حوارات

بعد أن طلب الرحمة من الله.. ردّ عليه أحد الضباط: "خلّ الله ينفعك"
“حسين الخالدي” يخرج عن صمته ويكشف لـ((سبر)): ضباط الداخلية طلبوا من أفراد الأمن الاعتداء عليّ “جنسيًا”

  • الأحكام العرفية .. طبقت على البدون 
  • بعد تعذيبي في يوم اللاعنف العالمي.. قال أحد الأفراد عبر الرادار: “سيدي الرجال شكله مات” 
  • طلبت من العقيد “ف.م” تفريغ مسدسه كاملًا في رأسي.. لأنني كنت في حالة يرثى لها.
  • سمعت من رجال الأمن ألفاظًا لم أتوقعها ممن يملكون شرف الخدمة.
  • طلبت الرحمة من الله.. فرد عليّ الضابط: “خل الله ينفعك”.
  • حتى بالأحذية ضربني رجال الأمن على رأسي.
  • لولا حادثة “الميموني”.. لكنت “رحت ورى الشمس”، وقالوا “جرعة زائدة”.
  • الضابط سألني عن اسمي.. ثم نزل شخصيّن وطلب منهم الاعتداء عليّ جنسيًا.
  • سياسة القمع لن تفيد مع الناشطين.. حتى لا تحدث جرائم بالمستقبل، فالدم يولد الدم.
  • تفاجأت بأني قضيتي ضد الداخلية تم حفظها.. وطلبت من القاضي فتحها مجددًا ووافق.
  • رفعت عليّ قضية جنح واحدة.. وأتوقع أن تزداد القضايا للترهيب.

حاوره.. حمد البديّح 
مازالت الكويت تسير عكس التيار العالمي المطالب بحرية الشعوب، ففي الوقت الذي تسعى تتطور الدول المجاورة إلى توسيع مساحة الحرية لشعوبها، تتخلى الحكومة الكويتية عن أبسط مبادئ الحرية، وتتمادى في التعدي على كرامات البشر وإهانتهم.. فبعد حادثة مقتل المرحوم “محمد غزاي البناي” و”محمود البناي” لم يعد يتفاجئ الشعب الكويتي بسماعه أخبار التعذيب داخل مخافر وزارة الداخلية.. فها هو “حسين الخالدي” يخرج عن صمته ويكشف لـ((سبر)) تفاصيل تعذيبه في مخفر تيماء، وكيف طلب أحد الضباط من شخصيّن تمزيق ملابسه والاعتداء عليه “جنسيًا”.

لم يكن الكشف عن هذا الأمر بالأمر الهيّن على “حسين الخالدي” ولكنه رأى بأن المصلحة تقتضي أن يلتفت الجميع لتجاوزات الداخلية تجاه مواطنيها، وأبدى استغرابه من الألفاظ التي يستخدمها بعض أفراد الأمن، وكيف تخرج من أشخاص يملكون شرف الخدمة واللباس العسكري.. ووصل الأمر أن يطلب “الخالدي” الرحمة من الله، ليرد عليه أحد الضباط بـ”خل الله ينفعك!!”.

“الخالدي” حذّر الداخلية من التمادي في أسلوبها بقمع الناشطين في القضايا الإنسانية، وإن مثل هذا العنف سيولّد عنفًا جديدًا، والدم يولّد الدم على حد وصفه.
وجاء اللقاء معه.. كالتالي:-
ما الدوافع لخروجك الي تيماء بتاريخ 210 في يوم اللاعنف العالمي؟

خروجي جاء تلبية لدوري كمواطن غيور على بلده شارك في الحروب شاهد الويل من مناظر مرعبة وجاء دوري كمواطن خفير بعد أن شاهدت المأساة التي حصلت بتيماء بتاريخ 13 1 2012 والأحكام العرفية التي طبقت هناك، والتي يصعب على كل انسان أن يرى تلك المناظر وكانت البداية بالمصادفة وبعد  أن استدعاني أحد أبناء عمومتي للكفالة الشخصية، وبعد أن شاهدت بعيني ما يحدث من تعسّف وضرب تبنيّت الموضوع بروح المواطنة الحقيقيه والحية وعدم الجلوس في البيت والاعتماد على الأكل والشرب فقط، فعملت على كشف المستور للمسؤولين ولأبناء بلدي إن تلك الفئة هم أبناءنا واخوتنا في الدين والنسب والعروبة، فلا يجوز التعامل معهم بالتعسّف والظلم الكبير الواقع عليهم ويوم القيامة أمام الله تعالى لن يفيدني رضى عني “فلان أو “علان” وعملي هو الوحيد من ينجيني فرأيت ودخلت قضية البدون من منطلق “جنة أو نار”. 
كيف تم إلقاء القبض عليك بتارخ في يوم اللاعنف؟
قبض علي من وسط ساحة الحرية بتيماء بعد أن ذهبت في ذلك اليوم إلى الاعتصام باكرًا، وجلست بصحبة الناشط المعروف عبدالحكيم الفضلي  بمنزل أحد الاصدقاء هنالك وخرجنا على شكل ثلاث مجموعات، حيث كانت هنالك مجموعة تخرج من شارع النجاشي بالإضافة إلى قطعة 3 ومجموعه تخرج من مسجد شريح القاضي.. وبدأ الاعتصام بعد وصولنا إلى المسجد وحدثت مفاوضات بين حكيم وقياديي الداخلية، قبل أن يتم ضرب المعتصمين بقوة من قبل رجال الداخلية والقوات الخاصة بالقنابل الدخانية والرصاص المطاطي وحدث تعسّف كبير في الساحة لأشخاص عزل ومسالمين للغاية، وبصراحة خشيت على عدد من صغار السن المتواجدين هنالك ولم احتمل منظر العنف الحاصل وتقدمت إلى الصفوف الأمامية مع بقية الشباب، وتم اعتقالي مع مجموعه كبيرة في ذلك اليوم وحدث عنف كبير، حيث فقد عبداللطيف النبهان عينه حينها بالإضافة إلى حرق يد أحد المقبوض عليهم في ذلك اليوم.
ما التهمة التي وجهت لك حينها؟
تهمتي كانت التجمهر في مكان عام، فبعد اعتقالي في الثالثة عصرًا جلست في سيارة الأمن التابعة للقوات الخاصة حتى الثامنة مساءً وتعرضت لثلاثة حالات إغماء متتالية نتيجة العنف والضرب الذين تعرضت لهما، حتى انني سمعت أحد الأفراد يقول عبر الرادار “سيدي الرجال شكله مات”، فقال انقلوه بسيارة الإسعاف وتم التوجّه بي إلى مخفر تيماء، ومكثت هنالك لمدة نصف ساعة، ومنها إلى المباحث الجنائية لمدة يومان، بعدها تم تحويلي إلى السجن العمومي في الساعه الواحدة والنصف ليلًا على الرغم من أن القانون يمنع فتح باب السجن بعد إنزال العلم هنالك، لكنهم فتحوه خصيصًا واستمريت هنالك لمدة 8 أيام وخرجت بعدها بكفالة.
تردد إنك واجهت تعسف كبير في مخفر تيماء؟ 
عند وصولي إلى مخفر تيماء وجدت العقيد “ف.م” وطلب من رجال الأمن تخفيف “الكلبجات” عني وأشربني كوب ماء وطلبت منه أن يقوم بتفريغ رصاص مسدسه كاملًا في رأسي، لأنني حينها لم أعد احتمل الحياة نهائيًا فكنت لا استطيع المشي ولا التنفس وفي حالة يرثي لها بعد كمية الشتايم والإهانات والاعتداءات والضرب العنيف جدًا بجميع أجزاء جسدي، وتم تمزيق حتى ملابسي الداخلية وضربي داخل السيارة وسمعت منهم كلام لم اسمعه بحياتي من رجال أمن يملكون شرف الخدمة واللباس العسكري، لدرجة أنه تم خنقي بقوة حتى الموت مع ترديد عبارة “تبينا نرحمك تبطل تطلع ثاني مرة !! ويكمل وهو مستمر بخنقي بقوة “ها تتوب؟ تتوب؟” ولم أطلب سوى رحمة الله.. ليرد علي ساخرًا ومستهزءًا “خل الله ينفعك” إلى جانب العديد من الكلمات والعبارات الكارثية جدًا.
وحصلت أيضًا العديد من الحوادث الكارثية ولكن بعض الأحيان الشخص لا يتكلّم، يقول سمعة بلدي لكن المصيبة الأكبر أن سكتنا بما يقوم به رجال الداخلية بالتمادي على اخواننا الكويتيين البدون وحتى الكويتيين بالضرب والاعتقالات، فالأمر هنا أصبح بوليسي، لذلك يستوجب الكشف، وأكبر دليل ماحصل في قضية الشهيد “الميموني” والتي جاءت رحمة لنا نحن المواطنين من بعده لتكشف المستور وحصل معي ذلك بعد أن قام رجال الأمن بضربي حتى بالأحذية على رأسي وجاء أحدهم ليوجه لي “بوكس” قبل أن ينتبه للكاميرا فوقه فسحب يده، ووقتها ومن شدة ضربي في بطني ورأسي عبر “بساطير” رجال الأمن، اعتقدت إن لدي نزيف داخلي طلبت منهم التوقف وقلت لهم لا أريد شيء منكم، مستعد انفذ ما تريدونه مني واذبحوني وأريحوني وتم نقلي لمستشفى مبارك، فما أردت قوله من خلال كلامي أنه لولا حادثة المرحوم الميموني لكنت “رحت ورى الشمس” ومن الممكن القول انها نتيجة جرعة زائدة.. وأقول لأبناء الشعب ألا تتساءلون أين ولماذا اختفت جرائم الجرعة الزايدة فجأة من صفحات الجرائد بعد أن كانت شبه يومية.
تردد أن هنالك احد الضباط طلب من احد الافراد الاعتداء عليك جنسيًا ؟
جاءني احد الضباط وانا معتقل في سيارة الامن بساحة الحرية وقال لي : انت حسين الخالدي؟ قلت نعم معتقدا انه يعرفني كوني شخصية رياضية ترأست وفود كويتيه في مناسبات سابقة وبطولات عدة في مختلف الدول لكنه فاجأني بلكمات متتالية وقوية، وعاد لتكرار نفس السؤال وأجبته نعم، ليزيد في ضربه واستمر على هذا المنوال وجاء أحدهم بعد أن نزل شخصيّن من السيارة ليأتي غيرهم، وقال لهم: “مزقوا ملابسه واعتدوا عليه جنسيا لكي يتوب ولا يكررها مرةً أخرى، وأنا كرجل غيور حينما سمعت ذلك وأنا لا حول ولا قوة، دخلت في نوبة إغماء داخل السيارة وانهرت نفسيًا ووجدت نفسي بعدها في سيارة الإسعاف.
وقمت برفع قضية على وزير الداخلية لم يتم تسجيلها فقمت برفع قضية على وكيل الوزارة وأيضًا تم رفض طلبي، فقلت هل بالإمكان رفع قضية على العميد علي ماضي كونه مدير القوات الخاصة قيل لي نعم، ورفعت عليه قضية وهذا كل ما استطعت فعله.. وبالنسبة لي لا أريد شيئًا، ولكن حتى لا تحدث جرائم قتل مستقبلا، فالدم يولد الدم والعنف وأقول لهم لا تستخدموا معنا تلك الطريقة وإلى الآن لم يحصل أن قتل أحد في الحراك السياسي الكويتي، فنصحيتي أن يتم نغيير هذا النهج قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه، وأقول لهم إننا مستمرين وأنصحهم أيضًا بالابتعاد عن سياسة قمع الناشطين، فالأمور كلها مكشوفة والأشخاص والناشطين واضحين، وذلك أفضل من أن تأتي في الغد أحزاب سياسية وتيارات تتبع دول أخرى أو غيرها، وتكون النهاية وخيمة.
ويكمل حديثه.. ثم بعثوني إلى المباحث الجنائية حتى أتنازل عن القضية ورفضت التنازل، وتم تقييدي وأخذي وردي وأنا مكبل في يداي ورجلي، وكأنني لست في الكويت وحاولوا معي، لكنني رفضت وتفاجأت بعد خروجي وبقدرة قادر بأن القضية تم حفظها وذهبت للقاضي في محكمة الرقعي وسألته كيف تحفظ القضية وأنا لم أتنازل عنها، ولم يصدر فيها حكم وطلبت منه فتح القضية مجددًا ووافق.
ماذا حصل بينك وبين القاضي في جلسة التصوير والاطلاع بشهر مارس؟
 
في البداية لم اكن أود التحدّث وإثارة الموضوع حينها، كون مثل هذه الأمور من الممكن أن تسيء لي وتخدش الحياء، ولكنني قلت أن سكت انا وغيري، فسيكون هنالك تمادي من القوات الخاصة وغيرهم بالضرب والتعدي، فقلت للقاضي الحادثة وأنه تم تقطيع ملابسي الداخلية للاعتداء علي جنسيًا، حتى تكون له كلمة أمام هذا الأمر الغريب، فقال القاضي ستفتح القضية وإلى الآن لا اعلم ستفتح أم لا.
كم عدد القضايا المرفوعه عليك؟
هي قضية جنح واحدة ومن المتوقع أن يزداد عددهم في الفترة المقبلة، كون الأمر هنا يتم عبر الترهيب بتلك الأساليب.
ماهي أسباب ترشحك في الانتخابات الاخيرة؟
قلتها مرارا وتكرارا انني لا امثل قبيلة ولا طائفه امثل وطني فقط والمظلومين وايضا دفعني موضوع الشهيد حمود البعنون واولاده في الاردن وقمت بايصال االامر ورفعه الى اعلى سلطة في البلد واردت متابعة الموضوع وكوني نائبا استطيع العمل اكثر فيه وبقوة من كوني مواطنا فقط وحاولت ايصال ارائي والانتخابات طبعا بحاجة الى تكتيكات خاصة ووفرة مالية ودعم كبير.
وبالفعل وجدت قبول وتعاطف كبيرين وبالتحديد من اخواني الكويتيين البدون وحتى حضور الندوة كان مشرفا وباعداد كبيرة وهي الندوة الاولى بحياتي وكتجربة اولى لابد ان تكون صعبة والجميع استغرب نزولي في غير دائرتي لكنني اردت القول انني صاحب قضية واذا اردنا حسب الامور تجاريا فالقضية “خسرانه” كون اصحاب القضية التي احملها لايصوتون في الانتخابات والربح الحقيقي يبقى في طاعة ورضى الله تعالى ومحبة الرجال والامور الاخرى لايعرفها الا الانسان بعيدا عن اصحاب الحسابات.
كنت في المجال الرياضي وحدثت لك بعض المشاكل وهددت من قبل اشخاص حدثنا عن ذلك؟

تم نقلي من مكتب وزير الدفاع الى ابعد مكان في مجال عملي كنوع من العقاب وحدثت فعلا العديد القضايا والمشاكل معي في المجال الرياضي وانا شخص لا اعرف السكوت واقول للشخص المخطي من أمامه انك أخطات.
هل ذهبت إلى الشيخ طلال الفهد في قضية الميزانيات؟
نعم ذهبت إليه شخصيًا في اللجنة الأولمبية حينها، والشيخ طلال احترمه ويبقى شخص عزيز وله مواقف عديدة مميزة معي، وله أيضًا مواقف وقف فيها ضدي وتبقى نقطة الخلاف والسبب الرئيسي في المشكله التي حصلت معي في مسالة مخصصات اللاعبين في البعثات الخارجية حيث كنت اعمل موازنه في تكاليف المعسكر ومصاريف اللاعبين والاجهزة الفنيه ووعملت على زيادة مخصصاتهم وكنت اوفر الامر الافضل للجميع حيث المصاريف والفنادق وانواع الاكل ابحث عن الافضل وكوني لاعب سابق اشعر باللاعب اكثر من غيري لذلك حصلت معي العديد من المشاكل ..فتوجهت للشيخ طلال ونصحته ووجهت كلامي له قلت ثلاث مرات البطانه..البطانه..البطانه . ووالدك الشهيد فهد الاحمد عودنا على الصراحة وقول كلمة الحق وكان الحديث بيني وبينه ..بعدها قدمت استقالتي بعد ان شعرت انني شخص غريب وبعيد عن المجال الرياضي وانا في عملي وقتها وتركت المجال في العام 2003 .وعدت مرة اخرى عن طريق نادي الشباب ووجدت نفس المشكله في مخصصات اللاعبين والعديد من الامور المحزنه حيث المبالغ الضخمة على عدد بسيط من اللاعبين  حيث يتم التلاعب وبتواطي من الاتحاد في تكرار تسجيل اللاعبين باكثر من قائمه وفئة ووجدت ايضا احدهم مسجل نفسه كمشرف ومدرب ولاعب في أن واحد !.
ماهي مطالبك من الحكومة تجاه قضية البدون؟
إعطاء الناس حقوقهم والحق الأساسي هو حق المواطنة ويجب على الحكومة أن تتحمل عاجلًا حلها كونها هي من خلقتها وبالتحديد من العالم 86 والناس هنا معروفين وابناء قبائل معروفه وعوائل محترمة وبالنهاية هم بشر محترمين كحال جميع البشر لهم حقوق وواجبات فلايمكن لاشخاص مثلهم ان يصل بهم الامر الى البحث في حاويات البلدية عن مايستفاد منه ولم نترك احد كبير في البلد لم نتحدث معه وهم اساسا ليسوا بحاجتنا كون القضية معروفه للجميع ولكن حتى اللحظة لانجد غير الوعود.
بما انك ملاكم سابق فعلى من توجه لكمتك؟
الكويتيون كلهم اهل طيب ومحترمين ولايستحقون مني اللكمة ..”ضاحكًا” ..لكمتي مؤجله حتى اللحظة .
كلمة اخيرة ..

أقول للجميع صفو النية فالكويت يجب ان تبقى جميلة.. وانصح واتمنى الابتعاد عن الحديث والخطاب الذي يمزق المجتمع والتحدث بالامور الطائفيه والقبليه.. واكثر مايزعجني هو الشخص الذي تراه لايصلي ولايصوم ولايؤدي واجباته الدينيه ويهاجم الشيعه واخر يهاجم السنه واذا قلت له اذهب للمسجد لايعرف وقت الصلاة والمشكله الحقيقيه بمن يضربون الوطنية في اشباه الرجال وهذ هو فعلا من يستحق اللكمة.