كتاب سبر

تخوّف مشروع

تخوّف مشروع
بقلم.. حمد العليان
تخوّف البعض من أسلمة الدولة وتقييد الحريات حال وصول التيار الديني لتشكيل الحكومة والذي يقابله تمامًا تخوّف أطراف أخرى من انحلال البلد وطمس الهوية الإسلامية للدولة حال وصول التيار الليبرالي لرئاسة الحكومة، هي تخوفات مشروعة ومنطقية جدًا تعترض طريق كل من يدعو لـ”الحكومة المنتخبة”، وبنظرة سريعة لهذه التخوفات نجد أن الرد عليها بسيط إذ يجب ألا ينسى الجميع أن لدينا قواعد دستورية ثابتة لا يمكن تجاوزها ولا التعدي عليها، حفظت للحريات العامة مكانها ولهوية الدولة بقاءها، وهي قواعد محل اتفاق بين جميع مكونات المجتمع الكويتي، كما أن لدينا محكمة دستورية موكل لها وفق قانون إنشائها مهمة الفصل في دستورية القوانين، ولها الحق في إبطال القوانين المخالفة للدستور والقواعد الراسخة فيه، لذلك يفترض ألا يكون لهذه التخوفات موضع قدم يعترض طريقنا لتطوير واقعنا السياسي بالانتقال للحكومة المنتخبة ما دام أن حقوق الأفراد مصانة بقوة الدستور ولا تستطيع أي حكومة منتخبة مهما كان شكلها وتوجهها الانتقاص منها أو التعدي عليها أوعلى بقية المكتسبات.
 بقي في سبيل استكمال الشكل الأمثل للحكومة المنتخبة أمران مهمان هما:
  1. تعديل بسيط في قانون إنشاء المحكمة الدستورية، بحيث يكون للأفراد حق الطعن مباشرة أمامها.
  2. إشهار الهيئات السياسية حتى تكون الحكومات حكومات مشاريع ورؤى لا حكومات أسماء وأفراد.
 بذلك يُستكمل الشكل الأمثل الذي يضمن بداية مثالية في طريق الانتقال إلى الحكومة المنتخبة.
 @HamadAlOlayan