كتاب سبر

حديقة مسلم البراك !

الرجل الغاضب في قاعة عبدالله السالم .. خصومه كثر .. ومؤيدوه أكثر ، قبل أن تعرفه تتساءل (لماذا يصرخ) ، ثم تبدأ بالاستماع إليه فتعرف السبب ، فارس المعارضة .. وخطيبها .. وأديبها .. ومتى ما حمي وطيس قضية يُلتفت إليه ليُسأل عن موقفه ، أعداؤه حكاية أخرى ولكل منهم سبب في هذه العداوة ، بعضهم دفعته عنصريته لذلك ، فود لو أن بطلا مثله يكون من فئته فقط ، وبعضهم تدفعه مصالحه حيث تضرر من معارك سابقة للرجل بشكل أو بآخر ، وبعضهم نخرت الطائفية روحه فيراه في صف غير صف جماعته ويحاربه على هذا الأساس ، وبعضهم دافعه الحسد المحض والغيرة من نجوميته كما تغار النساء من النساء ، ناهيك عن البعض (المدجن) الذي يعتقد بأنه لا يُسمح لمواطن بأن يتحدث مع من هو أعلى منه – علو وهمي – بهذه الجرأة حتى لو كان فاسدا أو مواليا للفساد ، حاول بعضهم تقليده ففشل ، وحاول بعضهم الآخر التقليل من شأنه ففشل أيضا ، بحثوا في تاريخه المهني والأسري والشخصي ولم يجدوا شيئا من الممكن أن يُستخدم ضده ، كثيرون منهم يعللون عداوتهم له بأسلوبه مع أننا لا نتذكر أنه تلفظ بكلمة (نابية) أو أنه قذف كأسا على أحد النواب !! احتاروا معه .. اتهموه بالتعصب القبلي .. فأثبتت الإنتخابات التي يخوضها (منفردا) عكس ذلك ، اتهموه بالفساد الإداري .. فعجزوا عن إحضار دليل أو حتى شاهد على هذا الفساد المزعوم ، قالوا بأنه يمرر المعاملات متناسين بأن هذه المعاملات تستخدم كابتزاز للنواب ولم نر منه يوما خضوعا لابتزاز ، كل فترة يلصقونه بجهة ، تارة بتاجر وتارة بشيخ وتارة بدولة ، وصلوا معه بأن أطلقوا السفهاء والأراذل للنيل من سمعته وعرضه فعادوا وعليهم آثار الهزيمة والذل ، انتهى تفكيرهم عند التساؤل بخبث : لماذا لا يطرح القضية الفلانية أو يتحدث بالموضوع الفلاني ؟؟!! حسنا .. أنتم تثبتون بأنه (إنسان) قد يصيب وقد يخطيء وقد يتعب وقد ينسى وفي نهاية الأمر نحن نتحدث عن (فرد) !! ، بعد أن يئسوا من كل ما سبق .. هداهم تفكيرهم الى الحل الأخير .. السجن ، وكيف يُسجن رجل تمشي أفكاره على الأرض وبين الناس في الساحات والشوارع والأسواق والدواوين ؟! اختلف معه لكن لا تظلم نفسك وتبرر خضوعك بمحاولة النيل منه ، لا تؤجر عقلك على أحد ولا تخض المعارك بالوكالة ، سوف يأتي يوم تتحقق فيه سنة الله في الأرض وسنغيب نحن ويغيب مسلم البراك ويغيب خصومه – بسبب أو بآخر – لكن مسلم البراك -الظاهرة – سيكون حاضرا كمعيار للحد الأدنى من البطولة والتضحية ، سيكون حاضرا بعد أن بذر بذور الجسارة والعزة على مدى 17 عاما في كل شبر من هذه الأرض ، و ستنبت هذه البذور وتزهر في يوم ليس ببعيد ، حتى ذلك الحين سنتذكر مقولة شيخ المجاهدين عمر المختار : كن عزيزا و إيّاك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً ، فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى .
ناصر المروت الخالدي
@nasseralkhaldi