أقلامهم

ذعار الرشيدي: من لب العنصرية تأتي مقترحات بتكويت جميع الوظائف وأن يقتصر عمل المقيمين على (التنظيف والعتالة).

مقيمون بقلوب كويتية
بقلم: ذعار الرشيدي
عندما ترى مقيما عربيا كان أو أجنبيا يحمل علم الكويت في الشارع ويلوح به أو يرفعه فوق سيارته أو يضح شعار الدولة على صدره فثق تماما أنه لم يفعل هذا الأمر إلا من حب وليس بدافع أي شيء، آخر، فهو يحبك ويحب بلدك، ويعتبرها جزءا من حياته إن لم يكن يعتبرها أصلا كل حياته، نعم المقيمون جاءوا بحثا عن حياة أفضل من حياتهم في بلدهم، وذلك يجعلهم شركاء لنا، لأنهم رأوا في بلدنا أفضلية وهذا بحد ذاته مديح غير مباشر منهم لبلدنا، لذا لا تستغرب وأنت تراهم يرفعون علم بلادك فهم يحبونها بقدر ما تحبها.
***
بلدنا في الأصل بلد مهاجرين، حتى منذ ما قبل النفط وهي بلد تستقبل المهاجرين، ومن يقول غير ذلك فهو إما لا يفقه التاريخ أو أنه لا يفقه أصلا «والاثنان أضرب من بعض»، دخلت على لهجتنا مفردات خليجية ومصرية ولبنانية وسورية، وأصبحت جزءا من لهجتنا وسبب هذا المهاجرون، صحيح أن التأثر لم يكن كبيرا ولكنه موجود ومحسوس ونلمسه كثيرا حتى في بعض الأمثال التي نستخدمها، من العنصرية أن ترى في بلدك بلدا مغلقا، ومن قمة العنصرية أن تفتح أبواب بلدك ثم تأتي لتعاير أو تنتقص من شأن من جاء ليشاركك بناء وطنك.
***
من العنصرية أيضا، بل من مادة العنصرية الخام أن يأتي من يقترح بأن تكون العيادات في المستشفيات صباحا للكويتيين ومساء للمقيمين، هذا الفصل العنصري البغيض لا يصدر من شخص عاقل، وحتما لا يصدر من شخص يحب بلده.
***
من لب العنصرية أيضا أن تأتي مقترحات غريبة بأن يتم تكويت جميع الوظائف وأن يقتصر عمل المقيمين على (التنظيف والعتالة)، هل من عاقل يقول بهذا؟! باب الرزق لكويتي أو لغير كويتي مفتوح، وعامة لو كان باب الرزق بيد الخلق لمات ثلاثة أرباع العالم من الجوع والفقر والعازة، ولكن الرزق بابه بيد الخالق لا خلقه.
***
أنا شخصيا أتمنى أن يتم تكويت كل الوظائف، ولكن ما شأن تكويت الوظائف بأرزاق خلق الله من المقيمين أو غيرهم؟! لو كانت الحكومة جادة في التكويت لفعلتها منذ 25 عاما، ولكنها لا تريد ذلك، ولم تسع يوما نحو ذلك ولن تسعى له أبدا، فلم نحمل المقيمين ذنب تكاسل حكومتنا بل وتآمرها علينا؟!