنرفع راياتنا الحمراء امام خيام اعياده  فهذه والله الهزيمة الكبرى !! صعب جدا ان اشاهد مضر الحمراء تنكر مجدها التليد لتتذكر احمر الفلانتين فقط وصعب جدا ان ارى ربيعة الفرس تشد اقواسها  بسهام كيوبيد بدلا من نصال ذى قار ! ومحزن جداً ان ارى تحول الحكمة اليمانية الى حفظٍ لأحكام عيد الفالنتين من فروض بطاقات المعايدة وسُنن الدببة ومستحبات الورود الحمراء !!
انا لا اكره الحب فهو حاجة انسانية لا تخطئها عين بشرية  ولكنى اكره ان يكون هلال عيد حبى وفقا للرؤية الشرعية  لثقافة اخرى ,ثقافة غريبة مزجت فى العام 496 م شعائر عيد الخصب او عيد لوبركوس الة التضحية فى الميثولوجيا الرومانية باسم القديس  فالنتين  وقامت بهذا المزج وفقا لطريقة ثقافية اوروبية معتبرة تحرص فى كل تفاصيلها على ألا يموت الراعى ولا تفنى الغنم والراعى هنا هو ثقافة روما الوثنية اما الغنم فهم خراف اوروبا الضالة من الجرمان والسواب والساكسون والغال وغيرهم  ,وهذه الاقوام الوثنية كانت تقيم قبل تحولها الى المسيحية  شعائر عيد لوبركزس الوثنى وفق طقوس دموية جدا تقتضى بان يتم ذبح فتاة وتقديمها كأضحية للإله لوبركوس لكى يرضى بعدها عن المحتفلين الذين يهرعون بعد الرضا الى صناديق وضعت بداخلها اسماء فتيات ابكار يجرى عليهن سحب يربح فيه كل رجل فتاة ستكون عشيقته الى العام المقبل !! واختار  اباء الكنيسة فالنتين بالذات لأنه وفقا للأساطير كان يزوج الشباب ايام الامبراطور كلوديس الثانى الذى كان يحرم بدوره الزواج لأنه بنظره يوهن عزيمة جنود الامبراطورية وعلى العموم قتل كلوديس فلنتاين لما علم بامرة وعلى العموم ايضا انتحلت الكنيسة اسمه ليكون حجة وحاجة تجمع بالحلول المصطنعة وفق العرض والطلب  راس العيد الوثنى برمزية القديسين !! .
فيا احمد.. ويا مطلق.. ويا سارة.. ويا مزنة.. ويا كل اسم خط بالأبجدية العربية او اعربته قواعد نحو الدؤلى أو نُقطت حروفه بنقاط نصر بن عاصم  ما لكم انتم وفالنتين وكلوديس ولوبكروس والجرمان والرومان !!أوليس فى ثقافتكم ما يغنيكم عن الف فالنتين من قصص لعنترة وعبلة وقيس وليلى وكثير وعزة وجميل وبثنية !! اوليس دينكم يامركم بعدم التشبه بالمشركين فكيف بربكم تتشبهون بعيدٍ مسيحى يتبرج امامكم  تبرج الوثنية الاولى فتخطبون ود ثقافته وتجعلون من دم ثقافتكم المهروق له مهرا  !!
ثقافتنا هى اعيننا التى نرى من خلالها الحياة ونتلمس  باطراف اجفانها حرارة ابتهاج خطوط الوان تاريخنا لا تاريخ الغير واحتفالنا بأعياد الغرب او الشرق هو احتفال يشبه احتفال الطير المذبوح الذى يرقص امام سكين ذابحه قبل ان يسلم الروح وارانى هنا اسال عرباننا “المتفلتنين”  كما سألهم يوماً  الشاعر  امل دنقل: أترى حين أفقأ عينيك ..ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى ؟ ..هى أشياء لا تشترى …نعم يا دنقل هى اشياء لا تشترى وكل يوم جرد حضارى مؤلم  وانت بخير !!
@bin_7egri