كتاب سبر

دلو صباحي
كفي عبثا !!

دلو صباحي 

بقلم: عبدالله المسفر العدواني 
الحكم الذي صدر بإيقاف تنفيذ حكم الحبس على النائب السابق والمعارض الرمز مسلم البراك يؤكد أن القضاء الكويتي يظل شامخا وسط كل حالات التردي التي نعيشها في الوقت الراهن في الكثير من مؤسسات الدولة.. ويؤكد أن القضاء هو الملاذ الأخير والآمن لأفراد المجتمع.
وسواء كان الحكم ايجابيا للبعض وسلبيا للآخر إلا أنه لا يترك مساحة لأصحاب التكهنات بأن الأحكام تصدر بناء على وجهة نظر غير أعضاء المحكمة أو طبقا لسياسات معدة مسبقا.. على الأقل وبالتأكيد عند محكمة الاستئناف هذه التي نظرت في قضية مسلم ومنحته إيقاف التنفيذ مع التأجيل لجلسة مايو المقبل.
لست هنا بصدد تفنيد الحكم أو التعليق عليه من وجهة نظر شخصية ونحن لا نعلم ما الذي سيحدث في الجلسات القادمة في قضية مسلم واتهامه.. ولكني فقط اتوقف عند الدرس والعبرة في هذا المشهد الذي حدث في المحكمة وهذا الزخم والحشد الذي تكدست به المحكمة في الداخل والخارج وردود أفعال الناس فور سماعهم الحكم بإيقاف النفاذ.
لاشك أن المشهد مهيب ويدعو للتأمل فكثيرون عندما سمعوا الحكم خروا سجدا لله الواحد القهار شكرا وحمدا على سلامة ضميرهم.. ضمير الأمة مسلم البراك.. ورغم حرارة الطقس والأجواء المحيطة بالمحكمة إلا أننا شاهدنا الكويتيين يتكدسون ليساندوا ضميرهم في محنته ويسجدون لله تعالى مهللين مكبرين وهو ما يلفت الأنظار ويؤكد أن مسلم البراك حالة استثنائية ورمز بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مسلم البراك أو قلب الوطن النابض استحق هذا المجد لأنه كان لسان حال الناس وقدوة للتضحية ومثال للشجاعة والإقدام زعيم بحق شاء من شاء وأبى من أبى.. هو صوت وضمير الأمة عن جدارة فهل تعي السلطة هذا الدرس وتفهم أن مسلم ليس شخصا عاديا وإنما هو ضمير المواطن والمعبر عن آلام الناس وأحلامهم وتطلعاتهم.
ما حدث في قاعة المحكمة وخارجها الاثنين 22 أبريل يؤكد أن زمن التمييز انتهى وأن الناس سواسية وأن مسلم هو رمز للمواطن العادي ومحدود الدخل الذي يجب أن لا يعامل بتفرقه بينه وبين ولد فلان أو أخو فلان.
ليت السلطة تتعلم ليس من الحكم الذي صدر.. ولكن من المواقف التي اتخذها المواطنين من المحاكمة وبأن المواطن سوف يساند قناعاته وان الشعب هو مصدر السلطات وصوته يلعو ولا يعلو عليه أي صوت آخر.
وهنا نقول للسلطة أنت تملكين أدواتك التي تقمع المعارضين.. وتملكين تحريك إعلامك من قنوات وصحف وحتى مواقع الكترونية بإشارة من اصبعك.. لديك السلطة.. والمال.. وغيرهما من مناصرين منتفعين وجوقة ومطبلين.. ولكنك في النهاية لا تملكين قلوب الناس لتجعليها تغير وجهتها عن مسلم.. فهل تستوعبون الدرس الذي ألقاه الشعب في قاعة المحكمة.
مسلم البراك.. هنيئا لك حب الناس.. وعلى السلطة أن تعي وتستوعب أن مسلم نعم عبد فقير إلى الله.. ولكنه أولا وأخيرا هو ضمير نعم ضمير الأمة إن فقدناه فقدنا أعز ما نملك لذلك نقول لكم كفي عبثا.