آراؤهم

كويتي وأقلق

اعطيت لمخيلتي العنان للبحث عن افضل فكرة لحملة اعلامية وتسويقية على غرار كويتي وافتخر ، وكان هدفي هو الوصول لأكبر عدد ممكن من المشاركين في هذا المعرض التسويقي ، وما هي تلك الفكرة والمشروع الذي تشترك اهتمامات ابناء وطني به ؟ فأول ما قفز لتلك المخيلة هو القلق ، فإن كنت كويتيا يجب أن أقلق وأنا اشتري احتياجاتي من المواد الغذائية وأتضرع إلى الله ألا تكون فاسدة .
وإن كنت كويتيا يجب أن أقلق من اضطراري لمراجعة الجهات الحكومية لتخليص المعاملات الاجبارية مستعينا بالصبر والاصرار والتحدي ،وإن كنت كويتيا يجب أن أقلق في حال تعرضي لوعكة صحية قابلاً لقصف الاطباء العشوائي لي بالتشاخيص والأدوية ، وإن كنت كويتيا يجب أن أقلق من عملي في القطاع الخاص مستعينا في مشواري هذا برفقة التوتر والخوف ومعانيا من الاشتياق للأمان الوظيفي .
 وان كنت كويتيا يجب أن أقلق من وقوعي تحت رحمة مسئول كويتي يعاني من نفس قلقي وتوتري وأزماتي النفسية اللا متناهية ،،، فذاك المسئول القلق يستيقظ في الصباح الباكر وهو قلق من قراءة خبر يضر بسلطاته في الصحف، بعدها يقلق من فساد الطعام الذي التهمه على الافطار ، وبعد ذلك يقلق من تحذف السواق في الشوارع ومرتادي حارات الأمان خلال ذهابه للعمل بسبب الزحمة التي هي نعمة كويتية ، فلا يصل للكرسي الا وهو قد استطاع جمع كمية من القلق كفيلة بتقويس ظهره وهز رقبته ،،،،، فبالله عليكم كيف لهذا المسئول الكويتي ازالة هذا القلق إلا من خلالكم وبتطوعكم للعلاج ؟ فهو لم يشعر بالأمان والقدرة إلا عند الجلوس على هذا الكرسي ،،، وبما أن الصحف وفساد الطعام والسواق وحارات الأمان قد اغرقوه قلقاً ورعبا ،أصبح لزاما عليه أن ينتقم ويثور حاملا بازوكة القرارات العشوائية والتعسفية فوق كتفه ، باحثا عن أي هدف متحرك قابل للقصف والاطاحة وعاجزا عن الرد المسلح والدخول في الاشتباكات الادارية ،،،
 ليكن في قلوبكم شوية رحمة يا كويتيين وراعوا مشاعر المسئولين واعذروا قصفهم الأسدي ، فهم يعانون القلق وانتم الجرعة المهدئة ، فأقبلوا واتجهوا لبيوتكم لإفراغ قلقكم وتوتركم وأزماتكم على الخدم في البيوت مستعينين في ذلك بخبراتكم بالوقوع تحت رحمة قلق متعسف انتقائي ، فتجري عجلة القلق وتستمر حياتنا القلقية
وشبر شبر ،،، بيت بيت ،،، دار دار ،،، زنقة زنقة
@lbaderl