بورتريه

عبدالحكيم الفضلي.. “غرامة” وطن

كانت الـ38 خريفًا التي عاشها “عبدالحكيم الفضلي” بمنفى بلده، “غرامة” بحثه عن وطن، كلفته عشرات التهم، وأيام حبسه الاحتياطية خصمت من عمره، ولم تدخل ضمن عقوبات القضايا الغير المدان بها حتى الآن.
“عبدالحكيم” الذي اشتهر بين الناشطين البدون بالأكثر جرأةً وحماسًا لقضيته والتأكيد دائمًا على ضرورة اعتماد أبناء القضية على أنفسهم، سعى دائمًا لتجاوز الحدود المتعارف عليها لمطالبات أبناء جلدته، وتوسيع نشاطاته السياسية والحقوقية.. حتى الاجتماعية باسم القضية، محاولًا إدخالها ضمن حراك التغيير في الكويت الذي كان بارزًا في السنتيّن الأخيرتيّن إثر أحداث الربيع العربي.
“حكيم” اختص بالأدب الإنجليزي في الجامعة العربية المفتوحة، وأخذ كفايته من اللغة لما يخدمه في التواصل أكثر مع المنظمات الدولية بصفته مدافعًا عن حقوق الإنسان، ليوقف قيده في الجامعة، ويتفرّغ لقضيته أكثر.. بحث عن وظيفة أكثر حيوية حتى احترف تصليح الماكينات، وكان دائمًا ما يبدي إعجابه بالدراجات النارية.
اشتهر “حكيم” بلقب المهندس بعد احترافه التعامل مع الماكينات، وتمكّن من إيجاد عملًا بحكم خبرته الميكانيكية في فرع شركة “فولفو” لدى الكويت حتى أصبح مسؤولًا ميكانيكيًا، على الرغم من أن الراتب الذي كان يتقاضاه مرتفعًا، ويكفيه لبدء حياة جديدة.. لكن هذا الأمر لم يبعده عن نشاطه في قضيته، حتى أوقف عن عمله في شهر مايو 2012.. ويذكر إن والده أوقف عن العمل كذلك في وزارة الداخلية بعد التحرير مباشرةً.
أحد أصدقاء يروي بأنه سمع “حكيم” ذات مرة يقول بأن إيقافه عن العمل في شركة “فولفو”، جاء بتدخل غير معلن من مسؤولين في وزارة الداخلية، بهدف الضغط عليه أكثر، ليوقف نشاطه في القضية. 
الظهور الأول لـ”حكيم” بشكل مباشر في القضية عندما حضر مؤتمر “هيومان رايتس”، الذي عقد في الكويت يوم 13 يونيو 2011، ليتكفّل بدفع قيمة تأجير صالة إضافية نظرًا للعدد الكبير الذي حضر الندوة.
“حكيم” قبض عليه يوم 29 يوليو من عام 2011 مع شخصيّن أثناء حملة “المناطيد” التي يقيمها البدون بين فترة وأخرى في ساحة الحرية بـ تيماء، وذكر من كان معه بأن المحقق عندما سأله عن جنسيته.. قال: “كويتي”، ولكن بعد التحقق اكتشف بأنه “غير محدد الجنسية”، فقال له المحقق “ليش تجذّب؟”.. فكان رده: “ما أجذّب.. أنتم أخذتم حقي ومنعتوني عنه”.