أقلامهم

تركي العازمي: تركيبتنا غريبة، إننا شعب يجيد «الشخبطة» الفكرية ويعارض قول الحق.

وجع الحروف / الإشاعة وعالم الـ «Chaos»…!
د. تركي العازمي
يهددنا «حزب الله العراقي» وتهبط «العراقية» على مطار الكويت الدولي وتنتهي تمارين درع الجزيرة ويتأجل استجوابان ويبقى آخران ويقول النائب سعدون حماد إن استجوابه «غير»… حتى الاستجواب المادة الدستورية صار فيه تمييز!
في الكويت فقط تشعر بوجود علاقة وطيدة بين الإشاعة وعالم الــ Chaos «عالم الفوضى»… فقبل أيام من الاستجواب غادر الشيخ أحمد الحمود وكثرت الإشاعات وظهرت الفوضى حتى تم تداول سبب سفره للعلاج متمنين له دوام الصحة والعافية!
في الكويت فقط… تنتشر الإشاعة عبر تغريدة أو كلمة يتداولها رواد الدواوين وإذا كانت «دسمة» تخرج عبر تصريح من مصدر موثوق وهكذا تستمر حالة الفوضى بما في ذلك معظم الشؤون السياسية تجد الإشاعة حاضرة ويقصد من أغلبها قياس رد الفعل!
لذلك، نجد أن الحديث عن «الشفافية» ضرب من خيال، فالمعطيات لا تشير إلى وجود شفافية وقد ذكرناها مرارا وتكرارا «إن كثرة اللاعبين في الشأن السياسي أفقدت نفس الشفافية وعقدت المسائل»!
ماذا يحصل؟ ولماذا يتصارع أحبتنا على حب استمرارية الفوضى ونشر الإشاعات؟
إذا ظهرت الإشاعة يبحث في طبيعة الحال مستقبلها عن الحقيقة ومن واحد إلى آخر تبدأ حالة الفوضى في الظهور… هذا إذا كانت الإشاعة واحدة ولك أن تتخيل تعدد الإشاعات!
لهم سنوات عدة يتحدثون عن «إسقاط فوائد القروض»، وسنوات منذ أحداث خيطان في عام 2003 وهم يتحدثون عن الخلل في التركيبة السكانية وضرورة محاربة وفضح تجار الإقامات، ومنذ عقود ونحن نبحث عن عاقل رشيد يخبرنا عن مفهوم الشفافية وسبب ظهور الإشاعات وبث الفوضى بين فئات المجتمع الكويتي… سنوات وعقود ونحن نتخوف من انقطاع الكهرباء والماء ومستوى التعليم والصحة والمرور والبحث عن سكن، وفي الختام تهبط الخطوط العراقية ويهددنا «حزب الله العراقي»! 
تركيبتنا غريبة… إننا شعب يجيد « الشخبطة» الفكرية ويعارض قول الحق ويعيد الكرة المرة تلو الأخرى ونبدو وكأننا نسير في عالم التيه « الفوضى» ونعشق بث الإشاعات دون أدنى رغبة من العقلاء ممن لا نرى لظهورهم بريق أمل!
يمر اليوم وتنتهي الاحتفالات بالعيد الوطني والتحرير وكل ما نراه لا يتجاوز احتفالات ومركبات صبغها أصحابها وتناسوا أن يصبغوا «فكرنا» بفعل فيه من «الشخبطة الإصلاحية»!
أدعو لوزير الداخلية بالشفاء وجهزوا لنا احتفالات من نوع آخر… نريد أن نحتفل بقدرة طلبتنا على كتابة اسمهم صحيحا بعد تجاوزهم المرحلة الابتدائية، نحتفل بعام يمر دون انقطاع كهرباء وماء، احتفال بخدمات طيبة قبل أن ترعبونا بفرض الرسوم والأهم أن نحتفل بعام يخلو من الملاحقات السياسية وتتفاهم المعارضة مع حكومة منتجة شفافة!
ما نكتبه عبارات يتناقلها كل مواطن ومقيم… جمعناها وأسقطناها من دون ترتيب، فالظاهر ان الفوضى قد أصابت قلمنا الباحث عن الشفافية… والله المستعان!